في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفضلها















في الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر وفضلها



1/4627- قال علي عليه‏السلام: وأمروا بالمعروف وائتمروا به، وانهوا عن المنکر وتناهوا عنه، وإنّما اُمرنا بالنهي بعد التناهي.[1].

2/4628- عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنکر أو ليفتحنّ اللَّه عليکم فتنة تترک العاقل منکم حيراناً، ثمّ ليسلّطنّ اللَّه عليکم شرارکم فيدعو خيارکم فلا يُستجاب لهم، ثمّ من وراء ذلک عذاب أليم.[2].

3/4629- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال في وصيّته لولده محمّد بن الحنفية: يا بني اقبل من الحکماء مواعظم، وتدبّر أحکامهم، وکن آخذ الناس بما تأمر به، وأکفّ الناس عمّا تنهي عنه، وأمر بالمعروف تکن من أهله، فإنّ استتمام الاُمور عند اللَّه تبارک وتعالي الأمر بالمعروف والنهي عن

[صفحه 420]

المنکر.[3].

4/4630- الفضل بن الحسن الطبرسي، عن علي عليه‏السلام في قوله تعالي: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ».[4] إنّ المراد بالآية: الرجل يُقتل علي الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر.[5].

5/4631- الحسن بن عليّ بن شعبة، عن الحسين عليه‏السلام قال: ويروي عن علي عليه‏السلام انّه قال: اعتبروا أيّها الناس بما وعظ اللَّه به أولياءه من سوء ثنائه علي الأحبار إذ يقول: «لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ».[6] وقال: «لُعِنَ الَّذِينَ کَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ»[7] إلي قوله: «لَبِئْسَ مَا کَانُوا يَعْمَلُونَ».[8] وإنّما عاب اللَّه ذلک عليهم لأنّهم کانوا يرون من الظلمة المنکر والفساد فلا ينهونهم عن ذلک رغبة فيما کانوا ينالون منهم، ورهبة ممّا يحذرون، واللَّه يقول: «فَلَا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ».[9] وقال: «الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ».[10] فبدأ اللَّه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنکر فريضة منه لعلمه بأنّها إذا اُدّيت واُقيمت استقامة الفرائض کلّها هيّنها وصعبها، وذلک أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر دعاء إلي الإسلام مع ردّ المظالم ومخالفة الظالم، وقسمة الفي‏ء والغنائم، وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقّها.[11].

[صفحه 421]

6/4632- الصدوق، عن عليّ بن أحمد، عن محمّد بن جعفر الأسدي، عن عبدالعظيم الحسني، عن عليّ بن محمّد الهادي، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام قال: لمّا کلّم اللَّه موسي بن عمران، قال موسي: إلهي ما جزاء مَن دعا نفساً کافرة إلي الإسلام؟ قال: يا موسي آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد.[12].

7/4633- قال علي عليه‏السلام: فإنّ اللَّه سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيديکم إلّا لترکهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر، فلعن اللَّه السفهاء لرکوب المعاصي، والحلماء (والحکماء) لترک التناهي.[13].

8/4634- قال علي عليه‏السلام: کان لي فيما مضي أخ في اللَّه، وکان يعظّمه في عيني صغر الدنيا في عينيه، إلي أن قال: وکان يقول ما يفعل ولا يقول ما لا يفعل، إلي أن قال: فعليکم بهذه الأخلاق فالزموها وتنافسوا فيها.[14].

9/4635- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: کن بالمعروف آمراً وعن المنکر ناهياً وللخير عاملاً وللشرّ مانعاً، وقال: کن آمراً بالمعروف وعاملاً به ولا تکن ممّن يأمر به وينأي عنه فيبوء بإثمه، ويتعرّض لمقت ربّه، وقال: أظهر الناس نفاقاً من أمر بالطاعة ولم يعمل بها، ونهي عن المعصية ولم ينته عنها، وقال: کفي بالمرء غواية أن يأمر الناس بما لا يأتمر به وينهاهم عمّا لا ينتهي عنه، وقال: من عمل بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين، ومن نهي عن المنکر أرغم اُنوف الفاسقين، وقال: من کانت له ثلاث سلمت له الدنيا والآخرة: يأمر بالمعروف ويأتمر به، وينهي عن المنکر وينتهي عنه، ويحافظ علي حدود اللَّه جلّ وعلا.[15].

[صفحه 422]

10/4636- الشيخ الطوسي، عن جماعة، عن أبي‏المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن البيهقي، قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن المجاشعي، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا أبوعبداللَّه عليه‏السلام، قال المجاشعي، وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه أبي‏عبداللَّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام قال: لا تترکوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر، فيولّي اللَّه اُمورکم شرارکم، ثمّ تدعون فلا يُستجاب لکم (دعاؤکم).[16].

