في الكعبة وحليها وبناؤها















في الکعبة وحليها وبناؤها



1/3077- محمّد بن مسعود العياشي، عن أبي‏عطاء، عن أبي‏جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام، عن رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله في حديث طويل، قال: إنّ اللَّه أوحي إلي جبرئيل بعد ذلک أن أهبط إلي آدم وحوّا فنحّهما عن مواضع قواعد بيتي، فإنّي اُريد أن أهبط في ظلال من ملائکتي إلي أرضي، فارفع أرکان بيتي لملائکتي ولخلقي من ولد آدم.

قال: فهبط جبرئيل علي آدم وحوّا فأخرجهما من الخيمة ونحّاهما عن ترعة البيت الحرام ونحّي الخيمة عن موضع الترعة، ووضع آدم علي الصفا ووضع حوّا علي المروة، ورفع الخيمة إلي السماء، فقال آدم وحوّا: يا جبرئيل أبسخطٍ من اللَّه حوّلتنا أم برضي تقديراً من اللَّه علينا؟ فقال لهما: لم يکن ذلک سخطاً من اللَّه عليکما، ولکنّ اللَّه لا يُسئل عمّا يفعل، يا آدم إنّ السبعين ألف ملک الذين أنزلهم اللَّه إلي الأرض ليؤنسوک ويطوفون حول أرکان البيت والخيمة، سألوا اللَّه أن يبني لهم

[صفحه 430]

مکان الخيمة بيتاً علي موضع الترعة المبارکة حيال البيت المعمور فيطوفون حوله کما کانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، فأوحي اللَّه إليّ أن اُنحّيک وحوّا وأرفع الخيمة إلي السماء، الخبر.[1].

2/3078- وعنه، عن عطاء، عن أبي‏جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام، عن رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله في حديث طويل في قصة آدم عليه‏السلام إلي أن قال صلي الله عليه و آله: وأوحي إلي جبرئيل: أنا اللَّه الرحمن الرحيم، وإنّي قد رحمت آدم وحوّا لما شکيا إليّ، فاهبط إليهما بخيمة من خيام الجنّة وعزّهما عنّي بفراق الجنّة، واجمع بينهما في الخيمة فإنّي قد رحمتهما لبکائهما ووحشتهما ووحدتهما، وانصب لهما الخيمة علي الترعة التي بين جبال مکّة، قال: والترعة مکان البيت وقواعده التي رفعتها الملائکة قبل ذلک.

فهبط جبرئيل علي آدم بالخيمة علي مقدار أرکان البيت وقواعده فنصبها، قال: وأنزل جبرئيل آدم من الصفا وأنزل حوّا من المروة وجمع بينهما في الخيمة، قال: وکان عمود الخيمة قضيب ياقوت أحمر فأضاء نوره وضوءه جبال مکة وما حولها، وامتدّ ضوء العمود- إلي أن قال:- ومدّت أطناب الخيمة حولها، فمنتهي أوتادها ما حول المسجد الحرام، قال: وکانت أوتادها من غصون الجنّة وأطنابها من ظفائر الاُرجوان، قال: فأوحي اللَّه إلي جبرئيل: اهبط علي الخيمة بسبعين ألف ملک يحرسونها من مردة الجن ويؤنسون آدم وحوّا ويطوفون حول الخيمة تعظيماً للبيت والخيمة، قال صلي الله عليه و آله: فهبطت الملائکة فکانوا بحضرة الخيمة يحرسونها من مردة الشياطين والعتاة ويطوفون حول أرکان البيت والخيمة کلّ يوم وليلة، کما کانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، قال: وأرکان البيت الحرام في الأرض حيال البيت المعمور الذي في السماء، الخبر.[2].

[صفحه 431]

3/3079- محمّد بن مسعود العياشي، عن عطاء، عن أبي‏جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام، عن رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله في حديث طويل في قصّة آدم عليه‏السلام إلي أن قال:- أي آدم- فأهبطنا إلي أحبّ البقاع إليک، قال: فأوحي اللَّه إلي جبرئيل أن أهبطهما إلي البلدة المبارکة مکة، فهبط بهما جبرئيل فألقي آدم علي الصفا وألقي حوّا علي المروة، الخبر.[3].

4/3080- سئل أميرالمؤمنين عليه‏السلام فيما سئل: أين بکّة من مکّة؟ فقال: مکّة أکناف الحرم، وبکّة مکان البيت، قال [السائل]: ولِمَ سمّيت مکّة؟ قال: لأنّ اللَّه مکّ الأرض من تحتها- أي دحاها- قال: فلم سمّيت بکّة؟ قال: لأنّها بکّت عيون الجبّارين والمذنبين، قال: صدقت.[4].

