في بعض مقاطع الأذان والاقامة















في بعض مقاطع الأذان والاقامة



1/2160- الشريف العلوي أبي‏عبداللَّه محمّد بن عليّ بن حسن بن عبدالرحمن الکوفي، ما روي عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام، حدّثنا محمّد بن الحسين التيملي قراءة، حدّثنا عليّ بن العباس البجلي، حدّثنا البکار بن أحمد، حدّثنا حسن بن حسين، عن عمرو بن ثابت، عن محمّد بن عبدالرحمن، قال: کان ابن‏النياح يجي‏ء إلي علي عليه‏السلام حين يطلع الفجر، فيقول: حيّ علي الصلاة حيّ علي الفلاح، حيّ علي خير العمل، فيقول علي عليه‏السلام: مرحباً بالقائلين عدلاً وبالصلاة مرحباً وأهلاً، يا ابن‏النياح: أقم.

[صفحه 142]

وحدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أخبرنا محمّد بن محمّد بن الحسين في (کتابه)، أخبرنا محمّد بن القاسم بن زکريا، حدّثنا عبّاد بن يعقوب، أخبرنا عمرو ابن‏ثابت، عن ابن‏أبي‏ليلي: بنحوه.

وحدّثنا محمّد، أخبرنا محمّد بن عمّار العجلي، حدّثنا عليّ بن محمّد بن حبية، حدّثنا عبّاد بن يعقوب، أخبرنا عمرو بن ثابت، عن أبي‏ليلي: بنحوه.[1].

2/2161- وعنه، حدّثنا أحمد بن زيد بن بشّار وعليّ بن محمّد الشيباني، قالا: حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الرفا المقري، حدّثنا محمّد بن الحسن بن محسن الطريفي، حدّثنا الحسن بن يحيي بن عبداللَّه، حدّثني أبوبکر بن أبي‏اُويس ابن‏اُخت مالک بن أنس، عن حسين بن عبداللَّه بن ضميرة، عن أبيه، عن جدّه صخيرة، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام أنّه کان يقول في أذان الصبح: حيّ علي خير العمل حيّ علي خير العمل.[2].

3/2162- وعنه، حدّثنا ميمون بن عليّ بن حميد المقري، حدّثنا أبوالحسن أحمد ابن‏الحسن بن الحسين بن عيسي العلوي، حدّثنا عبدالعزيز بن يحيي، حدّثنا المغيرة بن محمّد، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عبدالرحمن، حدّثنا عيسي بن عبداللَّه ابن‏محمّد بن عمرو بن عليّ بن أبي‏طالب، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، قال: کان أبي‏علي عليه‏السلام إذا خرج إلي سفر لا يکل الأذان إلي غيره والاقامة، وکان لا يدع أن يقول في أذانه: حيّ علي خير العمل.[3].

4/2163- وعنه، حدّثنا جعفر بن محمّد الجعفري، ومحمّد بن عبداللَّه بن الحسين، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، حدّثنا يعقوب بن يوسف الضبي، حدّثنا أبوحبارة

[صفحه 143]

حصين بن المخارق، عن يعقوب بن عدي، عن يحيي بن زيد، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام: أنّه کان يأمر مؤذّنه أن ينادي في أذانه بحيّ علي خير العمل.[4].

5/2164- وعنه، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قراءةً، أخبرنا محمّد بن أبي‏العباس الوراق، حدّثنا محمّد بن القاسم بن زکريا، حدّثنا عبّاد بن يعقوب، أخبرنا نصر بن مزاحم، عن سفيان بن إبراهيم الحريري، عن صباح المزني، عن سعيد، عن الأصبغ بن نباتة، قال: جاء مؤذّنوا علي عليه‏السلام فحيّوه بالصلاة، فقال: مرحباً بالقائلين عدلاً وبالصلاة مرحباً وأهلاً، فلما تفرّق المؤذّنون خرج علينا، فقال: حيّ علي الصلاة حيّ علي الصلاة، حيّ علي الفلاح حيّ علي الفلاح، حيّ علي خير العمل حيّ علي خير العمل.[5].

6/2165- وعنه، أخبرنا محمّد بن عبداللَّه بن الحسين قراءةً، حدّثنا الحسين بن محمّد الفزاري، حدّثنا جعفر بن عبداللَّه الحمدي، حدّثنا مصبح بن الهاقان، حدّثنا إبراهيم بن محمّد- يعني ابن‏أبي‏يحيي-، عن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، قال: کان علي عليه‏السلام يقول في أذانه: حيّ علي الفلاح، حيّ علي خير العمل، وذکر الحديث.[6].

