اين العمالقه
اوصيکم عبادالله بتقوي الله الذي البسکم الرياش و اسبغ عليکم المعاش. فلو ان احدا يجد الي البقاء سلما، او لدفع الموت سبيلا، لکان ذلک سليمان بن داود عليهالسلام، الذي سخر له ملک الجن و الانس، مع النبوه و عظيم الزلفه. فلما استوفي طعمته و استکمل [صفحه 142] مدته، رمته قسي الفناء بنبال الموت، و اصبحت الديار منه خاليه، و المساکن معطله، و ورثها قوم آخرون. و ان لکم في القرون السالفه لعبره! اين العمالقه و ابناء العمالقه! اين الفراعنه و ابناء الفراعنه! اين اصحاب مدائن الرس الذين قتلوا النبيين و اطفاوا سنن المرسلين، و احيوا سنن الجبارين! اين الذين ساروا بالجيوش، و هزموا بالالوف، و عسکروا العساکر، و مدنوا المدائن!
من خطبه خطب الامام بها الناس بالکوفه و هو قائم علي حجاره نصبها له جعده بن هبيره المخزومي، و عليه مدرعه من صوف و حمائل سيف ليف، و في رجليه نعلان من ليف:
صفحه 142.