سوره بقره
1/687- الثعلبي في تفسيره، وقد روي أبوصالح، عن ابنعباس، إنّ عبداللَّه بن اُبيّ وأصحابه، تملّقوا مع علي عليهالسلام في الکلام، فقال علي: يا عبداللَّه اتّق اللَّه ولا تنافق، فإنّ المنافق شرّ خلق اللَّه، فقال: مهلاً يا أباالحسن واللَّه إنّ إيماننا کإيمانکم، ثمّ تفرّقوا، فقال عبداللَّه: کيف رأيتم ما فعلتُ؟ فأثنوا عليه، فنزل «وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا».[2]. «وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ»[3]. 2/688- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال في حديث: ولقد مررنا معه- يعني رسول [صفحه 20] اللَّه صلي الله عليه و آله- بجبل، فإذا الدموع تخرج من بعضه، فقال له النبي صلي الله عليه و آله: ما يبکيک يا جبل؟ فقال: يا رسول اللَّه کان عيسي مرّ بي وهو يخوّف الناس بنار وقودها الناس والحجارة، فأنا أخاف أن أکون من تلک الحجارة، قال له: لا تخف تلک حجارة الکبريت، فقرّ الجبل وسکن.[4]. 3/689- الإمام العسکري عليهالسلام، قال عليّ بن أبيطالب عليهالسلام في قوله تعالي: «فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ»: يا معاشر شيعتنا اتّقوا اللَّه واحذروا أن تکونوا لتلک النار حطباً وإن لم تکونوا باللَّه کافرين، فتوقّوها بتوقّي ظلم إخوانکم المؤمنين، وإنّه ليس من مؤمن ظلم أخاه المؤمن المشارک له في موالاتنا إلّا ثقّل اللَّه تعالي في تلک الدار سلاسله وأغلاله ولم يُقِلْه بفکِّه منها إلّا بشفاعتنا، ولن نشفع له إلي اللَّه تعالي إلّا بعد أن نشفع له في أخيه المؤمن، فإن عفا عنه شفعنا وإلّا طال في النار مکثه.[5]. «هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَکُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوي إِلَي السَّمَاءِ»[6]. 4/690- الصدوق، حدّثنا أبوالحسن محمّد بن القاسم المفسّر رحمه الله، قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي، عن أبيه عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ عليهالسلام قال: قال أميرالمؤمنين عليهالسلام في قول اللَّه عزّوجلّ «هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَکُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوي إِلَي السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ [صفحه 21] سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِکُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٍ»، قال: هو الذي خلق لکم ما في الأرض جميعاً لتعتبروا به، ولتتوصّلوا به إلي رضوانه، وتتوقّوا به من عذاب نيرانه، ثمّ استوي إلي السماء أخذ في خلقها وإتقانها، فسوّاهنّ سبع سماوات وهو بکلّ شيءٍ عليم، ولعلمه بکلّ شيء علم المصالح، فخلق لکم کلّما في الأرض لمصالحکم يا بني آدم.[7]. «فَتَلَقَّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِمَاتٍ»[8]. 5/691- الديلمي، عن علي [عليهالسلام] قال: سألت النبي صلي الله عليه وسلم عن قول اللَّه: «فَتَلَقَّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِمَاتٍ» فقال: إنّ اللَّه أهبط آدم بالهند وحوّاء بجدّة، وإبليس بميسان، والحيّة باصبهان، وکان للحيّة قوائم کقوائم البعير، ومکث آدم بالهند مائة سنة باکياً علي خطيئته، حتّي بعث اللَّه تعالي إليه جبرئيل، وقال: يا آدم ألَم أخلقک بيدي، ألم أنفخ فيک من روحي، ألم اُسجد لک ملائکتي، ألم اُزوّجک حوّاء أمتي؟ قال: بلي، قال: فما هذا البکاء؟ قال: وما يمنعني من البکاء وقد اُخرجت من جوار الرحمان، قال: فعليک بهذه الکلمات فإنّ اللَّه قابل توبتک وغافر ذنبک، قل: اللّهمّ إنّي أسألک بحقّ محمّد وآل محمّد، سبحانک لا إله إلّا أنت عملت سوءاً وظلمت نفسي، فتُب عليّ إنّک أنت التوّاب الرحيم، اللّهمّ إنّي أسألک بحقّ محمّد وآل محمّد، عملت سوءاً وظلمت نفسي، فتُب عليّ إنّک التوّاب الرحيم، فهؤلاء الکلمات التي تلقّي آدم.[9]. 6/692- قال الإمام أبومحمّد العسکري: قال عليّ بن الحسين: حدّثني أبي، عن [صفحه 22] أبيه، عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال: يا عباد اللَّه إنّ آدم لمّا رأي النور ساطعاً من صلبه، إذ کان تعالي قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلي ظهره، رأي النور ولم يتبيّن الأشباح، فقال: يا ربّ ما هذه الأنوار؟ قال اللَّه تعالي: أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلي ظهرک، ولذلک أمرت الملائکة بالسجود لک، إذ کنت وعاء لتلک الأشباح، فقال آدم: يا ربّ لو بيّنتها لي، فقال اللَّه عزّ وجلّ: اُنظر يا آدم إلي ذروة العرش، فنظر آدم عليهالسلام ووقع أنوار أشباحنا من ظهر آدم عليهالسلام إلي ذروة العرش فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره کما ينطبع وجه الإنسان في المرآة الصافية، فرأي أشباحنا، فقال: (يا ربّ) ما هذه الأشباح؟ قال اللَّه تعالي: يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبريّاتي، هذا محمّد وأنا المحمود الحميد في أفعالي، شققت له إسماً من إسمي، وهذا علي وأنا العليّ العظيم شققت له إسماً من إسمي، وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض، فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي، وفاطم أوليائي ممّا يعرّهم ويسيئهم (يغريهم، ويشينهم)، فشققت لها إسماً من إسمي، وهذان الحسن والحسين وأنا المحسن (و) المجمل شققت إسميهما من إسمي، هؤلاء خيار خليقتي وکرائم بريّتي بهم آخذ وبهم اُعطي وبهم اُعاقب وبهم اُثيب، فتوسّل إليّ بهم يا آدم وإذا دَهَتک داهية فاجعلهم إليّ شفعاءک، فإنّي آليت علي نفسي قسماً حقّاً أن لا اُخيب لهم آملاً ولا أردّ بهم سائلاً، فلذلک حين زلّت منه الخطيئة، دعا اللَّه عزّ وجلّ بهم فتاب عليه وغفر له.[10]. «الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُوا رَبّهمْ»[11]. 7/693- عن أبيمعمّر، عن علي عليهالسلام في قوله تعالي: «الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُوا رَبِّهمْ» يقول: يوقنون أنّهم مبعوثون، ويحشرون، ويحاسبون، ويجزون بالثواب [صفحه 23] والعقاب، والظنّ منهم يقين.[12]. «وَإِذْ قَالَ مُوسي لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّکُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَکُمْ بِاتِّخَاذِکُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَي بَارِئِکُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَکُمْ ذلِکُمْ خَيْرٌ لَکُمْ عِنْدَ بَارِئِکُمْ فَتَابَ عَلَيْکُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»[13]. 8/694- أخرج ابن أبيحاتم، عن علي رضي الله عنه قال: قالوا لموسي: ما توبتنا؟ قال: يقتل بعضکم بعضاً، فأخذوا السکاکين فجعل الرجل يقتل أخاه وأباه وإبنه، واللَّه لا يبالي من قتل، حتّي قتل منهم سبعون ألفاً، فأوحي اللَّه إلي موسي مُرهُم فليرفعوا أيديهم وقد غُفر لمن قتل وتيب علي من بقي.[14]. «أُدْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَکُمْ خَطَايَاکُمْ»[15]. 9/695- أخرج ابن أبيشيبة، عن علي بن أبيطالب رضي الله عنه قال: إنّما مثلنا في هذه الاُمّة کسفينة نوح وکباب حطّة في بني إسرائيل.[16]. «فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَکْتُبُونَ الْکِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ»[17]. 10/696- أخرج أبونعيم، عن عليّ بن أبيطالب رضي الله عنه قال: الويح والويل بابان: فأمّا الويح فباب الرحمة، وأمّا الويل فباب العذاب.[18]. [صفحه 24] «لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ»[19]. 11/697- وکيع في تفسيره، وابنمردويه، عن علي عليهالسلام، عن النبي صلي الله عليه وسلم في قوله: «لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ» قال: لا طاعة إلّا في المعروف.[20]. «وَکَذلِکَ جَعَلْنَاکُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَي النَّاسِ»[21]. 12/698- عن سليم بن قيس الهلالي، عن علي عليهالسلام: إنّ اللَّه تعالي إيّانا عني بقوله: «لِتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَي النَّاسِ» فرسول اللَّه صلي الله عليه و آله شاهد علينا، ونحن شهداء علي خلقه وحجّته في أرضه، ونحن الذين قال اللَّه تعالي: «وَکَذلِکَ جَعَلْنَاکُمْ أُمَّةً وَسَطاً».[22]. 13/699- روي الحاکم أبوالقاسم الحسکاني، بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي، عن علي عليهالسلام: إنّ اللَّه تعالي إيّانا عني بقوله «لِتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَي النَّاسِ» فرسول اللَّه شاهد علينا، ونحن شهداء علي خلقه، وحجّته في أرضه، ونحن الذين قال اللَّه تعالي: «وَکَذلِکَ جَعَلْنَاکُمْ أُمَّةً وَسَطاً».