7/2166- وعنه، أخبرنا أبوالعباس أحمد بن زيد بن بشّار وعليّ بن محمّد الشيباني، قالا: حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد بن مسلم، حدّثنا عليّ بن العباس وعليّ بن سلامة، حدّثنا بکّار بن أحمد، حدّثنا نصر بن مزاحم، عن الثقة إبراهيم ابن‏أبي‏يحيي، عن جعفر بن محمّد عليه‏السلام، أنّ علياً عليه‏السلام کان يقول لکلّ صلاة: حيّ علي الفلاح، حيّ علي خير العمل.[7].

[صفحه 144]

8/2167- وعنه، أخبرنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم قراءةً، أخبرنا محمّد بن أبي‏العباس الورّاق في (کتابه)، حدّثنا محمّد بن القاسم، حدّثنا حسن بن محمّد المزني، حدّثنا هارون بن أبي‏بردة، حدّثني حسين أخي، عن إبراهيم بن محمّد بن أبي‏يحيي، أنّ علياً عليه‏السلام کان يقول لکلّ صلاة: حيّ علي الصلاة حيّ علي الصلاة، حيّ علي الفلاح حيّ علي الفلاح، حيّ علي خير العمل حيّ علي خير العمل.[8].

9/2168- وعنه، أخبرنا محمّد، أخبرنا محمّد، أخبرنا محمّد، حدّثنا حسن، حدّثني هارون بن أبي‏بردة، عن وهب بن وهب، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، أنّ علياً عليه‏السلام کان يثنّي الاقامة کما يثنّي الأذان، وأخبرنا أنّه أذّن بلسانه في الصبح قال: حيّ علي خير العمل.[9].

10/2169- عن الإمام علي عليه‏السلام أنّه قال: سمعت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: انّ خير أعمالکم الصلاة، وأمر بلالاً أن يؤذّن حيّ علي خير العمل.

تبيين: نقلاً عن کتاب (الإمام الصادق والمذاهب الأربعة) تحت عنوان ألفاظ الأذان: لا خلاف بين المسلمين بأنّ للأذان- وهو الإعلام بدخول وقت الصلاة- ألفاظاً مخصوصة، ولکن الخلاف في لفظتين وهما:

«حيّ علي خير العمل» بعد قول حيّ علي الفلاح، کما يذهب إليه الشيعة.

والثانية: قول الصلاة خير من النوم بعد قول حيّ علي الفلاح.

وصورة الأذان عند الشيعة بالاجماع: اللَّه أکبر أربع مرّات، أشهد أن لا إله إلّا اللَّه مرّتان، وأشهد أنّ محمّداً رسول‏اللَّه مرّتان، حيّ علي الصلاة مرّتان، حيّ علي الفلاح مرّتان، ثمّ حيّ علي خير العمل مرّتان، ثمّ اللَّه أکبر مرّتان، ثمّ لا إله إلّا اللَّه مرّتان.

[صفحه 145]

والاقامة کذلک إلّا انّ فصولها مرّتان، وقول لا إله إلّا اللَّه في آخرها مرّة واحدة، ويزاد فيها بعد حيّ علي خير العمل وقبل التکبيرات، قد قامت الصلاة مرّتان. ولا خلاف عند جميع المذاهب في ذلک إلّا في أمرين:

1- تکرار الألفاظ في الأذان والاقامة، فمنهم من يوافق الشيعة في ذلک، ومنهم من يقول: بأنّ الأذان مرّتين، والاقامة مثلها، ومنهم من يقول: أنّ الأذان مرّتين والاقامة مرّة، وعند المالکية أنّ التکبير الأوّل في الأذان مرّتين.

2- کلمة حيّ علي خير العمل کما تذهب الشيعة إلي وجوبها، وکلمة الصلاة خير من النوم، کما تذهب إليه بقية المذاهب، ولابدّ لنا من الاشارة هنا حول ذلک:

أمّا کلمة «حيّ علي خير العمل» فإنّ الثابت- من طريق أهل البيت عليهم السلام- أنّها جزء من الأذان والاقامة، وقد قال الإمام زين العابدين عليه‏السلام: أنّه هو الأذان الأوّل- أي علي عهد رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله- کما أخرجه البيهقي في سننه الکبري.

