في صوم شهر رمضان و فضله















في صوم شهر رمضان و فضله‏



1/2911- الصدوق، حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي، قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الکوفي، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ المعروف بأبي علي الشامي، قال: حدّثنا عبداللَّه بن سعيد الزبرقاني، قال: حدّثنا عبدالواحد بن عتّاب، قال: حدّثنا عاصم بن سليمان، قال: حدّثنا خزيمي، عن الضحّاک، عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: شعبان شهري، ورمضان شهر اللَّه عزّ وجلّ، فمن صام شهري کنت له شفيعاً يوم القيامة، ومن صام شهر اللَّه عزّ وجلّ آنس اللَّه وحشته في قبره ووصل وحدته وخرج من قبره مبيضّاً وجهه، آخذاً الکتاب بيمينه والخلد بيساره حتّي يقف بين يدي ربّه عزّ وجلّ، فيقول: عبدي، فيقول: لبّيک سيّدي، فيقول عزّوجلّ: صمت لي؟ قال: فيقول نعم يا سيّدي، فيقول تبارک وتعالي: خذوا بيد عبدي حتّي تأتوا به نبيّي، فاُوتي به فأقول له: صمت شهري؟ فيقول: نعم، فأقول

[صفحه 370]

له: أنا أشفع لک اليوم، قال: فيقول اللَّه تعالي: أمّا حقوقي فقد ترکتها لعبدي، أمّا حقوق خلقي فمن عفا عنه فعليّ عوضه حتّي يرضي.

قال النبي صلي الله عليه و آله: فآخذ بيده حتّي أنتهي به إلي الصراط فأجده زحفاً زلقاً لا تثبت عليه أقدام الخاطئين، فآخذه بيده فيقول لي صاحب الصراط: من هذا يا رسول‏اللَّه؟ فأقول: هذا فلان باسمه من اُمّتي کان قد صام في الدنيا شهري ابتغاء شفاعتي، وصام شهر ربّه ابتغاء وعده، فيجوز الصراط بعفو اللَّه عزّ وجلّ حتّي ينتهي إلي باب الجنّة، فاستفتح له، فيقول رضوان ذلک اليوم: اُمرنا أن نفتح اليوم لاُمّتک، ثمّ قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: صوموا شهر رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يکن لکم شفيعاً، وصوموا شهر اللَّه تشربوا من الرحيق المختوم، ومن وصلها بشهر رمضان کتب له صوم شهرين متتابعين.[1].

2/2912- الصدوق، باسناده عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن شمر، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام قال: لما حضر شهر رمضان قام رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فحمد اللَّه وأثني عليه ثمّ قال: أيّها الناس، کفاکم اللَّه عدوّکم من الجنّ، وقال: اُدعوني أستجب لکم، ووعدکم الاجابة، ألا وقد وکّل اللَّه عزّ وجلّ بکلّ شيطان مريد سبعة من ملائکته فليس بمحلول حتّي ينقضي شهرکم هذا، ألا وأبواب السماء مفتّحة من أوّل ليلة منه، ألا والدعاء فيه مقبول.[2].

3/2913- ما رواه محمّد بن أبي‏القاسم الطبري في کتاب (بشارة المصطفي لشيعة المرتضي)، باسناده إلي الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ

[صفحه 371]

ابن‏الحسين، عن أبيه السيّد الشهيد الحسين بن علي، عن أبيه سيّد الوصيّين أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب- صلوات اللَّه عليه- قال: إنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله خطبنا ذات يوم فقال:

أيّها الناس إنّه قد أقبل إليکم شهر اللَّه بالبرکة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند اللَّه أفضل الشهور وأيّامه أفضل الأيّام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات، وهو شهر دعيتم فيه إلي ضيافة اللَّه وجعلتم فيه من أهل کرامة اللَّه، أنفساکم فيه تسبيح ونومکم فيه عبادة وعملکم فيه مقبول، ودعاؤکم فيه مستجاب، فاسألوا اللَّه ربّکم بنيّات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفّقکم اللَّه لصيامه وتلاوة کتابه، فإنّ الشقي من حُرم غفران اللَّه في هذا الشهر العظيم.

