عفا الله عما سلف











عفا الله عما سلف



من خطبه له خطبها بعد مقتل عثمان في اول خلافته:

ايها الناس، ان الدنيا تغر المومل لها و المخلد اليها،[1] و لا تنفس[2] بمن نافس فيها، و تغلب من غلب عليها. و ايم الله، ما کان قوم قط في غض نعمه من عيش فزال عنهم الا بذنوب اجترحوها، لان الله ليس «بظلام للعبيد». و لو ان الناس حين تنزل بهم النقم و تزول عنهم النعم، فزعوا الي ربهم بصدق من نياتهم و وله من قلوبهم، لرد عليهم کل شارد و اصلح لهم کل فاسد. و اني لاخشي عليکم ان تکونوا في فتره.[3] و قد کانت امور مضت ملتم فيها ميله، کنتم فيها عندي غير محمودين، و لئن رد عليکم امرکم انکم لسعداء. و ما علي الا الجهد، و لو اشاء ان اقول لقلت: عفا الله عما سلف!









  1. المخلد اليها: الراکن اليها.
  2. تنفس، مضارع نفس: تضن. و معني العباره: ان الدنيا لا تضن بمن يباري غيره في اقتنائها وعدها من نفائسه، و لا تحرص عليه بل تهلکه.
  3. الفتره، هنا، کنايه عن الجهل و الغرور.