بكم ذوو كلام











بکم ذوو کلام



من خطبه له في تقريع اصحابه بالکوفه:

و لئن امهل الظالم فلن يفوت اخذه و هو له بالمرصاد علي مجاز طريقه. اما والذي نفسي بيده ليظهرن هولاء القوم عليکم، ليس لانهم اولي بالحق منکم، ولکن لاسراعهم الي باطل صاحبهم و ابطائکم عن حقي. و لقد اصبحت الامم تخاف ظلم رعاتها، و اصبحت اخاف ظلم رعيتي: استنفرتکم للجهاد فلم تنفروا، و اسمعتکم فلم تسمعوا، و دعوتکم سرا و جهرا فلم تستجيبوا، و نصحت لکم فلم تقبلوا. اشهود کغياب[1].

[صفحه 107]

و عبيد کارباب؟! اتلو عليکم الحکم فتنفرون منها، و اعظکم بالموعظه فتتفرقون عنها، و احثکم علي جهاد اهل البغي فما آتي علي آخر القول حتي اراکم متفرقين ايادي سبا ترجعون الي مجالسکم و تتخادعون عن مواعظکم.

ايها الشاهده ابدانهم الغائبه عقولهم المختلفه اهواوهم المبتلي بهم امراوهم، صاحبکم يطيع الله و انتم تعصونه، و صاحب اهل الشام يعصي الله و هم يطيعونه! لوددت والله ان معاويه صارفني بکم صرف الدينار بالدرهم، فاخذ مني عشره منکم و اعطاني رجلا منهم.

يا اهل الکوفه، منيت منکم بثلاث و اثنتين: صم ذوو اسماع، و بکم ذوو کلام، و عمي ذوو ابصار، لا احرار صدق عند اللقاء لولا لولا اخوان نقه عند البلاء!


صفحه 107.








  1. شهود، جمع شاهد و هو الحاضر.