في قبر هود















في قبر هود



1/3978- نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ ابن‏نباتة، قال: (مرّت جنازة علي عليّ عليه‏السلام وهو بالنخيلة)، قال علي: ما يقول الناس في هذا القبر وفي النخيلة قبر عظيم يدفن اليهود موتاهم حوله؟ فقال الحسن بن علي عليه‏السلام: يقولون هذا قبر هود النبي صلي الله عليه و آله لمّا عصاه قومه جاء فمات هاهنا، قال عليه‏السلام: کذبوا لأنا أعلم به منهم، هذا قبر يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، بکر

[صفحه 178]

يعقوب، ثمّ قال: هاهنا أحد من مهرة؟ قال: فأتي بشيخ کبير، فقال: أين منزلک؟ قال: علي شاطئ البحر، قال: أين من الجبل الأحمر (الذي فيه الصومعة)؟ قال: (أنا) قريب منه، قال: فما يقول قومک فيه؟ قال: يقولون: قبر ساحر، قال: کذبوا ذاک قبر هود وهذا قبر يهودا بن يعقوب، يحشر من ظهر الکوفة سبعون ألفاً علي غرّة الشمس والقمر يدخلون الجنّة بغير حساب.[1].

بيان: اختلفت في موضع قبر هود عليه‏السلام فقيل: انّه بغار بحضرموت، وروي المؤرّخون عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّ قبره علي تلّ من رمل أحمر بحضرموت، وقيل: انّه دفن في مکّة في الحجر، وهناک أخبار تدلّ علي أنّه دفن قريباً من أميرالمؤمنين عليه‏السلام في الغري، ويمکن الجمع بحمل هذا الخبر علي الموضع الذي دفع فيه أوّلاً ثمّ نقل إلي الغري کآدم عليه‏السلام.

2/3979- أبوالفتح الکراجکي، عن الأصبغ بن نباتة، في حديث رجل من حضرموت أتي أميرالمؤمنين عليه‏السلام في أيّام أبي‏بکر فأسلم علي يده، قال: فسأله أميرالمؤمنين عليه‏السلام يوماً ونحن مجتمعون، فقال له عليه‏السلام: أعالم أنت بحضرموت؟ فقال الرجل: إن جهلتها لم أعلم شيئاً، قال: أفتعرف موضع الأحقاف؟ قال: کأنّک تسأل عن قبر هود النبي عليه‏السلام؟ قال: للَّه درّک ما أخطأت، قال: نعم خرجت في عنفوان شبابي في غلمة من الحي ونحن نريد أن نأتي قبره لبعد صوته فينا وکثرة من يذکره، فسرنا في بلاد الأحقاف أيّاماً وفينا رجل قد عرف الموضع، حتّي انتهي بنا ذلک الرجل إلي کهف فدخلنا فأمعنّا فيه طويلاً، فانتهينا إلي حجرين قد أطبق أحدهما فوق الآخر وبينهما خلل يدخل منه الرجل النحيف، فتحارفت فدخلت، فرأيت رجلاً علي سرير، شديد الأدمة طويل الوجه کثّ اللحية قد يبس، فإذا مسست شيئاً من جسده أصبته صلباً لم يتغيّر، ورأيت عند رأسه کتاباً بالعبرانية فيه

[صفحه 179]

مکتوب: أنا هود النبي آمنت باللَّه وأشفقت علي عاد بکفرها، وما کان لأمر اللَّه من مردّ، فقال لنا أميرالمؤمنين عليه‏السلام: کذلک سمعته من أبي‏القاسم صلي الله عليه و آله.[2].

3/3980- الحاکم النيسابوري، حدّثنا أبوالحسن محمّد بن أحمد بن شبويه الرئيس بمرو، ثنا جعفر بن محمّد النيسابوري، ثنا عليّ بن مهران الرازي، ثنا سلمة ابن‏الفضل، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن عبداللَّه بن أبي‏سعيد الخزاعي، عن أبي‏الطفيل عامر بن وائلة، قال: سمعت عليّ بن أبي‏طالب رضي الله عنه يقول لرجل من حضرموت: هل رأيت کثيباً أحمر يخالطه مدرة حمراء وسدر کثير بناحية کذا وکذا؟ قال: واللَّه يا أميرالمؤمنين إنّک لتنعته نعت رجل قد رآه، قال: لا ولکن حُدّثت عنه، قال الحضرمي: وما شأنه يا أميرالمؤمنين؟ قال: فيه قبر هود عليه‏السلام.[3].

4/3981- أخرج البخاري في تاريخه وابن‏جرير وابن‏عساکر، عن عليّ بن أبي‏طالب رضي الله عنه قال: قبر هود بحضرموت في کثيب أحمر عند رأسه سدرة.[4].


صفحه 178، 179.








  1. کتاب صفين:126؛ مستدرک الوسائل 224:10 ح 11902؛ البحار 250:100.
  2. کنز الکراجکي: 179؛ البحار 360:11.
  3. مستدرک الحاکم 564:2.
  4. تفسير السيوطي 97:3.