فضل يوم الجمعة















فضل يوم الجمعة



1/2580- عن الصدوق: خطب أميرالمؤمنين عليه‏السلام في الجمعة، فقال: الحمد للَّه الوليّ الحميد، إلي أن قال: ألا إنّ هذا اليوم يوم جعله اللَّه عيداً، وهو سيّد أيّامکم وأفضل أعيادکم، وقد أمرکم اللَّه في کتابه بالسعي فيه إلي ذکره فلتعظم رغبتکم فيه ولتخلص نيّتکم فيه، وأکثروا فيه التضرّع والدعاء ومسألة الرحمة والمغفرة، فإنّ اللَّه عزّ وجلّ يستجيب لکلّ من دعاه، ويورد النار من عصاه، وکلّ متکبّر عن عبادته، قال اللَّه عزّ وجلّ: «أُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَکُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ»[1] وفيه ساعة مبارکة لا يسأل اللَّه عبدمؤمن فيها شيئاً إلّا أعطاه.[2].

2/2581 - أحمد بن محمّد، عن عبداللَّه بن محمّد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: کان علي عليه‏السلام يقول: أکثروا المسألة في يوم الجمعة والدعاء، فإنّ فيه ساعات يُستجاب فيها الدعاء والمسألة، ما لم تدعو، بقطيعة، أو معصية، أو عقوق، واعلموا أنّ الخير والبرّ يضاعفان يوم الجمعة.[3].

3/2582- محمّد بن الحسن، قال: وروي عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام، عن النبي صلي الله عليه و آله أنّه قال: من صلّي ليلة الجمعة أربع رکعات لا يفرّق بينهنّ، يقرأ في کلّ رکعة فاتحة

[صفحه 261]

الکتاب مرّة وسورة الجمعة مرّة والمعوّذتين عشر مرّات، وقل هو اللَّه أحد عشر مرّات، وآية الکرسي وقل يا أيّها الکافرون مرّة، ويستغفر اللَّه في کلّ رکعة سبعين مرّة، ويصلّي علي النبي صلي الله عليه و آله سبعين مرّة، ويقول: سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلّا اللَّه واللَّه أکبر، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم سبعين مرّة، غفر اللَّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.[4].

4/2583- الصدوق، عن محمّد بن موسي، عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسّان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن علي بن عابس، عن أبي‏مريم، عن المنهال، عن عمرو بن رز بن حبيش، عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: من قرأ سورة النساء في کلّ يوم جمعة أمن من ضغطة القبر.[5].

5/2584- عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: يوم الجمعة صلاة کلّه، ما من عبدقام إذا ارتفعت الشمس قدر رمح أو أکثر يصلّي فسيحة الضحي رکعتين ايماناً واحتساباً إلّا کتب اللَّه عزّ وجلّ له مائتي حسنة ومحا عنه مائتي سيّئة، ومن صلّي ثمان رکعات رفع اللَّه له في الجنّة ثمانمائة درجة وغفر له ذنوبه کلّها، ومن صلّي اثنتي عشر رکعة کتب اللَّه له ألفاً ومائتي حسنة ومحا عنه ألفاً ومائتي سيّئة، ورفع له في الجنّة ألفاً ومائتي درجة.[6].

6/2585- الشيخ الفقيه أبي‏محمّد جعفر بن محمّد بن عليّ القمي، باسناده عن علي عليه‏السلام قال: کنّا مع رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله إذ جاء رجل فقال: يا رسول‏اللَّه بأبي أنت واُمّي

[صفحه 262]

أخبرني عن يوم الأحد کيف سمّي يوم الأحد؟ فقال: لأنّه أحد يوم خلق اللَّه الدنيا، وهو أوّل يوم خلقه اللَّه.

فقال: بأبي أنت واُمّي يا رسول‏اللَّه أخبرني عن يوم الاثنين کيف سمّي يوم الاثنين؟ قال: لأنّه ثاني يوم خلق اللَّه من الدنيا، وهو يوم ولدتُ فيه، ويوم نزلت فيه النبوّة، وأخبرني حبيبي أنّه يوم اُقبض فيه.