[23]. «فَوَلِّ وَجْهَکَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»[24]. 14/700- البيهقي، أخبرنا محمّد بن عبداللَّه الحافظ، أخبرني أبوبکر بن إسحاق، [صفحه 25] ثنا أبوالمثني، ثنا محمّد بن کثير، ثنا سفيان، عن أبيإسحاق، عن عميرة بن زياد (أو زيادة) الکندي، عن علي رضي الله عنه: «فَوَلِّ وَجْهَکَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» قال: شطره قِبَلَه.[25]. «أُولئِکَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ»[26]. 15/701- عن أبيمحمّد العسکري عليهالسلام في حديث طويل، قيل لأميرالمؤمنين عليهالسلام: مَن خير خلق اللَّه بعد أئمة الهدي ومصابيح الدجي؟ قال: العلماء إذا صلحوا، قيل: فمَن شر خلق اللَّه بعد ابليس وفرعون وثمود، وبعد المسمّين بأسمائکم وبعد المتلقّبين بألقابکم والآخذين لأمکنتکم والمتأمّرين في ممالککم؟ قال: العلماء إذا فسدوا، هم المظهرون للأباطيل الکاتمون للحقائق، وفيهم قال اللَّه عزّ وجلّ: «أُولئِکَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إلَّا الَّذِينَ تَابُوا» الآية.[27]. «وَعَلَي الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»[28]. 16/702- عن علي [عليهالسلام] في قوله تعالي: «وَعَلَي الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ» قال: الشيخ الکبير الذي لا يستطيع الصوم، يفطر ويطعم مکان کلّ يوم مسکيناً.[29]. «وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ»[30]. [صفحه 26] 17/703- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام في قوله تعالي: «وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ» الآية، وقوله: «وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ»[31] نحن البيوت التي أمر اللَّه أن يؤتي من أبوابها، ونحن باب اللَّه وبيوته التي يُؤتي منها، فمن تابعنا وأقرّ بولايتنا فقد أتي البيوت من أبوابها، ومن خالفنا وفضّل علينا غيرنا فقد أتي البيوت من ظهورها.[32]. «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للَّهِ»[33]. 18/704- عن علي [عليهالسلام] في قوله تعالي: «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للَّهِ» قال: أن تحرم من دويرة أهلک.[34]. «فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُکٍ»[35]. 19/705- عن علي [عليهالسلام] أنّه سئل عن قوله تعالي: «فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُکٍ» فقال: الصيام ثلاثة أيام، والصدقة ثلاثة آصع علي ستة مساکين والنسک شاة.[36]. «فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَي الْحَجِّ»[37]. 20/706- عن علي [عليهالسلام] في قوله: «فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَي الْحَجِّ» قال: [صفحه 27] فإن أخّر العمرة حتّي يجمعها مع الحج، فعليه الهدي.[38]. «فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ»[39]. 21/707- أخرج مالک، وسعيد بن منصور، وابن أبيشيبة، وعبد بن حميد، وابنجرير، وابنمنذر، وابن أبيحاتم، والبيهقي في سننه، عن علي رضي الله عنه في قوله: «فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ» قال: شاة.[40]. «فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ»[41]. 22/708- عن علي [عليهالسلام] في قوله: «فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ» قال: قبل يوم التروية يوم، ويوم التروية، ويوم عرفة، فإن فاتته صامهنّ أيام التشريق.[42]. «وَاذْکُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ»[43]. 23/709- أخرج عبد بن حميد، وابن أبيالدنيا، وابن أبيحاتم، عن عليّ بن أبيطالب رضي الله عنه قال: الأيام المعدودات ثلاثة أيام: يوم الأضحي، ويومان بعده، إذبح في أيّها شئت، وأفضلها أوّلها.[44]. 24/710- أخرج الحاکم وصحّحه، عن مسعود بن الحکم الزرقي، عن اُمّه أنّها [صفحه 28] حدّثته، قالت: کأنّي أنظر إلي علي رضي الله عنه علي بغلة رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم البيضاء في شعب الأنصار وهو يقول: أيّها الناس إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم قال: إنّها ليست أيام صيام إنّها أيام أکل وشرب وذکر.