اُذکروا بجوعکم وعطشکم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدّقوا علي فقرائکم ومساکينکم، ووقّروا کبارکم وارحموا صغارکم وصلوا أرحامکم واحفظوا ألسنتکم وغضّوا عمّا لا يحلّ النظر إليه أبصارکم، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعکم، وتحنّنوا علي أيتام الناس يتحنّن علي أيتامکم، وتوبوا إلي اللَّه من ذنوبکم وارفعوا إليه أيديکم بالدعاء في أوقات صلواتکم فإنّها أفضل الساعات، ينظر اللَّه عزّ وجلّ فيها بالرحمة إلي عباده ويجيبهم إذا ناجوه ويلبّيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه.

أيّها الناس إنّ أنفسکم مرهونة بأعمالکم ففکّوها باستغفارکم، وظهورکم ثقيلة من أوزارکم فخفّفوا عنها بطول سجودکم، واعلموا أنّ اللَّه عزّ وجلّ ذکره أقسم بعزّته أن لا يعذّب المصلّين والساجدين وأن لا يروّعهم بالنار يوم يقوم الناس لربّ العالمين.

أيّها الناس من فطّر منکم صائماً مؤمناً في هذا الشهر کان له بذلک عند اللَّه عتق

[صفحه 372]

رقبة ومغفرة لما مضي من ذنوبه، فقيل: يا رسول‏اللَّه وليس کلّنا نقدر علي ذلک، فقال صلي الله عليه و آله: اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة، اتّقوا النار ولو بشربة من ماء.

أيّها الناس من حسّن منکم في هذا الشهر خلقه کان له جواز علي الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام، ومن خفّف منکم في هذا الشهر عمّا ملکت يمينه خفّف اللَّه عليه حسابه، ومن کفّ فيه شرّه کفّ اللَّه عنه غضبه يوم يلقاه.

ومن أکرم فيه يتيماً أکرمه اللَّه يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله اللَّه برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع اللَّه عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوّع فيه بصلاة کتب اللَّه له براءة من النار، ومن أدّي فيه فرضاً کان له ثواب من أدّي سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أکثر فيه من الصلاة عليّ ثقّل اللَّه ميزانه يوم تخفّ الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن کان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.

أيّها الناس إنّ أبواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة، فاسألوا ربّکم أن لا يغلقها عليکم، وأبواب النيران مغلّقة فاسألوا ربّکم أن لا يفتحها عليکم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربّکم أن لا يسلّطها عليکم.

قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: فقمت وقلت: يا رسول‏اللَّه ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أباالحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم اللَّه عزّوجلّ، ثمّ بکي [صلي الله عليه و آله]، فقلت: يا رسول‏اللَّه ما يبکيک؟ فقال: يا علي لما يستحلّ منک في هذا الشهر، کأنّي بک وأنت تصلّي لربّک وقد انبعث أشقي الأوّلين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فيضربک ضربة علي قرنک تخضب بها لحيتک، قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: فقلت: يا رسول‏اللَّه وذلک في سلامة من ديني؟ فقال صلي الله عليه و آله: في سلامة من دينک.

[صفحه 373]

ثمّ قال: يا علي من قتلک فقد قتلني ومن أبغضک فقد أبغضني، ومن سبّک فقد سبّني لأنّک منّي کنفسي روحک من روحي وطينتک من طينتي، إنّ اللَّه عزّ وجلّ خلقني وإيّاک واصطفاني وإيّاک واختارني للنبوّة واختارک للإمامة، فمن أنکر إمامتک فقد أنکر نبوّتي.

يا علي أنت وصيّي وأبوولدي وزوج ابنتي وخليفتي علي اُمّتي في حياتي وبعد موتي، أمرک أمري ونهيک نهيي، اُقسم باللَّه الذي بعثني بالنبوّة وجعلني خير البريّة انّک حجّة اللَّه علي خلقه وأمينه علي سرّه وخليفته في عباده.[3].

