التسمية والدعاء عند الوضوء















التسمية والدعاء عند الوضوء



1/1864- الحسين بن سعيد، عن ابن‏أبي‏عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: إنّ رجلاً توضّأ وصلّي، فقال له رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: أعِد صلاتک ووضوءک، ففعل وتوضّأ وصلّي، فقال له النبي صلي الله عليه و آله: أعِد وضوءک وصلاتک، ففعل وتوضّأ وصلّي، فقال: أعِد وضوءک وصلاتک، فأتي أميرالمؤمنين عليه‏السلام فشکا ذلک إليه، فقال: هل سمّيت حين توضّأت؟ فقال: لا، قال: فسمّ علي وضوئک، فسمّي وأتي النبي صلي الله عليه و آله فلم يأمره أن يعيد.[1].

2/1865- الصدوق، باسناده عن عليّ عليه‏السلام قال: لا يتوضّأ الرجل حتّي يسمّي، يقول قبل أن يمسّ الماء: بسم اللَّه وباللَّه، اللهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين، فإذا فرغ من طهوره قال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريک له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، فعندها يستحقّ المغفرة.[2].

3/1866- عن سالم بن أبي‏الجعد، عن علي [عليه‏السلام] قال: إذا توضّأ الرجل فليقل: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، اللّهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين.[3].

4/1867- عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي قال: قال لي رسول‏اللَّه‏صلي الله عليه وسلم: يا علي إذا توضّأت فقل: بسم اللَّه، اللّهمّ إنّي أسألک تمام الوضوء، وتمام الصلاة، وتمام رضوانک، وتمام مغفرتک، فهذا زکاة الوضوء.[4].

5/1868- کان أميرالمؤمنين عليه‏السلام إذا توضّأ قال: بسم اللَّه وباللَّه، وخير الأسماء للَّه،

[صفحه 62]

وأکبر الأسماء للَّه، وقاهر لمن في السماء، وقاهر لمن في الأرض، والحمد للَّه الذي جعل من الماء کلّ شي‏ء حيّ، وأحيي قلبي بالايمان، اللّهمّ تُب عليّ وطهّرني واقض لي بالحسني، وأرني کلّ الذي أحبّ، وافتح لي بالخيرات من عندک يا سميع الدعاء.[5].

6/1869- العياشي: عن أبي‏الحسن عليّ بن محمّد عليه‏السلام، أنّ قنبراً مولي أميرالمؤمنين عليه‏السلام اُدخل علي الحجّاج بن يوسف، فقال له: ما الذي کنت تلي من أمر عليّ ابن‏أبي‏طالب؟ قال: کنت اُوضّيه، فقال له: ما کان يقول إذا فرغ من وضوئه؟ قال: کان يتلو هذه الآية «فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُکِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ کُلِّ شَيْ‏ءٍ حَتَّي إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ »[6] فقال الحجاج کان يتأوّلها علينا؟ فقال: نعم، فقال: ما أنت صانعٌ إذا ضربت علاوتک؟ قال: إذاً أسعد وتشقي، فأمر به.[7].

7/1870- محمد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن قاسم الخزّار، عن عبدالرحمن بن کثير، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: بيّنا أميرالمؤمنين عليه‏السلام قاعد ومعه ابنه محمّد إذ قال: يا محمّد ائتني بإناء من ماء، فأتاه به، فصبّه بيده اليمني علي يده اليسري ثمّ قال: الحمد للَّه الذي جعل الماء طهوراً ولم يجعله نجساً، ثمّ استنجي فقال: اللّهمّ حصّن فرجي وأعفّه، واستر عورتي وحرّمها علي النار، ثمّ استنشق فقال: اللّهمّ لا تحرّم عليّ ريح الجنّة واجعلني ممّن يشمّ ريحها وطيبها وريحانها، ثمّ تمضمض فقال: اللّهمّ أنطق لساني بذکرک واجعلني ممّن ترضي عنه، ثمّ غسل وجهه فقال: اللّهمّ بيّض وجهي يوم تسودّ فيه الوجوه، ولا تسودّ وجهي يوم تبيضّ فيه الوجوه، ثمّ غسل يمينه فقال: اللّهمّ أعطني کتابي بيميني والخلد بيساري، ثمّ غسل شماله فقال:

