سوره مجادله















سوره مجادله



«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَةً»[1].

1/1195- عليّ بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبدالرحمن بن محمّد الحسيني، قال: حدّثنا الحسين بن سعيد، قال: حدّثنا محمّد بن مروان، قال: حدّثنا عبيد بن حبش، قال: حدّثنا صباح، عن ليث بن أبي‏سليم، عن مجاهد، قال علي عليه‏السلام: إنّ في کتاب اللَّه لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا أحد يعمل بها بعدي، آية النجوي، کان لي دينار فبعته بعشرة دراهم، فجعلت اُقدّم بين يدي کلّ نجوي اُناجيها النبي صلي الله عليه و آله درهماً، قال: فنسختها «ءَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَاتٍ- إلي قوله- وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ».[2] [3].

2/1196- حدّثنا عليّ بن محمّد، قال: حدّثني الحبري، قال: حدّثنا مالک بن

[صفحه 261]

إسماعيل، عن عبد السلام، عن ليث، عن مجاهد، قال: قال علي عليه‏السلام: آية من القرآن لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، اُنزلت آية النجوي، فکان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم، فکنت إذا أردت أن اُناجي النبي صلي الله عليه و آله تصدّقت بدرهم حتّي فُنيت، ثمّ نَسَختْها الآية التي بعدها «فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»[4] [5].

3/1197- محمّد بن العباس، قال: حدّثنا عليّ بن عباس، عن محمّد بن مروان، عن إبراهيم بن الحکم بن ظهير، عن أبيه، عن السّدي، عن عبد خير، عن علي عليه‏السلام قال: کنت أوّل من ناجي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله کان عندي دينار فصرّفته بعشرة دراهم، وکلّمت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عشر مرّات کلّما أردت أن اُناجيه تصدّقت بدرهم، فشقّ ذلک علي أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فقال المنافقون: ما باله ما يبخس لابن عمّه، حتّي نسخها اللَّه عزّ وجلّ فقال: «ءَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَاتٍ»[6] إلي آخر الآية، ثمّ قال عليه‏السلام: فکنت أوّل من عمل بهذه الآية، وآخر من عمل بها، فلم يعمل بها أحد قبلي ولا بعدي.[7].

4/1198- ابن‏بابويه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، ومحمّد بن أحمد السناني، وعليّ بن أحمد السناني، وعليّ بن أحمد بن موسي الدّقاق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المکتب، وعلي بن عبداللَّه الورّاق- رضي اللَّه عنهم-، قالوا: حدّثنا أبوالعباس أحمد بن يحيي بن زکريّا القطّان، قال: حدّثنا بکر بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، قال: حدّثنا سليمان بن حکيم، عن عمرو بن يزيد، عن مکحول، قال: قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام: لقد علم

[صفحه 262]

المستحفظون من أصحاب النبي صلي الله عليه و آله أنّه ليس فيهم رجل له منقبة إلّا وقد شرکته فيها وفضلته، ولي سبعون منقبة لم يشرکني فيها أحد منهم، قلت: يا أميرالمؤمنين فأخبرني بهنّ؟ فقال: إنّ أوّل منقبة- وذکر السبعين، وقال في ذلک:- وأمّا الرابعة والعشرون فإنّ اللَّه عزّ وجلّ أنزل علي رسوله «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَةً»[8] فکان لي دينار فبعته بعشرة دراهم، فکنت إذا ناجيت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أتصدّق قبل ذلک بدرهم، وواللَّه ما فعل هذا أحد غيري من أصحابه قبلي ولا بعدي، فأنزل اللَّه عزّ وجلّ «ءَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْکُمْ»[9] الآية، فهل تکون التوبة إلّا من ذنبٍ کان.[10].

5/1199- شرف الدين النجفي، قال: ونقلت من مؤلَّف شيخنا أبي‏جعفر الطوسي، أنّه في جامع الترمذي وتفسير الثعلبي، بإسناده عن علقمة الأنماري، يرفعه إلي أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه، قال: بي خفّف اللَّه علي هذه الاُمّة؛ لأنّ اللَّه امتحن الصحابة بهذه الآية فتقاعسوا عن مناجات الرسول صلي الله عليه و آله، وکان قد احتجب في منزله من مناجات کلّ أحد إلّا من تصدّق بصدقة، وکان معي دينار فتصدّقت به، فکنت أنا سبب التوبة من اللَّه علي المسلمين، حين عملت بالآية، ولو لم يعمل بها أحد لنزل العذاب لامتناع الکلّ في العمل بها.[11].

6/1200- عن علي صلوات اللَّه عليه أنّه ناجي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عشر مرّات بعشر کلمات قدّمها عشر صدقات، فسأل في الاُولي: ما الوفاء؟ قال: التوحيد شهادة أن

[صفحه 263]

لا إله إلّا اللَّه، ثمّ قال: وما الفساد؟ قال: الکفر والشرک باللَّه عزّ وجلّ، قال: وما الحق؟ قال: الإسلام والقرآن والولاية إذا انتهت إليک، قال: وما الحيلة؟ قال: ترک الحيلة، قال: وما عليّ؟ قال: طاعة اللَّه وطاعة رسوله، قال: وکيف أدعو اللَّه تعالي؟ قال: بالصدق واليقين، قال: وما أسأل اللَّه تعالي؟ قال: العافية، قال: وماذا أصنع لنجاة نفسي؟ قال: کُل حلالاً وقُل صدقاً، قال: وما السرور؟ قال: الجنّة، قال: وما الراحة؟ قال: لقاء اللَّه تعالي، فلما فرغ نسخ حکم الآية.[12].

7/1201- عن علي عليه‏السلام قال: لما نزلت «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَةً» قال لي النبي صلي الله عليه و سلم: ما تري، ديناراً؟ قلت: لا يطيقونه، قال: فنصف دينار؟ فقلت: لا يطيقونه، قال: فکم؟ قلت: شعيرة، قال: إنّک لزهيد فنزلت «ءَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَاتٍ» الآية، فبي خفف اللَّه عن هذه الاُمّة.[13].

8/1202- عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام، أنّه قال: لما نزلت هذه الآية دعاني رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم فقال: ما تقول في دينار؟ قلت: لا يطيقونه؟ قال: کم؟ قلت: حبّة أو شعيرة، قال: إنّک لزهيد.[14].

[صفحه 264]


صفحه 261، 262، 263، 264.








  1. المجادلة:12.
  2. المجادلة:13.
  3. تفسير البرهان 309:4؛ البحار 379:35؛ کنز العمال 521:2 ح4651؛ تفسير الرازي 271:29؛ تفسير السيوطي 185:6؛ تفسير القمي 357:2.
  4. المجادلة:12.
  5. تفسير الحبري:320؛ شواهد التنزيل لقواعد التفضيل 313:2 ح952.
  6. المجادلة:13.
  7. تأويل الآيات الظاهرة:648؛ تفسير البرهان 309:4؛ البحار 380:35.
  8. المجادلة: 12.
  9. المجادلة:13.
  10. تفسير البرهان 308:4؛ الخصال، باب السبعين 572:3.
  11. تأويل الآيات الظاهرة:649؛ تفسير البرهان 310:4؛ مناقب ابن‏شهر آشوب 72:2؛ الجامع الصحيح (سنن الترمذي) 406:5 ح3300.
  12. فرائد السمطين 359:1 ح285؛ البحار 383:35.
  13. کنزل العمّال 521: 2 ح4652، تفسير السيوطي 185: 6.
  14. تفسير الرازي 273: 39.