انا نذيرکم
من خطبه له في تخويف اهل النهروان[1] قبل ان يبداوه القتال:
فانا نذيرکم ان تصبحوا صرعي باثناء هذا النهر و باهضام هذا الغائط[2] علي غير بينه من ربکم و لا سلطان مبين معکم: قد طوحت بکم الدار
[صفحه 141]
و احتبلکم المقدار[3]، و قد کنت نهيتکم عن هذه الحکومه فابيتم علي اباء المخالفين المنابذين حتي صرفت رايي الي هواکم، و انتم معاشر اخفاء الهام[4] سفهاء الاحلام و لم آت، لا ابا لکم، بجرا و لا اردت لکم ضرا.
صفحه 141.
- النهروان: اسم لاسفل نهر علي مقربه من الکوفه. و اهل النهروان هم الخوارج.
- صرعي، جمع صريع، اي: طريح. الاهضام، جمع: هضم و هو المطمئن من الوادي. و الغائط: ما سفل من الارض، و المراد هنا منها المنخفضات. يقول: اني احذرکم من اللجاج في العصيان فتصبحوا مقتولين مطروحين، بعضکم في اثناء هذا النهر، و بعضکم في هذا الوادي و هذه المنخفضات.
- يقال «تطاوحت به النوي» اي: ترامت. احتبلهم: اوقعهم في حبالته. المقدار: القدر. يقول: لقد صرتم في متاهه لا يدع الضلال لکم سبيلا الي مستقر من اليقين، فانتم کمن رمت به داره و قذفته. و انتم مقيدون للهلاک لا تستطيعون منه خروجا.
- الهام: الراس. و خفه الراس کنايه عن قله العقل.