آه من بعد السفر











آه من بعد السفر



دخل ضرار بن حمزه الضبائي علي معاويه، فساله هذا عن الامام علي، فقال ضرار: فاشهد لقد رايته في بعض مواقفه و قد ارخي الليل سدوله و هو قائم في محرابه قابض علي لحيته يتململ تململ السليم[1] و يبکي بکاء الحزين، و يقول:

يا دنيا يا دنيا، اليک عني! ابي تعرضت؟ ام الي تشوفت؟ لا حان حينک[2] ! هيهات! غري غيري، لا حاجه لي فيک، فعيشک قصير، و خطرک يسير، و املک حقير! آه من قله الزاد، و طول الطريق، و بعد السفر، و عظيم المورد![3].

[صفحه 193]


صفحه 193.








  1. السليم: الملدوغ.
  2. تعرض به: تصدي له و طلبه. لا حان حينک: لا جاء وقت و صولک الي قلبي و تمکن حبک منه.
  3. المورد: موقف الورود علي الله في الحساب.