استحباب ذمّ النفس وتأديبها ومقتها















استحباب ذمّ النفس وتأديبها ومقتها



1/4541- قال علي عليه‏السلام: إنّ نفسک لخدوع إن تثق بها يقتدک الشيطان إلي ارتکاب المحارم، إنّ النفس لأمّارة بالسوء والفحشاء فمن ائتمنها خانته ومن استنام إليها أهلکته، ومن رضي عنها أوردته شرّ الموارد، وإنّ المؤمن لا يمسي ولا يصبح إلّا ونفسه ظنون عنده، فلا يزال زارياً عليها ومستزيداً إليها[1].

2/4542- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: يا أسري (اُساري) الرغبة اقصروا، فإنّ المعرّج علي الدنيا لا يروعه منها إلّا صريف أنياب الحدثان، أيّها الناس تولّوا من أنفسکم تأديبها، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها.[2].

3/4543- الشيخ إبراهيم الکفعمي، عن مولانا العسکري، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام، وذکر مناجاة طويلة عنه عليه‏السلام قال: ثمّ أقبل أميرالمؤمنين عليه‏السلام علي نفسه

[صفحه 387]

يعاتبها ويقول: أيّها المناجي ربّه بأنواع الکلام، والطالب منه مسکناً في دار السلام، والمسوّف بالتوبة عاماً بعد عام، ما أراک منصفاً لنفسک من بين الأنام، فلو دافعت نومک يا غافلاً بالقيام، وقطعت يومک بالصيام، واقتصرت علي القليل من لعق الطعام، وأحييت ليلک مجتهداً بالقيام، کنت أحري أن تنال أشرف المقام. أيّتها النفس اُخلطي ليلک ونهارک بالذاکرين لعلّک أن تسکني رياض الخلد مع المتّقين، وتشبّهي بنفوس قد أقرح السهر رقّة جفونها، ودامت في الخلوات شدّة حنينها، وأبکي المستمعين عولة أنينها، وألان قسوة الضمائر ضجّة رنينها، فإنّها نفوس قد باعت زينة الدنيا وآثرت الآخرة علي الاُولي، اُولئک وفد الکرامة، يوم يخسر فيه المبطلون، ويحشر إلي ربّهم بالحسني والسرور المتّقون[3].

4/4544- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: رحم اللَّه امرءاً ألجم نفسه عن معاصي اللَّه بلجامها، وقادها إلي طاعة اللَّه بزمامها، وقال: رحم اللَّه امرءاً قمع نوازع نفسه إلي الهوي فصانها وقادها إلي طاعة اللَّه بعنانها.[4].

[صفحه 388]


صفحه 387، 388.








  1. مستدرک الوسائل 140:11 ح 12650؛ عن غررالحکم.
  2. نهج‏البلاغة: قصارالحکم 359؛ وسائل الشيعة 183:11.
  3. البلد الأمين: 318؛ مستدرک الوسائل 253:11 ح 12914.
  4. مستدرک الوسائل 255:11 ح 12917؛ عن غرر الحکم ودررالکلم.