انا كاحدكم











انا کاحدکم



من خطبه رائعه له لما اريد علي البيعه بعد قتل عثمان:

دعوني و التمسوا غيري فانا مستقبلون امرا له وجوه و الوان، لا تقوم له القلوب و لا تثبت عليه العقول[1] و ان الافاق قد اغامت و المحجه قد تنکرت،[2] و اعلموا ان اجبتکم رکبت بکم ما اعلم، و لم اصغ الي

[صفحه 93]

قول القائل و عتب العاتب. و ان ترکتموني فانا کاحد کم و لعلي اسمعکم و اطوعکم لمن و ليتموه امرکم، و انا لکم وزيرا خير لکم مني اميرا!


صفحه 93.








  1. لا تصبر له و لا تطيق احتماله.
  2. اغامت: غطيت بالغيم. المحجه: الطريق. تنکرت: تغيرت علائمها فصارت مجهوله، و ذلک ان الاطماع کانت قد تنبهت في کثير من الناس علي عهد الخليفه الثالث بما نالوا من تفضيلهم بالعطاء، فلا يسهل عليهم فيما بعد ان يکونوا في مساواه مع غيرهم، فلو تناولهم العدل انفلتوا منه و طلبوا الفتنه طمعا في نيل رغباتهم، و اولئک هم اغلب الروساء و الوجهاء في القوم، فان اقرهم الامام علي ما کانوا عليه من الامتياز فقد اتي ظلما، و هو عدو الظلم. و الناقمون علي عثمان قائمون علي المطالبه بالعدل: ان لم ينالوه تحرشوا للفتنه! فاين الطريق للوصول الي الحق علي امن من الفتن؟! و قد کان بعد بيعته ما توقع حدوثه قبلها.