الحق لا يبطله شيء
ايها الناس، انما انا رجل منکم، لي ما لکم و علي ما عليکم. الا ان کل قطيعه اقطعها عثمان، و کل مال اعطاه من مال الله، فهو مردود في بيتالمال فان الحق القديم لا يبطله شيء، و لو وجدته قد تزوج به النساء و ملک الاماء و فرق في البلدان لرددته. فان في العدل سعه، و من ضاق عليه العدل فالجور عليه اضيق[2]. ايها الناس، الا يقولن رجال منکم غدا قد غمرتهم الدنيا فامتلکوا العقار و فجروا الانهار و رکبوا الخيل و اتخذوا الوصائف المرققه، اذا ما منعتهم ما کانو يخوضون فيه و اصرتهم الي حقوقهم التي يعلمون: حرمنا ابن ابيطالب حقوقنا! الا و ايما رجل من المهاجرين و الانصار من اصحاب رسولالله يري ان الفضل له علي سواه بصحبته، فان الفضل غدا عند الله. فانتم عبادالله، و المال مال الله، يقسم بينکم بالسويه و لا فضل فيه لاحد علي احد! [صفحه 94]
من خطبه رائعه له خطب بها الناس ثاني يوم من بيعته بالمدينه، و هي في ما رده علي الناس من قطائع[1] الخليفه الثالث، و في المال الذي کان عثمان قد اعطاه من مال العامه:
صفحه 94.