5/3081- عن علي عليه‏السلام أنّه قال: أوحي اللَّه إلي إبراهيم أن ابن‏لي بيتاً في الأرض اُعبدفيه، فضاق به ذرعاً عليه‏السلام فبعث اللَّه إليه السکينة، وهي ريح لها رأسان، يتبع أحدهما صاحبه، فدارت علي اُسّ البيت الذي بنته الملائکة، فوضع إبراهيم البناء علي کلّ شي‏ء استقرّت عليه السکينة، وکان إبراهيم عليه‏السلام يبني وإسماعيل يناوله الحجر، ويرفع إليه القواعد، فلمّا صار إلي مکان الرکن الأسود، قال إبراهيم لاسماعيل: أعطني الحجر لهذا الموضع، فلم يجده وتلکأ، فقال: اذهب فاطلبه، فذهب ليأتيه به، فأتاه جبرئيل عليه‏السلام بالحجر الأسود، فجاء إسماعيل وقد وضعه إبراهيم موضعه، فقال: من جاءک بهذا؟ فقال: من لم يتّکل علي بنائک، فمکث البيت حيناً فانهدم فبنته العمالقة، ثمّ مکث حيناً فانهدم، فبنته جُرهم، ثمّ انهدم، فبنته قريش ورسول‏اللَّه يومئذٍ غلام، وقد نشأ علي الطهارة وأخلاق الأنبياء، وکانوا

[صفحه 432]

يدعونه الأمين، فلمّا انتهوا إلي موضع الحجر أراد کلّ بطن من بطون قريش أن يلي وضعه موضعه، فاختلفوا في ذلک، ثمّ اتّفقوا علي أن يحکّموا في ذلک أوّل من يطلع عليهم، فکان ذلک رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فقالوا: هذا الأمين، قد طلع، فأخبروه الخبر، فانتزع صلي الله عليه و آله أزاره ووضع الحجر فيه وقال: يأخذ من کلّ بطن من قريش رجل بحاشية الأزار وارفعوه معاً، فأعجبهم ما حکم به وأرضاهم وفعلوا، حتّي إذا صار إلي موضعه وضعه فيه رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله.[5].

6/3082- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسي، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: کيف بکم إذا کان الحجّ فيکم متجراً؟ قيل: يا رسول‏اللَّه وکيف ذلک؟ قال: قوم يأتون من بعدکم يحجّون عن الأموات والأحياء فيستفضلون الفضلة فيأکلونها.[6].

7/3083- عبداللَّه بن جعفر، عن السندي بن محمّد، عن أبي‏البختري، عن جعفر ابن‏محمّد، عن أبيه: أنّ علياً بن أبي‏طالب عليه‏السلام کان يبعث بکسوة البيت في کلّ سنة من العراق.[7].

8/3084- محمّد بن الحسين الرضي، قال: روي أنّه ذکر عند عمر في أيّامه حليّ الکعبة وکثرته، فقال قوم: لو أخذته فجهّزت به جيوش المسلمين کان أعظم للأجر، وما تصنع الکعبة بالحليّ، فهمّ عمر بذلک وسأل عنه أميرالمؤمنين عليه‏السلام فقال عليه‏السلام: إنّ هذا القرآن اُنزل علي النبي صلي الله عليه و آله والأموال أربعة: أموال المسلمين

[صفحه 433]

فقسّمها بين الورثة في الفرائض، والفي‏ء فقسّمه علي مستحقّيه، والخمس فوضعه اللَّه حيث وضعه، والصدقات فجعلها اللَّه حيث جعلها، وکان حليّ الکعبة فيها يومئذٍ، فترکه اللَّه علي حاله، ولم يترکه نسياناً، ولم يخف عليه مکاناً، فأقِرهُ حيث أقرّه اللَّه ورسوله، فقال عمر: لولاک لافتضحنا، وترک الحليّ بحاله.[8].

[صفحه 434]


صفحه 430، 431، 432، 433، 434.








  1. تفسير العياشي 37:1؛ مستدرک الوسائل 322:9 ح11009.
  2. تفسير العياشي 36:1؛ مستدرک الوسائل 337:9 ح11035.
  3. تفسير العياشي 36:1؛ مستدرک الوسائل 344:9 ح11043.
  4. مشارق الأنوار: 84؛ البحار 85:99؛ ارشاد القلوب: 377.
  5. دعائم الإسلام 292:1؛ مستدرک الوسائل 325:9 ح11012؛ البحار 48:99؛ مستدرک الحاکم 458:1؛ سنن البيهقي 72:5.
  6. الجعفريات: 66؛ مستدرک الوسائل 66:8 ح9088.
  7. قرب الاسناد: 139 ح496؛ البحار 60:99.
  8. نهج البلاغة: قصار الحکم 270؛ وسائل الشيعة 357:9؛ مناقب ابن شهر آشوب، باب قضايا أمير المؤمنين 368:2؛ البحار 69:99.