انصتوا لقولي
اکلکم شهد معنا صفين؟ فقالوا: منا من شهد و منا من لم يشهد. قال: فامتازوا فرقتين، فليکن من شهد صفين فرقه، و من لم يشهدها فرقه، حتي اکلم کلا منکم بکلامه. و نادي الناس: امسکوا عن الکلام و انصتوا لقولي و اقبلوا بافئدتکم الي، فمن نشدناه شهاده فليقل بعلمه فيها. ثم کلمهم بکلام طويل، من جملته ان قال: الم تقولوا عند رفعهم المصاحف حيله و غيله، و مکرا و خديعه: [صفحه 139] اخواننا و اهل دعوتنا استقالونا و استراحوا الي کتاب الله سبحانه، فالراي القبول منهم و التنفيس عنهم؟ فقلت لکم: هذا امر ظاهره ايمان و باطنه عدوان، و اوله رحمه و آخره ندامه. فاقيموا علي شانکم و الزموا طريقکم و لا تلتفتوا الي ناعق نعق: ان اجيب اضل و ان ترک ذل؟ و قد کانت هذه الفعله، و قد رايتکم اعطيتموها. و الله لئن ابيتها ما وجبت علي فريضتها، و لا حملني الله ذنبها! و والله ان جئتها اني للمحق الذي يتبع. و ان الکتاب لمعي، ما فارقته مذ صحبته: فلقد کنا مع رسولالله صلي الله عليه و آله، و ان القتل ليدور علي الاباء و الابناء و الاخوان و القرابات، فما نزداد علي کل مصيبه و شده الا ايمانا و مضيا علي الحق و صبرا علي مضض الجراح. و لکنا انما اصبحنا نقاتل اخواننا في الاسلام علي ما دخل فيه من الزيغ و الاعوجاج، و الشبهه و التاويل. فاذا طمعنا في خصله[1] يلم الله بها شعثنا و نتداني بها الي البقيه فيما بيننا، رغبنا فيها و امسکنا عما سواها!
من کلام له قاله للخوارج و قد خرج الي معسکرهم:
صفحه 139.