[صفحه 63]

اللّهمّ لا تعطني کتابي بشمالي ولا تجعلها مغلولة إلي عنقي، وأعوذ بک من مقطّعات النيران، ثمّ مسح رأسه فقال: اللّهمّ غشّني برحمتک وبرکاتک وعفوک، ثمّ مسح علي رجليه فقال: اللّهمّ ثبّت قدمي علي الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام واجعل سعيي فيما يرضيک عنّي، ثمّ التفت إلي محمّد فقال: يا محمّد من توضّأ بمثل ما توضّأت، وقال مثل ما قلت، خلق اللَّه له من کلّ قطرة ملکاً يقدّسه ويسبّحه ويکبّره ويهلّله، ويکتب له ثواب ذلک إلي يوم القيامة.[8].

8/1871- عبداللَّه شبر، ما رويناه عن المشايخ الثلاثة بأسانيد عديدة عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال في دعاء الوضوء: اللّهمّ أعطني کتابي بيميني، والخلد في الجنان بيساري.[9].

بيان: معني الخلد في الجنان باليسار لا يخلو من خفاء، وقد وجّهه الشيخ البهائي بوجوه:

الأوّل: إنّه يقال في الشي‏ء الذي حصّله الإنسان من غير مشقّة وتعب فعلته بيساري، فالمراد هنا طلب الخلود في الجنّة من غير أن يتقدّمه عذاب النار وأهوال يوم القيامة.

الثاني: أنّ الباء فيه للسببيّة، والمراد أعطني الخلود في الجنان بسبب غسل يساري، وعلي هذا فالباء (بيميني) أيضاً للسببيّة لتتوافق القرينتان، ولا يخلو من بعد.

الثالث: أنّ المراد باليسار ليس ما يقابل اليمين؛ بل اليسار المقابل للإعسار، والمراد باليسار اليسار بالطاعات، أي أعطني الخلد في الجنان بکثرة طاعاتي،

[صفحه 64]

فالباء للسببيّة، وحينئذٍ يکون في الکلام إيهام التناسب، وهو الجمع بين معنيين غير متناسبين بلفظين لهما معنيان متناسبان، کما في قوله تعالي: «الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ »[10] فإنّ المراد بالنجم ما ينجم من الأرض أي يظهر ولا ساق له کالبقول، وبالشجر ما له ساق، والنجم بهذا المعني وإن لم يکن مناسباً للشمس والقمر ولکنّه بمعني الکواکب يناسبها، ومن هذا ما روي من قوله عليه‏السلام: لا يزال المنان طايراً حتّي يقصّ، فإذا قُصّ وقع، وهذا الوجه وإن کان بعيداً إلّا أنّه لا يخلو من لطافة.


صفحه 62، 63، 64.








  1. تهذيب الأحکام 358:1؛ وسائل الشيعة 298:1؛ الاستبصار 68:1.
  2. الخصال، حديث الأربعمائة: 628؛ وسائل الشيعة 299:1؛ المحاسن 118:1 ح120.
  3. کنز العمال 445:9 ح26896.
  4. کنز العمال 468:9 ح26993.
  5. من لا يحضره الفقيه 43:1 ح87؛ وسائل الشيعة 299:1.
  6. الأنعام: 44 تا 45.
  7. تفسير العياشي 359:1؛ تفسير البرهان 526: 1؛ البحار 315:80.
  8. الکافي 70:3؛ مستدرک الوسائل 308:1 ح691؛ وسائل الشيعة 282:1؛ البحار 320:80؛ ثواب الأعمال: 16؛ فلاح السائل: 52؛ جامع الأخبار: 163 ح389؛ فقه الإمام الرضا عليه‏السلام: 69؛ من لا يحضره الفقيه 42:1 ح84؛ المقنع: 8.
  9. مصابيح الأنوار 327:2.
  10. الرحمن: 5 تا 6.