ناقل التمر من هجر











ناقل التمر من هجر



من کتاب له الي معاويه ايضا جوابا:

اما بعد، فقد اتاني کتابک تذکر فيه اصطفاء الله محمدا صلي الله عليه لدينه، و تاييده اياه بمن ايده من اصحابه، فلقد خبا لنا الدهر منک عجبا اذ طفقت تخبرنا ببلاء الله عندنا و نعمته علينا في نبينا، فکنت في ذلک کناقل التمر الي هجر او داعي مسدده الي النضال.[1].

[صفحه 112]

ثم ذکرت ما کان من امري و امر عثمان، فلک ان تجاب عن هذه لرحمک منه[2] فاينا کان اعدي له و اهدي الي مقاتله:[3] امن بذل له نصرته فاستقعده و استکفه؟[4] ام من استنصره فتراخي عنه و بث المنون اليه[5] حتي اتي قدره عليه؟

و ما کنت لاعتذر من اني کنت انقم عليه احداثا،[6] فان کان الذنب اليه ارشادي و هدايتي له، فرب ملوم لا ذنب له.


صفحه 112.








  1. هجر: مدينه في البحرين کثيره النخيل. المسدد: معلم رمي السهام. النضال: المراماه. يقول: کنت في ذلک کمن ينقل التمر الي مصدره و يدعو معلمه في الرمي الي المناضله، و هما مثلان لناقل الشي‏ء الي معدنه و المتعالم علي معلمه.
  2. اي لقرابتک منه يصح الجدال معک في امره.
  3. اعدي: اشد عدوانا. المقاتل: وجوه القتل.
  4. استقعده و استکفه: طلب اليه ان يقعد عن نصرته و ان يکف عن مساعدته. و الذي بذل النصره هو الامام. و الذي استقعد الامام و استکفه هو عثمان.
  5. المعني هو ان عثمان استنصر بعشيرته من بني‏اميه کمعاويه، فخذلوه و خلوا بينه و بين الموت فکانهم افضوا بالموت اليه.
  6. نقم عليه: عاب عليه. الاحداث: جمع حدث، و هو هنا البدعه.