في أنّ النبي ورث الاخوة في الدين دون الأرحام
[صفحه 226] الْأَرْضِ وَفَسَادٌ کَبِيرٌ».[1] فکان من مات من المسلمين يصير ميراثه وترکته لأخيه في الدين، دون القرابة والرحم الوشيجة، فلما قوي الاسلام أنزل اللَّه «النَّبِيُّ أَوْلي بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي کِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَا أَنْ تَفْعَلُوا إِلي أَوْلِيَائِکُمْ مَعْرُوفاً کَانَ ذلِکَ فِي الْکِتَابِ مَسْطُوراً».[2] [3]. [صفحه 227]
1/4117- محمد بن إبراهيم النعماني، عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن اسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبيحمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر، عن أبيعبداللَّه جعفر بن محمد، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنه قال: إن رسولاللَّه صلي الله عليه و آله لما هاجر إلي المدينة، آخا بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، وجعل المواريث علي الاُخوة في الدين لا في ميراث الأرحام، وذلک قوله تعالي: «الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِيْنَ آوَواْ وَنَصَرُواْ أُولئِکَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءَ بَعْضٍ» إلي قوله سبحانه: «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَکُمْ مِنْ وِلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتّي يُهَاجِرُوا» فأخرج الأقارب من الميراث وأثبته لأهل الهجرة وأهل الدين خاصة، ثم عطف بالقول فقال تعالي: «وَالَّذِينَ کَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ أَلَا تَفْعَلُوهُ تَکُنْ فِتْنَةٌ فِي
صفحه 226، 227.