ائمه العدل











ائمه العدل



عاد الامام العلاء بن زياد الحارثي بالبصره، و هو من اصحابه. فلما راي سعه داره قال له:

ما کنت تصنع بسعه هذه الدار في الدنيا؟ اما انت اليها في الاخره کنت احوج؟ و بلي، ان شئت بلغت بها الاخره: تقري فيها الضيف، و تصل فيها الرحم، و تطلع منها الحقوق مطالعها[1] فاذا انت قد بلغت بها الاخره!

فقال له العلاء: يا اميرالمومنين، اشکو اليک اخي‏عاصم بن زياد. قال: و ما له؟ قال: لبس العباءه و تخلي عن الدنيا. قال: علي به. فلما جاء قال:

يا عدي نفسه[2] لقد استهام بک الخبيث. اما رحمت اهلک و ولدک! اتري الله احل لک الطيبات و هو يکره ان تاخذها؟ انت اهون علي الله من ذلک.[3].

[صفحه 132]

قال عاصم: يا اميرالمومنين، ها انت في خشونه ملبسک و جشوبه ماکلک! قال الامام:

ويحک، اني لست کانت. ان الله فرض علي ائمه العدل ان يقدروا انفسهم بضعفه الناس کي لا يتبيغ بالفقير فقره.[4].


صفحه 132.








  1. اطلع الحق مطالعه: اظهره حيث يجب ان يظهر.
  2. عدي: تصغير عدو.
  3. في هذا الکلام بيان ان اطايب الدنيا لا تبعد الانسان عن الله لطبيعتها، ولکن لسوء القصد منها.
  4. يقدروا انفسهم الخ..: يقيسوا انفسهم بالضعفاء ليکونوا قدوه للغني في الاقتصاد و صرف الاموال في وجوه الخير و منافع المجتمع. يتبيغ بالفقير فقره: يهيج به الم الفقر فيهلکه.