النهي عن الصلاة في الأرض السبخة وقصة رد الشمس















النهي عن الصلاة في الأرض السبخة وقصة رد الشمس‏



1/2060- الشيخ الطوسي، عن أحمد بن عبدون، عن عليّ بن محمّد بن الزبير، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق القمشاني، عن يحيي بن العلاء الرازي، قال: سمعت أباجعفر عليه‏السلام يقول: لما خرج أميرالمؤمنين عليه‏السلام إلي النهروان، وظعنوا في أرض بابل حتّي دخل وقت العصر، فلم يقطعوها حتّي غابت الشمس، فنزل الناس يميناً وشمالاً يصلّون، إلّا الأشتر وحده، فإنّه قال: لا اُصلّي حتّي أري أميرالمؤمنين عليه‏السلام قد نزل يصلّي، قال: فلمّا نزل قال: يا مالک إنّ هذه أرض سبخة ولا تحلّ الصلاة فيها، فمن کان صلّي فليعد الصلاة، قال: ثمّ استقبل القبلة فتکلّم بثلاث کلمات ما هنّ بالعربية ولا بالفارسية، فإذا هو بالشمس بيضاء نقيّة، حتّي إذا صلّي بنا سمعنا لها حين انقضّت خريراً کخرير المنشار.[1].

[صفحه 118]

2/2061- أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي، عن جويرية بن مسهر، قال: خرجت مع أميرالمؤمنين عليه‏السلام نحو بابل لا ثالث لنا، فمضي وأنا اُسايره في السبخة، فإذا نحن بالأسد جاثماً في الطريق ولبوته خلفه وأشبال لبوته خلفها، فکبحت دابتي لأن أتأخّر، فقال: أقدم يا جويرة فإنّما هو کلب اللَّه، وما من دابة إلّا اللَّه آخذ بناصيتها لا يکفي شرّها إلّا هو، فإذا أنا بالأسد قد أقبل نحوه يبصبص له بذنبه فدنا منه فجعل يمسح قدمه بوجهه، ثمّ أنطقه اللَّه عزّ وجلّ فنطق بلسان طلق ذلق، فقال: السلام عليک يا أميرالمؤمنين ووصيّ خاتم النبيّين، قال عليه‏السلام: وعليک السلام يا حيدرة ما تسبيحک؟ قال: أقول سبحان ربّي سبحان إلهي، سبحان من أوقع المهابة والمخافة في قلوب عباده منّي، سبحانه سبحانه.

فمضي أميرالمؤمنين عليه‏السلام وأنا معه واستمرّت بنا السبخة وضاق وقت العصر وفاتت الصلاة العصر فأهوي فوتها، ثمّ قلت في نفسي مستخفياً: ويلک يا جويرية أأنت أظنّ أم أحرص من أميرالمؤمنين، وقد رأيت من أمر الأسد ما رأيت، فمضي وأنا معه حتّي قطع السبخة، فثني رجليه ونزل عن دابته وتوجّه فأذّن مثنيً مثنيً وأقام مثنيً مثنيً، ثمّ همس بشفتيه وأشار بيده فإذا الشمس قد طلعت في موضعها من (في) وقت العصر وإذا لها صرير عند مسيرها في السماء، فصلّي بنا العصر، فلمّا انفتل رفعت رأسي فإذا الشمس بحالها، فما کان إلّا کلمح البصر فإذا النجوم قد طلعت، فأذّن وأقام وصلّي المغرب، ثمّ رکب وأقبل عليّ، فقال: يا جويرية أقلت هذا سحر مفتر؟ وقلت لما رأيت طلوع الشمس وغروبها أفسحر هذا أم زاغ بصري؟ سأصرف ما ألقي الشيطان في نفسک ما رأيت من أمر الأسد، وما سمعت من منطقه.

ألم تعلم أنّ اللَّه عزّ وجلّ يقول: «وَللَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَي فَادْعُوهُ بِهَا»[2] يا جويرة إنّ

[صفحه 119]

رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله کان يوحي إليه وکان رأسه في حجري، فغربت الشمس ولم أکن صلّيت العصر، فقال لي: صلّيت العصر؟ قلت: لا، قال: اللّهمّ إنّ علياً في طاعتک وحاجة نبيّک، ودعا بالاسم الأعظم، فردّت إليّ الشمس، فصلّيت مطمئنّاً ثمّ غربت بعدما طلعت، فعلّمني بأبي هو واُمّي ذلک الاسم الذي دعا به، فدعوت الآن به، يا جويرية إنّ الحقّ أوضح في قلوب المؤمنين من قذف الشيطان، فإنّي قد دعوت اللَّه عزّ وجلّ بنسخ ذلک من قلبک فماذا تجد؟ فقلت: يا سيدي قد محي ذلک من قلبي.[3].

3/2062- الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبداللَّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن عبداللَّه القزويني، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن أبي‏بصير، عن عبدالواحد بن المختار الأنصاري، عن اُمّ المقدام الثقفيّة، قالت: قال لي جويرية بن مسهرة: قطعنا مع أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام جسر الصراة في وقت العصر، فقال: إنّ هذه أرض معذّبة لا ينبغي لنبيّ ولا وصيّ نبيّ أن يصلّي فيها، فمن أراد منکم أن يصلّي فليصلّ، فتفرّق الناس يمنة ويسرة وهم يصلّون، فقلت: أنا واللَّه لاُقلدنّ هذا الرجل صلاتي اليوم، ولا اُصلّي حتّي يصلّي، فسرنا وجعلت الشمس تسفل وجعل يدخلني من ذلک أمر عظيم حتّي وجبت الشمس وقطعنا الأرض، فقال: يا جويرية أذّن، فقلت: يقول أذّن وقد غابت الشمس، فقال: أذّن فأذّنت، ثمّ قال لي: أقم فأقمت، فلمّا قلت: قد قامت الصلاة رأيت شفتيه تتحرّکان وسمعت کلاماً کأنّه کلام العبرانية، فارتفعت الشمس حتّي صارت في مثل وقتها في العصر، فصلّي فلمّا انصرفنا هوت إلي مکانها واشتبکت النجوم، فقلت: فأنا أشهد أنّک وصيّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: يا جويرية أما

[صفحه 120]

سمعت اللَّه عزّ وجلّ يقول: «فَسَبِّحِ بِاسْمَ رَبِّکَ الْعَظِيمِ»؟[4] فقلت: بلي، قال: فإنّي سألت باسم العظيم فردّها عليّ.[5].


صفحه 118، 119، 120.








  1. أمالي الطوسي، المجلس 671:26 ح1415؛ مستدرک الوسائل 339:3 ح3735؛ البحار 323:83.
  2. الأعراف: 180.
  3. عدّة الداعي: 98؛ مستدرک الوسائل 340:3 ح3736؛ البحار 327:83.
  4. الواقعة: 96 و 74.
  5. علل الشرائع: 352؛ البحار 317:83.