لولا تخمه الظالم وجوع المظلوم











لولا تخمه الظالم وجوع المظلوم



من خطبه له معروفه بالشقشقيه:

... الي ان قام ثالث القوم نافجا حضنيه[1]، و قام معه بنوابيه يخضمون مال الله خضمه الابل نبته الربيع[2]، الي ان اجهز عليه

[صفحه 134]

عمله و کبت به بطنته، فما راعني الا و الناس ينثالون علي[3] من کل جانب، حتي لقد و طي‏ء الحسنان[4] و شق عطفاي[5]، مجتمعين حولي کربيضه الغنم.[6] فلما نهضت بالامر نکثت طائفه، و مرقت اخري، و قسط آخرون[7] کانهم لم يسمعوا کلام الله حيث يقول: «تلک الدار الاخره نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض و لا فسادا و العاقبه للمتقين»!» بلي، والله لقد سمعوها و وعوها، ولکنهم حليت الدنيا في اعينهم و راقهم زبرجها.[8] اما و الذي فلق الحبه و برا النسمه، لولا حضور الحاضر[9] و قيام الحجه بوجود الناصر، و ما اخذ الله علي العلماء ان لا يقاروا علي کظه ظالم و لا سغب مظلوم[10]، لالقيت حبلها علي غاربها[11]، و لسقيت آخرها بکاس اولها، و لالفيتم دنياکم هذه ازهد عندي من عفطه عنز.

[صفحه 135]


صفحه 134، 135.








  1. يشير الي عثمان. نافجا حضينه: رافعا لهما، و الحضن: ما بين الابط و الکشح. يقال للمتکبر: جاءنا نافجا حضينه. و يقال مثله لمن امتلا بطنه طعاما.
  2. الخضم: الاکل مطلقا، او باقصي الاضراس.
  3. البطنه: البطر و الاشر و التخمه و الاسراف في الشبع. کبت به، من کبا الجواد اذا سقط لوجهه. ينثالون: يتتابعون مزدحمين.
  4. ولداه الحسن و الحسين.
  5. شق عطفاه: خدش جانباه من الاصطکاک.
  6. ربيضه الغنم: الطائفه الرابضه من الغنم.
  7. الناکثه: اصحاب الجمل. و المارقه: اصحاب النهروان من الخوارج. القاسطون: الجائرون، و هم اصحاب صفين.
  8. الزبرج: الزينه من و شي او جوهر.
  9. يقصد من حضر لبيعته، و لزوم البيعه لذمه الامام بحضوره.
  10. الکظه: ما يعتري الاکل من امتلاء البطن بالطعام، و المراد استثئار الظالم بالحقوق. السغب: شده الجوع، و المراد منه هضم حقوق المظلوم.
  11. الغارب: الکاهل، و الکلام تمثيل للترک و ارسال الامر.