اللهم قد انصاحت جبالنا
اللهم قد انصاحت جبالنا[1]، و اغبرت ارضنا، و هامت دوابنا و تحيرت في مرابضها و عجت عجيج الثکالي علي اولادها، و ملت التردد في مراتعها و الحنين الي مواردها. اللهم فارحم انين الانه، و حنين [صفحه 190] الحانه! اللهم فارحم حيرتها في مذاهبها و انينها في موالجها[2] ! اللهم خرجنا اليک حين اعتکرت علينا حدابير السنين و اخلفتنا مخايل الجود[3]، فکنت الرجاء للمبتئس و البلاغ[4] للملتمس: ندعوک حين قنط الانام و منع الغمام و هلک السوام[5] ان لا تواخذنا باعمالنا و لا تاخذنا بذنوبنا، و انشر علينا رحمتک بالسحاب المنبعق و الربيع المغدق و النبات المونق سحا وابلا[6] تحيي به ما قد مات و ترد به ما قد فات. اللهم سقيا منک محييه مرويه، تامه عامه، طيبه مبارکه، هنيئه، مريعه، زاکيا نبتها ثامرا فرعها[7] ناضرا ورقها، تنعش بها الضعيف من عبادک و تحيي بها الميت من بلادک. اللهم سقيا منک تعشب بها نجادنا[8] و تجري بها و هادنا و تخصب بها جنابنا[9] و تقبل بها ثمارنا و تعيش بها مواشينا و تندي بها اقاصينا[10] و تستعين بها ضواحينا من برکاتک الواسعه! [صفحه 191]
من خطبه له في الاستسقاء، و هي من الخطب التي تزخر بالعاطفه و الحنان، و بالتواضع لخالق الکون و هيبه الوجود:
صفحه 190، 191.