وقال الإمام الباقر عليه‏السلام: وکانت هذه الکلمة (حيّ علي خير العمل) في الأذان، فأمر عمر بن الخطّاب أن يکفّوا عنها مخافة أن تثبط الناس عن الجهاد، وينکلوا عن الصلاة. (اُنظر البحر الزخار 192:1)

وحکي سعد الدين التفتازاني في حاشيته علي شرح العضد: عن عمر أنّه کان يقول: ثلاث کنّ علي عهد رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله أنا اُحرّمهنّ وأنهي عنهنّ: متعة الحج، ومتعة النکاح، وحيّ علي خير العمل.

وروي البيهقي بسند صحيح عن ابن‏عمر أنّه کان يؤذّن بحيّ علي خير العمل. وقال ابن‏حزم: وقد صحّ عن ابن‏عمر وأبي‏أمامة أنّه کانوا يقولون: حيّ علي خير العمل. (اُنظر الحلّي 160:3)

وروي المحبّ الطبري في (أحکامه)، عن زيد بن أرقم: أنّه أذّن في حيّ علي خير العمل.

[صفحه 146]

وقال الشوکاني، نقلاً عن کتاب (الأحکام): وقد صحّ لنا أنّ «حيّ علي خير العمل» کانت علي عهد رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يؤذّن بها، ولم تطرح إلّا في زمان عمر، وهکذا قال الحسن بن يحيي. (اُنظر نيل الأوطار 32:2)

وروي محمّد بن منصور في کتابه (الجامع)، عن أبي‏محذور، أحد مؤذّني رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله أنّه قال: أمرني رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله أن أقول في الأذان: حيّ علي خير العمل.

وفي (الشفاء)، عن هذيل بن بلال المدائني، قال: سمعت ابن‏أبي‏محذور يقول: حيّ علي خير العمل. (اُنظر البحر الزخار 192:1)

وقال برهان الدين الشافعي في (سيرته): ونقل عن ابن‏عمرو، عن عليّ بن الحسين أنّهما کانا يقولان: «حيّ علي خير العمل»، بعد حيّ علي الفلاح. (اُنظر السيرة 105:2)

والخلاصة أنّ الشيعة قد أجمعوا علي لزوم الاتيان بلفظ حيّ علي خير العمل لأنّها ثابتة علي عهد الرسول‏الأعظم صلي الله عليه و آله وقد أمر أهل البيت عليهم السلام أتباعهم بذلک، فکانت شعارهم في جميع أدوار التاريخ.

والأمر الثاني: هو کلمة «الصلاة خير من النوم»، والشيعة لا يجيزون ذلک، وذهب الشافعي في قوله الجديد إلي الکراهة.

إذ من المعلوم أنّ هذه اللفظة لم تکن علي عهد رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وأوّل من جعلها في الأذان عمر بن الخطّاب.

جاء في موطّأ مالک: أنّ المؤذّن جاء عمر بن الخطّاب يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائماً، فقال (المؤذّن): الصلاة خير من النوم، فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح. (اُنظر موطّأ مالک في هامش مصابيح السنّة للبغوي 37:1)

وقال الإمام علي عليه‏السلام عندما سمع ذلک: «لا تزيدوا في الأذان ما ليس منه»، وأمّا ما يدّعي من أنّ النبي صلي الله عليه و آله أمر بلالاً أن يقول: الصلاة خير من النوم في الأذان فهو غير صحيح لا يقرّه التحقيق وذلک:

[صفحه 147]

لأنّ الذي روي عن بلال ذلک، هو عبدالرحمن بن أبي‏ليلي وهذا غير صحيح، لأنّ ولادة عبدالرحمن کانت سنة 17 من الهجرة النبويّة. (اُنظر تهذيب الأسماء واللّغات لمحيّ الدين النووي 304:1)

وتوفّي سنة 84 ه ووفاة بلال سنة 20 من الهجرة، فکيف يصحّ أن يروي عن بلال وعمره ثلاث سنين، هذا شي‏ء غريب!!

وادّعي أيضاً بأنّ بلالاً أتي النبي صلي الله عليه و آله فوجده راقداً، فقال: «الصلاة خير من النوم».