4/2914- الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي‏المفضل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد ابن‏المسيب أبومحمّد البيهقي الشعراني، قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز ابن‏محمّد موسي المجاشعي، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد عليه‏السلام، قال: حدّثنا أبي، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال في حديث: عليکم بصيام شهر رمضان فإنّ صيامه جُنّة حصينة من النار.[4].

5/2915- عن علي عليه‏السلام أنّه قال: صوم شهر رمضان جُنّة من النار.[5].

6/2916- القطب الراوندي في (لبّ اللباب)، عن علي عليه‏السلام أنّه قال: يُنطق اللَّه جميع الأشياء بالثناء علي صوّام شهر رمضان.[6].

7/2917- الراوندي، عن عبدالرحيم بن محمّد، عن محمّد بن علي، عن أبي‏

[صفحه 374]

القاسم بن محمّد، عن أبي‏عبدالرحمن، عن إسحاق بن وهب، عن عبدالملک بن يزيد، عن أبي‏إسماعيل بن خالد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ ابن‏أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: من صام شهر رمضان فاجتنب فيه الحرام والبهتان، رضي اللَّه عنه وأوجب له الجنان.[7].

8/2918- محمّد بن محمّد المفيد، قال: قال أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: من صام شهر رمضان إيماناً واحتساباً، وکفّ سمعه وبصره ولسانه عن الناس، قبل اللَّه صومه وغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وأعطاه ثواب الصابرين.[8].

9/2919- محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، ومحمّد بن الحسين، عن محمّد بن يحيي الخثعمي، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي‏عبداللَّه، عن أبيه عليهماالسلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: لا تقولوا رمضان ولکن قولوا شهر رمضان، فإنّکم لا تدرون ما رمضان.[9].

10/2920- ابن‏طاووس، عن مولانا موسي بن جعفر عليه‏السلام، عن مولانا جعفر بن محمّد، عن مولانا محمّد بن علي، عن مولانا عليّ بن الحسين، عن مولانا الحسين، عن مولانا عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: لا تقولوا رمضان فإنّکم لا تدرون ما رمضان، فمن قاله فليتصدّق وليصم کفّارة لقوله، ولکن قولوا شهر رمضان کما قال اللَّه تعالي: «شَهْرُ رَمَضَانَ».[10] [11].

[صفحه 375]


صفحه 370، 371، 372، 373، 374، 375.








  1. فضائل الأشهر الثلاثة: 64 ح46؛ البحار 83:97.
  2. ثواب الأعمال: 65؛ من لا يحضره الفقيه 98:2 ح1837؛ وسائل الشيعة 220:7؛ البحار 372:96؛ کنز العمال 583:8 ح24274.
  3. اقبال ابن طاووس، باب فضل شهر رمضان: 2؛ روضة الواعظين، باب فضائل شهر رمضان: 345؛ وسائل الشيعة 227:7؛ البحار 356:96؛ فضائل الأشهر الثلاثة: 77 ح61؛ عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 295:2؛ أمالي الصدوق، المجلس 84:20.
  4. أمالي الطوسي، المجلس 522:18 ح1157؛ البحار 368:96.
  5. دعائم الإسلام 269:1؛ مستدرک الوسائل 399:7 ح8521؛ البحار 342:96؛ المجازات النبوية: 179 ح162؛ مسند أحمد 231:5.
  6. مستدرک الوسائل 40:7 ح8523.
  7. مستدرک الوسائل 423:7 ح8587؛ البحار 346:96.
  8. المقنعة: 305؛ وسائل الشيعة 118:7.
  9. الکافي 69:4؛ البحار 377:96؛ فضائل الأشهر الثلاثة: 93 ح73؛ معاني الأخبار: 315.
  10. البقرة: 185.
  11. إقبال الأعمال، في فضائل شهر رمضان: 3؛ مستدرک الوسائل 438:7 ح8609؛ البحار 377:96؛ نوادر الراوندي: 47؛ الجعفريات: 59.