[45]. «فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إثْمَ عَلَيْهِ»[46]. 25/711- عن علي [عليهالسلام] قال: غُفر له «وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إثْمَ عَلَيْهِ» قال: غُفر له.[47]. «وَإِذَا تَوَلّي سَعَي فِيالْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِکَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ»[48]. 26/712- العياشي: عن أبيإسحاق السبيعي، عن أمير المؤمنين عليهالسلام في قول اللَّه تعالي: «وَإِذَا تَوَلّي سَعَي فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِکَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ» بظلمه وسوء سيرته، واللَّه لا يحبّ الفساد.[49]. «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ کَافَّةً»[50]. 27/713- عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أميرالمؤمنين عليهالسلام وقد ذکر عترة خاتم النبيين والمرسلين: وهم باب السلم فادخلوا في السلم کافة ولا تتّبعوا خطوات الشيطان.[51]. [صفحه 29] «وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ»[52]. 28/714- أخرج الشافعي، وعبدالرزاق، وعبد بن حميد، والبيهقي، عن عليّ بن أبيطالب رضي الله عنه قال: تحلّ لزوجها الرجعة عليها حتّي تغتسل من الحيضة الثالثة، وتحلّ للأزواج.[53]. «وسِعَ کُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ»[54]. 29/715- عن الأصبغ بن نباتة، قال: سئل أميرالمؤمنين عليهالسلام عن قول اللَّه: «وسِعَ کُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ» انّ السماء والأرض وما فيهما، من خلق مخلوق في جوف الکرسي، وله أربعة أملاک يحملونه بإذن اللَّه.[55]. 30/716- محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقي، رفعه، قال: قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: الکرسي محيط بالسماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثري، وإن تجهر بالقول فإنّه يعلم السرّ وأخفي، وذلک قوله تعالي: «وسِعَ کُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».[56]. «أَلَمْ تَرَ إِلَي الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ»[57]. 31/717- أخرج الطيالسي، وابن أبيحاتم، عن عليّ بن أبيطالب عليهالسلام قال: الذي حاجّ إبراهيم في ربّه هو نمرود بن کنعان.[58]. [صفحه 30] «أَو کَالَّذِي مَرَّ عَلي قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ»[59]. 32/718- أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبيحاتم، والحاکم، وصحّحه البيهقي في الشعب، عن عليّ بن أبيطالب عليهالسلام في قوله: «أَو کَالَّذِي مَرَّ عَلي قَرْيَةٍ» قال: عزير نبيّ خرج اللَّه من مدينته وهو شاب، فمرّ علي قرية خربة وهي خاوية علي عروشها فقال: أنّي يحيي هذه اللَّه بعد موتها، فأماته اللَّه مائة عام، ثمّ بعثه، فأوّل ما خلق منه عيناه فجعل ينظر إلي عظامه ينظمّ بعضها إلي بعض ثمّ کسيت لحماً ثمّ نفخ فيه الروح، فقيل له: کم لبثت؟ قال: لبثت يوماً أو بعض يوم، قال: بل لبثت مائة عام، فأتي مدينته وقد ترک جاراً له اسکافاً شاباً، فجاء وهو شيخ کبير.[60]. «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا کَسَبْتُمْ»[61]. 33/719- عن علي [عليهالسلام] في قوله تعالي: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا کَسَبْتُمْ» قال: من الذهب والفضة «وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ» قال: يعني من الحبّ والتمر وکلّ شيء فيه زکاة.[62]. 349/720- عن عبيدة السلماني، قال: سألت عليّ بن أبيطالب عن قول اللَّه تعالي: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا کَسَبْتُمْ» الآية، فقال: نزلت هذه الآية في [صفحه 31] الزکاة المفروضة، کان الرجل يعمد إلي التمر فيصرمه فيعزل الجيّد ناحية، فإذا جاء صاحب الصدقة أعطاه من الرديء، فقال اللَّه: «ولَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ» يقول: ولا يأخذ أحدکم هذا الرديء حتّي يهضم له.[63]. «الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَة»[64]. 