اسفلكم اعلاكم











اسفلکم اعلاکم



من کلام له لما بويع بالمدينه:

الا و ان بليتکم قد عادت کهيئتها يوم بعث الله نبيکم صلي الله عليه و سلم.[1] و الذي بعثه بالحق لتغربلن غربله و لتساطن سوط القدر[2] حتي يعود اسفلکم اعلاکم و اعلاکم اسفلکم، و ليسبقن سابقون کانوا قد قصروا، و ليقصرن سباقون کانوا قد سبقوا. والله ما کتمت و شمه[3] و لا کذبت کذبه! الا و ان الخطايا خيل شمس[4] حمل عليها اهلها و خلعت لجمها فتقحمت بهم في النار! الا و ان التقوي مطايا ذلل حمل عليها اهلها و اعطوا ازمتها فاوردتهم الجنه. حق و باطل، و لکل اهل!

هلک من ادعي و خاب من افتري و من ابدي صفحته للحق هلک.[5] و کفي بالمرء جهلا ان لا يعرف قدره. فاستتروا في بيوتکم و اصلحوا ذات بينکم، و التوبه من ورائکم و لا يحمد حامد الا ربه، و لا يلم لائم الا نفسه!

[صفحه 95]


صفحه 95.








  1. ان بليه العرب التي کانت محيطه بهم يوم بعث محمد هي بليه الفرقه و التباعد و العصبيه و ظلم القوي للضعيف و الغني للفقير. فتلک الحاله التي هي مهلکه للامم قد صاروا اليها بعد مقتل عثمان.
  2. لتغربلن: لتقطعن من. ساط، من السوط، و هو ان تجعل شيئين في القدر و تضربهما بيدک حتي يختلطا و ينقلب اعلاهما اسفلهما و اسفلهما اعلاهما.
  3. الوشمه: الکلمه.
  4. شمس، جمع شموس، و هو الجامح الذي يمنع ظهره ان يرکب.
  5. من ابدي صفحته للحق، اي: من کاشف الحق مخاصما له مصارحا له بالعداوه.