يا اشباه الرجال
[صفحه 119] و هذا اخو غامد و قد وردت خيله الانبار و قد قتل حسان بن حسان البکري و ازال خيلکم عن مسالحها.[1] و قتل منکم رجالا صالحين. و لقد بلغني ان الرجل منهم کان يدخل علي المراه المسلمه، و الاخري المعاهده[2] فينتزع حجلها[3] و قلبها[4] و قلائدها و رعاثها[5] ما تمنع منه الا بالاسترجاع[6] و الاسترحام ثم انصرفوا وافرين[7] ما نال رجلا منهم کلم لولا اريق لهم دم. فلو ان امرا مسلما مات من بعد هذا اسفا ما کان به ملوما بل کان به جديرا. فيا عجبا، و الله، يميت القلب و يجلب الهم اجتماع هولاء القوم علي باطلهم و تفرقکم عن حقکم، فقبحا لکم و ترحا[8] حين صرتم غرضا يرمي: يغار عليکم لولا تغيرون، و تغزون لولا تغزون، و يعصي الله و ترضون! فاذا امرتکم بالسير اليهم في ايام الصيف قلتم: هذه حماره القيظ[9] امهلنا يسبخ عنا الحر[10] ! و اذا امرتکم بالسير اليهم في الشتاء قلتم: هذه صباره القر[11] امهلنا [صفحه 120] ينسلخ عنا البرد! کل هذا فرارا من الحر و القر، فانتم والله من السيف افر، يا اشباه الرجال لولا رجال! حلوم الاطفال، و عقول ربات الحجال[12] لوددت اني لم ارکم و لم اعرفکم! معرفه والله جرت ندما و اعقبت سدما![13] قاتلکم الله! لقد شحنتم صدري غيظا و افسدتم علي رايي بالعصيان و الخذلان، حتي قالت قريش: ان ابنطالب ابيرجل شجاع ولکن لا علم له بالحرب! لله ابوهم! و هل احد منهم اشد لها مراسا و اقدم فيها مقاما مني؟! لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين، و ها اناذا قد ذرفت علي الستين،[14] ولکن لا راي لمن لا يطاع!!
من خطبه له بعد ان غزا سفيان بن عوف من بنيغامد، بلده الانبار علي الشاطيء الشرقي للفرات. و قد بعثه معاويه لشن الغارات علي اطراف العراق تهويلا علي اهله.
صفحه 119، 120.