فقال: بأبي أنت واُمّي يا رسول‏اللَّه أخبرني عن يوم الثلاثاء؟ فقال: هو ثالث يوم خلق اللَّه من الدنيا، وهو يوم تاب اللَّه فيه علي آدم، ورضي عنه واجتباه وهداه.

فقال: بأبي أنت واُمّي يا رسول‏اللَّه أخبرني عن يوم الأربعاء؟ فقال: هو رابع يوم خلق اللَّه من الدنيا، وهو يوم نحس مستمرّ، فيه خلق اللَّه الريح الصَرصَر.

قال: بأبي أنت واُمّي يا رسول‏اللَّه أخبرني عن يوم الخميس؟ فقال: هو خامس يوم خلق اللَّه من الدنيا، ليله أنيس، ونهاره جليس، وفيه رفع إدريس، ولعن فيه إبليس.

قال: بأبي أنت اُمّي يا رسول‏اللَّه أخبرني عن يوم الجمعة؟ فبکي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وقال: سألتني عن يوم الجمعة؟ فقال: نعم، فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله تسمّيه الملائکة في السماء يوم المزيد. يوم الجمعة يوم خلق اللَّه فيه آدم عليه‏السلام، يوم الجمعة يوم نفخ اللَّه في آدم الروح، يوم الجمعة يوم أسکن اللَّه آدم في الجنّة، يوم الجمعة يوم أسجد اللَّه ملائکته لآدم، يوم الجمعة يوم جمع اللَّه فيه لآدم حوّاء، يوم الجمعة يوم قال اللَّه للنار: «کُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَي إِبْرَاهِيمَ»،[7] يوم الجمعة يوم استجيب فيه دعاء يعقوب عليه‏السلام، يوم الجمعة يوم غفر اللَّه فيه ذنب آدم، يوم الجمعة يوم کشف اللَّه فيه البلاء عن أيّوب، يوم الجمعة يوم فدي اللَّه فيه إسماعيل بذبح عظيم، يوم الجمعة يوم

[صفحه 263]

خلق اللَّه فيه السماوات والأرض وما بينهما، يوم الجمعة يوم يتخوّف فيه الهول وشدّة القيامة والفزع الأکبر.[8].

7/2586- عن عمرو بن شمر، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي[عليه‏السلام] قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم: إذا کان يوم الجمعة نزل أمين اللَّه جبرئيل إلي المسجد الحرام فرکز لواءه بالمسجد الحرام، وغدا سائر الملائکة إلي المساجد التي يجمع فيها يوم الجمعة، فرکزوا ألويتهم وراياتهم بأبواب المساجد، ثمّ نشروا قراطيس من فضّة وأقلاماً من ذهب، ثمّ کتبوا الأوّل فالأوّل ممّن بکّر إلي الجمعة، فإذا بلغ من في المسجد سبعين رجلاً قد بکّروا طووا القراطيس، فکان اُولئک السبعون کالذين اختارهم موسي من قومهم کانوا أنبياء.[9].

8/2587- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسي، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: إذا کان يوم الجمعة نادت الطير الطير، والوحش الوحش، والسباع السباع، سلام عليکم هذا يوم صالح (الجمعة).[10].

9/2588- الشيخ الفقيه أبي‏محمّد جعفر بن أحمد بن علي القمي، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: إنّ اللَّه اختار الجمعة، فجعل يومها عيداً، واختار ليلها فجعله مثلها، وانّ من فضلها أن لا يسئل اللَّه عزّ وجلّ يوم الجمعة حاجة إلّا استجيب له، وان استحقّ قوم عقاباً فصادفوا يوم الجمعة وليلتها صرف اللَّه عنهم ذلک، ولم يبق شي‏ء ممّا أحکمه اللَّه وفصّله إلّا أبرمه في ليلة الجمعة، فليلة الجمعة ليلة غرّاء ويوم الجمعة يوم أزهر.[11].

[صفحه 264]

10/2589- عن الأصبغ بن نباتة، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: ليلة الجمعة ليلة غرّاء ويومها يوم أزهر، ومن مات ليلة الجمعة کتب له براءة من ضغطة القبر، ومن مات يوم الجمعة کتب له براءة من النار.[12].