11/4637- عن علي [عليه‏السلام] قال: لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنکر، ولتجدنّ في أمر اللَّه، أو لَيسومنّکم أقوام يعذّبونکم ويعذّبهم اللَّه.[17].

12/4638- قال علي عليه‏السلام في وصيّته للحسنين عليهماالسلام عند وفاته: قولا الحقّ واعملا للآخرة، وکونا للظالمين خصماً وللمظوم عوناً، ثمّ قال: اللَّه اللَّه في الجهاد بأموالکم وأنفسکم وألسنتکم في سبيل اللَّه، لا تترکوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر، فيُولّي عليکم شرارکم ثمّ تدعون فلا يُستجاب لکم[18].

13/4639- إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن محمّد بن هشام المرادي، عن عمر بن هشام، عن ثابت، عن أبي‏حمزة، عن موسي، عن شهر بن خوشب، أنّ علياً عليه‏السلام قال لهم: إنّه لم يهلک من کان قبلکم من الاُمم إلّا بحيث ما أتوا من المعاصي، ولم ينههم الربانيّون والأحبار، فلمّا تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيّون والأحبار، عمّهم اللَّه بعقوبة، فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنکر قبل أن ينزل بکم مثل الذي نزل بهم، واعلموا أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر لا يقرّبان من أجل ولا ينقصان من

[صفحه 423]

رزق، فإنّ الأمر ينزل من السماء إلي الأرض کقطر المطر إلي کلّ نفس بما قدّر اللَّه لها من زيادة أو نقصان في نفس أو أهل أو مال، الخبر.[19].

14/4640- السيد فضل اللَّه الراوندي بإسناده الصحيح، عن موسي بن جعفر، عن آبائه، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: کان رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يأتي أهل الصّفّة وکانوا ضيفان رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله، إلي أن قال: فقام سعد بن أشجّ فقال: إنّي اُشهد اللَّه واُشهد رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله ومن حضرني أنّ نوم الليل عليّ حرام، والأکل بالنهار عليّ حرام، ولباس الليل عليّ حرام، ومخالطة الناس عليّ حرام، واتيان النساء عليّ حرام، فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: لم تصنع شيئاً، کيف تأمر بالمعروف وتنهي عن المنکر إذا لم تخالط الناس، وسکون البريّة بعد الحضر کفر للنعمة، إلي أن قال: ثمّ قال صلي الله عليه و آله: بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنکر، بئس القوم قوم يقذفون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنکر، بئس القوم قوم لا يقومون للَّه تعالي بالقسط، بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون بالناس بالقسط في الناس، الخبر.[20].

15/4641- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: الأمر بالمعروف أفضل أعمال الخلق، وقال: غاية الدين الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر وإقامة الحدود، وقال: کن بالمعروف آمراً وعن المنکر ناهياً، وبالخير عاملاً وللشرّ مانعاً[21].

16/4642- زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: لا قدّست اُمّة لا تأمر بمعروف ولا تنهي عن منکر، ولا تأخذ علي يد الظالم ولا تعين المحسن ولا تردّ المسي‏ء عن إساءته[22].

[صفحه 424]

17/4643- من کتاب (النبوّة)، عن علي عليه‏السلام أنّه قال في حديث في أخلاق رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: وما انتصر لنفسه من مظلمة، حتّي تنتهک محارم اللَّه، فيکون غضبه حينئذ للَّه تبارک وتعالي.[23].

18/4644- قال علي عليه‏السلام لأبي ذر لمّا اُخرج إلي الربذة: يا أباذر إنّک غضبت للَّه فآرجُ مَن غضبت له، إنّ القوم خافوک علي دنياهم وخفتهم علي دينک[24].

19/4645- القطب الراوندي بإسناده، إلي الصدوق بإسناده، عن جابر، عن الباقر عليه‏السلام قال: قال علي عليه‏السلام: أوحي اللَّه جلّت قدرته إلي شعبا عليه‏السلام: إنّي مهلک من قومک مائة ألف: أربعين ألف من شرارهم، وستّين ألف من خيارهم، فقال عليه‏السلام: هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فقال: داهنوا أهل المعاصي، فلم يغضبوا لغضبي.[25].

20/4646- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: من أحدّ سنان الغضب للَّه سبحانه قوي علي أشدّاء الباطل.[26].

21/4647- محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عبداللَّه بن جعفر، عن هارون ابن‏مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إنّ اللَّه لا يعذّب العامّة بذنب الخاصّة إذا عملت الخاصّة بالمنکر سرّاً من غير أن تعلم العامّة، فإذا عملت الخاصّة بالمنکر جهاراً فلم تغيّر ذلک العامّة، استوجب الفريقان العقوبة من اللَّه تعالي[27].

