اللهم قد انصاحت جبالنا











اللهم قد انصاحت جبالنا



من خطبه له في الاستسقاء، و هي من الخطب التي تزخر بالعاطفه و الحنان، و بالتواضع لخالق الکون و هيبه الوجود:

اللهم قد انصاحت جبالنا[1]، و اغبرت ارضنا، و هامت دوابنا و تحيرت في مرابضها و عجت عجيج الثکالي علي اولادها، و ملت التردد في مراتعها و الحنين الي مواردها. اللهم فارحم انين الانه، و حنين

[صفحه 190]

الحانه! اللهم فارحم حيرتها في مذاهبها و انينها في موالجها[2] ! اللهم خرجنا اليک حين اعتکرت علينا حدابير السنين و اخلفتنا مخايل الجود[3]، فکنت الرجاء للمبتئس و البلاغ[4] للملتمس: ندعوک حين قنط الانام و منع الغمام و هلک السوام[5] ان لا تواخذنا باعمالنا و لا تاخذنا بذنوبنا، و انشر علينا رحمتک بالسحاب المنبعق و الربيع المغدق و النبات المونق سحا وابلا[6] تحيي به ما قد مات و ترد به ما قد فات. اللهم سقيا منک محييه مرويه، تامه عامه، طيبه مبارکه، هنيئه، مريعه، زاکيا نبتها ثامرا فرعها[7] ناضرا ورقها، تنعش بها الضعيف من عبادک و تحيي بها الميت من بلادک. اللهم سقيا منک تعشب بها نجادنا[8] و تجري بها و هادنا و تخصب بها جنابنا[9] و تقبل بها ثمارنا و تعيش بها مواشينا و تندي بها اقاصينا[10] و تستعين بها ضواحينا من برکاتک الواسعه!

[صفحه 191]


صفحه 190، 191.








  1. انصاحت: جفت اعالي بقولها و يبست من الجدب.
  2. مداخلها في المرابض.
  3. مخايل، جمع مخيله، کمصيبه، و هي: السحابه تظهر کانها ماطره ثم لا تمطر. و الجود: المطر.
  4. البلاغ: الکفايه.
  5. السوام: جمع سائمه و هي: البهيمه الراعيه من الابل و نحوها.
  6. سحا: صبا. الوابل: الشديد من المطر الضخم القطر.
  7. زاکيا: ناميا. ثامرا: آتيا بالثمر.
  8. النجاد جمع نجد، و هو: ما ارتفع من الارض.
  9. الجناب: الناحيه.
  10. القاصيه: الناحيه ايضا، و هي بمعني البعيده عنا من اطراف بلادنا، في مقابله «جنابنا».