المرتشي في الحكم











المرتشي في الحکم



و من کلام له:

ايتها النفوس المختلفه و القلوب المتشتته، الشاهده ابدانهم و الغائبه عنهم عقولهم! اظارکم علي الحق[1] و انتم تنفرون عنه نفور المعزي من وعوعه الاسد! هيهات ان اطلع بکم سرار العدل[2] او اقيم اعوجاج الحق.

اللهم انک تعلم انه لم يکن الذي کان منا منافسه في سلطان و لا التماس شي‏ء من فضول الحطام، ولکن لنرد المعالم من دينک و نظهر الاصلاح في بلادک فيامن المظلومون من عبادک.

و قد علمتم انه لا ينبغي ان يکون الوالي البخيل فتکون في اموالهم نهمته، و لا الجاهل فيضلهم بجهله، و لا الجافي فيقطعهم بجفائه، و لا الحائف للدول[3] فيتخذ قوما دون قوم، و لا المرتشي في الحکم فيذهب بالحقوق.

[صفحه 163]


صفحه 163.








  1. اظارکم: اعطفکم.
  2. سرار، في الاصل: آخر ليله من الشهر، و المراد هنا: الظلمه: اي: ان اطلع بکم شارفا يکشف عما عرض علي العدل من الظلمه.
  3. الحائف: الجائر الظالم. و الدول، جمع دوله- بالضم- و هي المال. و قد سمي المال «دوله» لانه يتداول، اي ينتقل من يد ليد.