كان عليهم سرمدا











کان عليهم سرمدا



من کلام له في وصف من فارقوا الدنيا:

لا يفزعهم ورود الاهوال و لا يحزنهم تنکر الاحوال، و لا يحفلون بالرواجف و لا ياذنون للقواصف، غيبا لا ينتظرون و شهودا لا يحضرون، و انما کانوا جميعا فتشتتوا، و ما عن طول عهدهم و لا بعد محلهم عميت اخبارهم و صمت ديارهم[1]، ولکنهم سقوا کاسا بدلتهم بالنطق خرسا و بالسمع صمما و بالحرکات سکونا.

جيران لا يتانسون و احباء لا يتزاورون، بليت بينهم عري التعارف و انقطعت منهم اسباب الاخاء، فکلهم وحيد و هم جميع، و بجانب الهجر و هم اخلاء، لا يتعارفون لليل صباحا و لا لنهار مساء، اي الجديدين ظعنوا فيه کان عليهم سرمدا.[2].

[صفحه 187]


صفحه 187.








  1. صمت: خرست عن الکلام. و خرس الديار: عدم صعود الصوت من سکانها.
  2. الجديدان: الليل و النهار، فان ذهبوا في نهار فلا يعرفون له ليلا، او في ليل فلا يعرفون له نهارا.