الناس متساوون في الحق











الناس متساوون في الحق



من کلام له کلم به طلحه و الزبير بعد بيعته بالخلافه و قد عتبا من ترک مشورتهما، و الاستعانه في الامور بهما:

لقد نقمتما يسيرا و ارجاتما کثيرا.[1] الا تخبراني اي شي‏ء لکما فيه حق دفعتکما عنه؟ و اي قسم استاثرت عليکما به؟ ام اي حق رفعه الي احد من المسلمين ضعفت عنه ام جهلته ام اخطات بابه؟!

والله ما کانت لي في الخلافه رغبه و لا في الولايه اربه.[2] ولکنکم دعوتموني اليها، فلما افضت الي نظرت الي کتاب الله، فلم احتج في في ذلک الي رايکما و لا راي غيرکما، و لا وقع حکم جهلته فاستشير کما و اخواني المسلمين، و لو کان ذلک لم ارغب عنکما و لا عن غيرکما.

اما ما ذکرتما من امر الاسوه،[3] فان ذلک امر لم احکم انا فيه برايي و لا وليته هوي مني، بل وجدت انا و انتما ما جاء به رسول‏الله (ص) قد فرغ منه فلم احتج اليکما في ما قد فرغ الله من قسمه. اخذ الله بقلوبنا

[صفحه 99]

و قلوبکم الي الحق، و الهمنا و اياکم الصبر. و رحم الله امرا راي حقا فاعان عليه، او راي جورا فرده، و کان عونا بالحق علي صاحبه!


صفحه 99.








  1. اي غضبتما ليسير، و اخرتما مما يرضيکما کثيرا لم تنظرا اليه.
  2. الاربه: الغرض، و الطلبه.
  3. الاسوه، هنا: التسويه بين الناس في قسمه الاموال، و کان ذلک قد اغضب طلحه و الزبير علي ما روي.