فقال النبي صلي الله عليه و آله: ما أحسن هذا اجعله في أذانک. وهذا لا يصحّ أيضاً لأنّ الراوي هو عبدالرحمن بن زيد بن أسلم المتوفّي سنة 282، عن أبيه زيد بن أسلم، عن بلال، وعبدالرحمن ضعيف الحديث لا يعتمد عليه کما نصّ علي ذلک أحمد، وابن‏المديني، والنسائي، وغيرهم.

هذا من جهة، ومن جهة اُخري أنّ زيداً لم يسمع من بلال، لأنّ ولادة زيد کانت سنة 66 ه ووفاته سنة 126 ه. (اُنظر تذکرة الحفّاظ للذهبي 124: 1؛ وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 200: 1؛ والخلاصة للخزرجي: 131؛ وغيرها من کتب التراجم والرجال) فکيف يصحّ سماعه من بلال وهو لم يولد إلّا بعد وفاة بلال بستّ وأربعين سنة؟!

وعلي أيّ حال فإنّ المقطوع به أنّ التثويب لم يکن علي عهد النبي صلي الله عليه و آله وانّ هذه الکلمة کانت في أيّام عمر، وبدون شکّ أنّ الأذان کان بأمر من اللَّه ووحي أنزله علي نبيّه صلي الله عليه و آله.

وأمّا ما يقال في أحداث الأذان بأنّه کان لرؤياً رآها عبداللَّه بن زيد، وعمر بن الخطّاب، فأقرّها النبي إلي غير ذلک، فهي اُمور بعيدة عن الواقع، ونحن في غنيً عن إعطاء صورة لرواة هذه الاُمور لنعرف مقدار الاعتماد عليهم، ومنهم عبداللَّه ابن‏خالد الواسطي وقد نصّ الحفّاظ علي کذبه، وأقلّ صفاته أنّه رجل سوء کما قال يحيي بن معين.

[صفحه 148]

وقد أنکر الحسين بن علي عليه‏السلام عندما سمع الناس يتحدّثون عن رؤيا عبداللَّه بن زيد في تشريع الأذان، فغضب وقال: الوحي ينزل علي الرسول‏ويزعمون أنّه أخذ الأذان عن عبداللَّه بن زيد؟! والأذان وجه دينکم، ولقد سمعت أبي‏عليّ بن أبي‏طالب يقول: أهبط اللَّه ملکاً عرج برسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله إلي السماء... الحديث.

وکيف کان فقد اختلفت أقوال أئمّة المذاهب في کلمة «الصلام خير من النوم»، هل تقال في جميع الأوقات أم في وقت دون وقت؟ أم تقال للأمير دون غيره؟ ممّا يطول شرحه، انتهي.[10].

11/2170- الصدوق، عن أحمد بن محمّد الحاکم المقري، عن محمّد بن جعفر الجرجاني، عن محمّد بن الحسن الموصلي، عن محمّد بن عاصم الطريفي، عن عباس ابن‏يزيد، عن أبيه يزيد بن الحسن، عن موسي بن جعفر، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام في حديث تفسير الأذان، أنّه قال فيه: اللَّه أکبر اللَّه أکبر اللَّه أکبر، أشهد أنّ لا إله إلّا اللَّه أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، أشهد أنّ محمّداً رسول‏اللَّه، أشهد أنّ محمّداً رسول‏اللَّه، حيّ علي الصلاة حيّ علي الصلاة، حيّ علي الفلاح حيّ علي الفلاح، اللَّه أکبر اللَّه أکبر لا إله إلّا اللَّه لا إله إلّا اللَّه، وذکر في الاقامة: قد قامت الصلاة.[11].


صفحه 142، 143، 144، 145، 146، 147، 148.








  1. کتاب الأذان بحيّ علي خير العمل: 48 ح81.
  2. کتاب الأذان بحيّ علي خير العمل: 49 ح84.
  3. کتاب الأذان بحيّ علي خير العمل: 49 ح85.
  4. کتاب الأذان بحيّ علي خير العمل: 49 ح86.
  5. کتاب الأذان بحيّ علي خير العمل: 50 ح87.
  6. کتاب الأذان بحيّ علي خير العمل: 50 ح88.
  7. کتاب الأذان بحيّ علي خير العمل: 51 ح89.
  8. کتاب الأذان بحي‏علي خير العمل: 51 ح90.
  9. کتاب الأذان بحيّ علي خير العمل: 52 ح92.
  10. البحر الزخار 192:1؛ الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، في الأذان والاقامة 282:3.
  11. وسائل الشيعة 647:4؛ معاني الأخبار: 38؛ التوحيد للصدوق: 240.