22/4648- الصدوق، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن أبي‏القاسم، عن هارون

[صفحه 425]

ابن‏مسلم مثله، قال علي عليه‏السلام: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: إنّ المعصية إذا عمل بها العبد سرّاً لم تضرّ إلّا عاملها، وإذا عمل بها علانية ولم يعيّر عليه أضرّت العامّة.[28].

بيان: قال جعفر بن محمّد عليه‏السلام: وذلک أنّه يذلّ بعمله دين اللَّه، ويقتدي به أهل عداوة اللَّه.

23/4649- أحمد بن أبي‏عبداللَّه البرقي، عن محمّد بن سلمة رفعه، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إنّما يجمع الناس الرضي والسخط، فمن رضي أمراً فقد دخل فيه، ومن سخطه فقد خرج منه.[29].

24/4650- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال في خطبة له يذکر فيها أصحاب الجمل: فواللَّه لولم يصيبوا من المسلمين إلّا رجلاً واحداً، معتمدين (متعمّدين) لقتله بلا جرم جَرمه، لحلّ لي قتل ذلک الجيش کلّه، إذ حضروه ولم ينکروا، ولم يدفعوا عنه بلسان ولا بيد، دَع ما أنّهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدّة التي دخلوا بها عليهم.[30].

25/4651- (الجعفريات)، أخبرنا عبداللَّه، أخبرنا محمّد، حدّثني موسي، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: أيّما رجل رأي في منزله شيئاً من الفجور فلم يغيّر، بعث اللَّه تعالي بطير أبيض، فيظلّ ببابه أربعين صباحاً، فيقول له کلّما دخل وخرج: غيّر غيّر، فإن غيّر وإلّا مسح بجناحه علي عينيه، وإن رأي حسناً لم يراه حسناً، وإن رأي قبيحاً لم ينکره[31].

[صفحه 426]


صفحه 420، 421، 422، 423، 424، 425، 426.








  1. نهج‏البلاغة: قصارالحکم 105؛ وسائل الشيعة 420:11.
  2. مجموعة ورّام 86:2.
  3. من لا يحضره الفقيه 384:4 ح 5834؛ وسائل الشيعة 419:11.
  4. البقرة: 207.
  5. مجمع البيان 301:1؛ وسائل الشيعة 109:11.
  6. المائدة: 63.
  7. المائدة: 78.
  8. المائدة: 62.
  9. المائدة: 44.
  10. التوبة: 71.
  11. تحف العقول: 168؛ وسائل الشيعة 402:11؛ البحار 79:100.
  12. مستدرک الوسائل 240:12 ح 13995؛ أمالي الصدوق، المجلس 174:38 (الحديث عن عليّ بن الحسين عليه‏السلام).
  13. البحار 90:100؛ نهج‏البلاغة: خطبة 192.
  14. نهج‏البلاغة: قصارالحکم 289؛ مستدرک الوسائل 205:12 ح 13891.
  15. مستدرک الوسائل 206:12 ح 13895؛ عن غررالحکم ودررالکلم.
  16. أمالي الطوسي، المجلس 523:18 ح 1157؛ مستدرک الوسائل 179:12 ح 13819؛ البحار 77:100.
  17. کنز العمال 684:3 ح 8456.
  18. نهج‏البلاغة: کتاب 47؛ مستدرک الوسائل 180:12 ح 13821؛ البحار 90:100.
  19. الغارات 78:1؛ مستدرک الوسائل 180:12 ح 13822؛ وسائل الشيعة 395:11؛ جامع السعادات 242:2؛ کنز العمال 683:3 ح 8454.
  20. نوادرالراوندي: 25؛ مستدرک الوسائل 183:12 ح 13831.
  21. مستدرک الوسائل 185:12 ح 13837؛ عن غررالحکم ودررالکلم.
  22. مسند زيد بن علي: 420.
  23. مکارم الأخلاق: 23؛ مستدرک الوسائل 197:12 ح 13870.
  24. نهج‏البلاغة: خطبة 130؛ مستدرک الوسائل 198:12 ح 13873.
  25. قصص الأنبياء للراوندي، الباب 244:17 ح 286؛ مستدرک الوسائل 199:12 ح 13874؛ البحار 81:100.
  26. نهج‏البلاغة: قصارالحکم 174؛ مستدرک الوسائل 200:12 ح 13877؛ وسائل الشيعة 405:11.
  27. علل الشرائع: 522؛ وسائل الشيعة 407:11؛ عقاب الأعمال:261.
  28. عقاب الأعمال: 261؛ وسائل الشيعة 407:11.
  29. المحاسن 408:1 ح 927؛ وسائل الشيعة 411:11؛ البحار 262:71.
  30. نهج‏البلاغة: خطبة 172؛ وسائل الشيعة 411:11.
  31. الجعفريات: 89؛ مستدرک الوسائل 200:12 ح 13880.