و اجري فيها قمرا منيرا











و اجري فيها قمرا منيرا



من خطبه له يذکر فيها ابتداء خلق السماء و الارض:

ثم انشا سبحانه فتق الاجواء و شق الارجاء و سکائک الهواء[1] فاجري فيها ماء متلاطما تياره متراکما زخاره حمله علي متن الريح

[صفحه 194]

العاصفه و الزعزع القاصفه. ثم انشا سبحانه ريحا اعصف مجراها فامرها بتصفيق الماء الزخار[2] و اثاره موج البحار، فمخضته مخض السقاء[3] و عصفت به عصفها بالفضاء ترد اوله الي آخره و ساجيه الي مائره[4] حتي عب عبابه.

ثم زينها بزينه الکواکب و ضياء الثواقب[5] و اجري فيها سراجا مستطيرا[6] و قمرا منيرا، في فلک دائر و سقف سائر!


صفحه 194.








  1. سکائک، جمع سکاکه و هي: الهواء الملاقي عنان السماء.
  2. تصفيق الماء: تحريکه و تقليبه.
  3. مخضته: حرکته بشده کما يمخض السقاء بما فيه من اللبن ليستخرج زبده. و السقاء: و عاء من جلد للبن و الماء.
  4. الساجي: الساکن. و المائر: الذي يذهب و يجي‏ء، او المتحرک مطلقا.
  5. الثواقب: المنيره المشرقه.
  6. مستطيرا: منتشر الضياء، و يقصد به الشمس.