11/2590- عن ابن‏عباس، عن علي [عليه‏السلام] أنّه قال: بأبي أنت واُمّي يا رسول‏اللَّه تفلّت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم: أفلا اُعلّمک کلمات ينفعک اللَّه بهنّ وينفع بهنّ من علّمته، ويثبت ما تعلّمت في صدرک، قال: أجل يا رسول‏اللَّه، فقال: يا أباالحسن إذا کان ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر، فإنّها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه: «سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»[13] وقال: حتّي تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع ففي أوّلها، فصلّ أربع رکعات، تقرأ في الرکعة الاُولي بفاتحة الکتاب وسورة يس، وفي الرکعة الثانية بفاتحة الکتاب وحم الدخان، وفي الرکعة الثالثة بفاتحة الکتاب وألم تنزيل السجدة، وفي الرکعة الرابعة بفاتحة الکتاب وتبارک المفصل، فإذا فرغت من التشهّد فاحمد اللَّه فأحسن الثناء علي اللَّه، وصلّ عليّ وأحسن، وعلي سائر النبيّين، واستغفر اللَّه للمؤمنين والمؤمنات، ولاخوانک الذين سبقوک بالايمان، ثمّ قل في آخر ذلک:

اللّهمّ ارحمني بترک المعاصي أبداً ما أبقيتني، وارحمني أن أتکلّف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيک عنّي.

اللّهمّ بديع السماوات والأرض ذا الجلال والاکرام والعزّة التي لاترام، أسألک يا اللَّه يا رحمان، بجلالک ونور وجهک أن تلزم قلبي حفظ کتابک کما علّمتني، وارزقني أن أتلوه علي النحو الذي يرضيک عنّي.

[صفحه 265]

اللّهمّ بديع السماوات والأرض ذا الجلال والاکرام والعزّة التي لا ترام، أسألک يا اللَّه يا رحمان بجلالک ونور وجهک، أن تنوّر بکتابک بصري وأن تطلق به لساني، وأن تفرّج به عن قلبي وأن تشرح به صدري وأن تعمل به بدني، فإنّه لا يعينني علي الحقّ غيرک، ولا يؤتيه إلّا أنت، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم.

يا أباالحسن تفعل ذلک ثلاث جُمعٍ أو خمساً أو سبعاً باذن اللَّه، والذي بعثني بالحقّ ما أخطأ مؤمناً قط.[14].


صفحه 261، 262، 263، 264، 265.








  1. غافر: 60.
  2. وسائل الشيعة 65:5؛ من لا يحضره الفقيه 431:1 ح1263.
  3. محاسن البرقي، باب ثواب العمل يوم الجمعة 131:1 ح158؛ وسائل الشيعة 69:5؛ وفي البحار 349:89.
  4. مصباح المتهجد: 180؛ وسائل الشيعة 75:5.
  5. ثواب الأعمال: 105؛ مستدرک الوسائل 103:6 ح6538؛ وفي وسائل الشيعة 87:5؛ وفي البحار 349:89؛ وتفسير العياشي 215:1.
  6. جمال الاسبوع: 157؛ مستدرک الوسائل 53:6 ح6415؛ وفي البحار 371:89.
  7. الأنبياء: 69.
  8. العروس: 147؛ البحار 280:89؛ وفي مستدرک الوسائل 58:6 ح6423.
  9. کنز العمال 377:8 ح23340؛ وفي تفسير السيوطي 131:3.
  10. الجعفريات: 39؛ مستدرک الوسائل 65:6 ح6440؛ وفي کنز العمال 716:7 ح21064.
  11. العروس: 150؛ مستدرک الوسائل 68:6 ح6450؛ والبحار 282:89.
  12. من لا يحضره الفقيه 423:1 ح1246؛ احياء الاحياء 17:2.
  13. يوسف: 98.
  14. کنز العمال 59:2 ح3112؛ وفي البحار 320:89؛ وفي تفسير السيوطي 36:4.