لقد سئمت عتابكم











لقد سئمت عتابکم



من خطبه له في استنفار الناس الي اهل الشام:

اف لکم، لقد سئمت عتابکم! اذا دعوتکم الي جهاد عدوکم دارت اعينکم کانکم من الموت في غمره[1]، و من الذهول في سکره! ما انتم الا کابل ضل رعاتها فکلما جمعت من جانب انتشرت من آخر! تکادون لولا تکيدون، و تنقص اطرافکم فلا تمتعضون[2]، لا ينام عليکم و انتم في غفله ساهون، غلب والله المتخاذلون! و ايم الله اني لاظن بکم ان لو حمس الوغي و استحر الموت قد انفرجتم عن ابن ابي

[صفحه 124]

طالب انفراج الراس.[3] والله ان امرا يمکن عدوه من نفسه يعرق لحمه[4] و يهشم عظمه و يفري جلده، لعظيم عجزه ضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره.[5] انت فکن ذاک ان شئت[6] فاما انا فوالله دون ان اعطي ذلک ضرب بالمشرفيه تطير منه فراش الهام[7] و يفعل الله بعد ذلک ما يشاء!


صفحه 124.








  1. دوران الاعين: اضطرابها من الجزع، و من غمره الموت يدور بصره. و غمره الموت: الشده التي تنتهي اليه.
  2. تغضبون.
  3. حمس: اشتد و صلب. استحر: بلغ في النفوس غايه حدته. و قوله «انفراج الراس» يعني انفراجا لا التئام بعده، فان الراس اذا انفرج عن البدن او انفرج احد شقيه عن الاخر لم يعد للالتئام.
  4. ياکل لحمه حتي لا يبقي منه شي‏ء علي العظم.
  5. الجوانح: الضلوع تحت الترائب. يريد ضعيف القلب.
  6. يمکن ان يکون خطابا عاما لکل من يمکن عدوه من نفسه. و يروي انه خطاب للاشعث بن قيس عندما قال له: «هلا فعلت فعل عثمان» فاجابه الامام بقوله هذا.
  7. فراش الهام: العظام الرقيقه التي تلي القحف.