35/721- ابنبابويه، قال: حدّثنا محمّد بن عمر بن محمّد الجعابي، قال: حدّثنا أبومحمّد الحسن بن عبداللَّه بن محمّد بن العباس الرازي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني سيدي عليّ بن موسي الرضا عليهالسلام، عن أبيه، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- وذکر عدّة أحاديث-، ثمّ قال: نزلت «الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَة» في عليّ عليهالسلام.[65]. «فَأُولئِکَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»[66]. 36/722- الطوسي، بإسناده إلي علي عليهالسلام، عن النبي صلي الله عليه و آله إنّه تلا هذه الآية: «أُولئِکَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» قيل: يا رسول اللَّه مَن أصحاب النار؟ قال: من قاتل عليّاً بعدي، اُولئک هم أصحاب النار مع الکفار، فقد کفروا بالحق لمّا جاءهم.[67]. [صفحه 32] «وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِکُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْکُمْ بِهِ اللَّهُ»[68]. 37/723- أخرج ابنجرير، وابن المنذر، وابن أبيحاتم، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابنعباس في قوله: «وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِکُمْ أَوْ تُخْفُوهُ» فذلک سرائرک وعلانيتک يحاسبکم به اللَّه، فإنّها لم تنسخ ولکن اللَّه إذا جمع الخلائق يوم القيامة، يقول: إنّي اُخبرکم بما أخفيتم في أنفسکم ممّا لم تطّلع عليه ملائکتي، فأمّا المؤمنون فيخبرهم ويغفر لهم ما حدّثوا به أنفسهم وهو يقول: «يُحَاسِبْکُمْ بِهِ اللَّهُ» يقول: يخبرکم، وأمّا أهل الشک والريب فيخبرهم بما أخفوا من التکذيب، وهو قوله: «وَلکِنْ يُؤَاخِذُکُمْ بِمَا کَسَبَتْ قُلُوبُکُمْ».[69] [70]. 38/724- عن علي [عليهالسلام] قال: لما نزلت هذه الآية «وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِکُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْکُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ» أحزنتنا، قلنا: يحدّث أحدنا نفسه فيحاسب ولا يدري ما يغفر منه ولا ما لا يغفر، فنزلت هذه الآية بعدها فنسختها: «لَا يُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا کَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اکْتَسَبَتْ».[71] [72]. 39/725- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام في قوله تعالي: «إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِکُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْکُمْ بِهِ اللَّهُ» إنّ هذه الآية عرضت علي الأنبياء والاُمم السالفة فأبوا أن يقبلوها من ثقلها، وقبلها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وعرضها علي اُمّته فقبلوها، فلمّا رأي اللَّه عزّ وجلّ منهم القبول علي أنّهم لا يطيقوها، قال: أمّا إذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها، وقد عرضتها علي الاُمم فأبوا أن يقبلوها وقبلتها اُمّتک، فحقّ عليّ [صفحه 33] أن أرفعها عن اُمّتک، وقال: «لَا يُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا»[73] فظهر أنّ ما لا يدخل تحت الوسع لا يؤاخذ به.[74]. «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِکَتِهِ وَکُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَکَ رَبَّنَا وَإِلَيْکَ الْمَصِيرُ لَا يُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا کَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اکْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً کَمَا حَمَلْتَهُ عَلَي الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَي الْقَوْمِ الْکَافِرِينَ»[75]. 40/726- عن الکاظم، عن آبائه عليهمالسلام، عن أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه في حديثٍ يذکر فيه مناقب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال: إنّه لمّا اُسري به من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي مسيرة شهر، وعرج به في ملکوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقلّ من ثلث ليلة، حتّي انتهي إلي ساق العرش، فدني بالعلم فتدلّي فدلّي له من الجنّة رفرف أخضر، وغشي النور بصره، فرأي عظمة ربّه عزّ وجلّ بفؤاده ولم يرها بعينه، فکان قاب قوسين بينه وبينها أو أدني، فأوحي اللَّه إلي عبده ما أوحي، فکان فيما أوحي إليه الآية التي في سورة البقرة، قوله تعالي: «للَّهِِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِکُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْکُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلي کُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»[76] وکانت الآية قد عرضت علي الأنبياء من لدن [صفحه 34] آدم إلي أن بعث اللَّه تبارک وتعالي محمّداً وعرضت علي الاُمم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها وقبلها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وعرضها علي اُمّته فقبلوها، فلمّا رأي اللَّه عزّ وجلّ منهم القبول، علي أنّهم لا يطيقونها. فلمّا أن صار إلي ساق العرش کرّر عليه الکلام ليفهمه فقال: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ» فأجاب صلي الله عليه و آله مجيباً عنه وعن اُمّته فقال: «وَالْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِکَتِهِ وَکُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ» فقال جلّ ذکره: لهم الجنّة والمغفرة علي أن فعلوا ذلک، فقال النبي صلي الله عليه و آله، أمّا إذا فعلت ذلک بنا ف «غُفْرَانَکَ رَبَّنَا وَإِلَيْکَ الْمَصِيرُ»- يعني المرجع في الآخرة- قال: فأجابه اللَّه جلّ ثناؤه وقد فعلت ذلک بک وباُمّتک، ثمّ قال عزّ وجلّ: أما إذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها، وقد عرضتها علي الاُمم فأبوا أن يقبلوها وقبلتها اُمّتک، فحقّ عليَّ أن أدفعها عن اُمّتک، وقال: «لَا يُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا کَسَبَتْ» من خير «وَعَلَيْهَا مَا اکْتَسَبَتْ» من شرٍّ، فقال النبي صلي الله عليه و آله لما سمع ذلک: أمّا إذا فعلت ذلک بي وباُمّتي فزدني، قال: سَل، قال: «رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا» قال اللَّه تعالي: لست اُآخذ اُمّتک بالنسيان والخطأ لکرامتک عليّ. وکانت الاُمم السالفة إذا نسوا ما ذکّروا به فتحت عليهم أبواب العذاب، وقد رفعت ذلک عن اُمّتک، وکانت الاُمم السالفة إذا أخطأوا اُخذوا بالخطأ وعوقبوا عليه، وقد رفعت ذلک عن اُمّتک لکرامتک عليّ، فقال النبي صلي الله عليه و آله: اللّهمّ إذا أعطيتني ذلک فزدني، قال اللَّه تعالي له: سَل، قال: «رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً کَمَا حَمَلْتَهُ عَلَي الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا» يعني بالإصر الشدائد التي کانت علي من کان قبلنا، فأجابه اللَّه إلي ذلک، فقال اللَّه تبارک اسمه: قد رفعت عن اُمّتک الآصار التي کانت علي الاُمم السالفة، کنت لا أقبل صلاتهم إلّا في بقاع معلومة من الأرض اخترتها لهم وإن [صفحه 35] بعدت، وقد جعلت الأرض کلّها لاُمّتک مسجداً وطهوراً، فهذه من الآصار التي کانت علي الاُمم التي قبلک فرفعتها عن اُمّتک. وکانت الاُمم السالفة إذا أصابهم من نجاسة قرضوه من أجسادهم، وقد جعلت الماء لاُمّتک طهوراً، فهذا من الآصار التي کانت عليهم فرفعتها عن اُمّتک. وکانت الاُمم السالفة تحمل قرابينها علي أعناقها إلي بيت المقدس فمن قبلت ذلک منه أَرسلت عليه ناراً فأکلته فرجع مسروراً، ومن لم أقبل منه ذلک رجع مثبوراً، وقد جعلت قربان اُمّتک في بطون فقرائها ومساکينها، فمن قبلت ذلک منه أضعفت ذلک له أضعافاً مضاعفة، ومن لم أقبل ذلک منه رفعت عنه عقوبات الدنيا، وقد رفعت ذلک عن اُمّتک، وهي من الآصار التي کانت علي الاُمم السالفة قبلک. وکانت الاُمم السالفة صلاتها مفروضة عليها في ظلم الليل وأنصاف النهار، وهي من الشدائد التي کانت عليهم فرفعتها عن اُمّتک، وفرضت عليهم صلاتهم في أطراف الليل والنهار، وفي أوقات نشاطهم. وکانت الاُمم السالفة قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتاً، وهي من الآصار التي کانت عليهم فرفعتها عن اُمّتک وجعلتها خمساً في خمسة أوقات، وهي إحدي وخمسون رکعة، وجعلت لهم أجر خمسين صلاة. وکانت الاُمم السالفة حسنتهم بحسنة وسيّئتهم بسيّئة، وهي من الآصار التي کانت عليهم، فرفعتها عن اُمّتک وجعلت الحسنة بعشر والسيّئة بواحدة. وکانت الاُمم السالفة إذا نوي أحدهم حسنة ثمّ لم يعملها لم تُکتب له وإن عملها کتبت له حسنة وإنّ اُمّتک إذا همّ أحدهم بحسنة ولم يعملها کتبت له حسنة وإن عملها کتبت له عشراً، وهي من الآصار التي کانت عليهم فرفعتها عن اُمّتک. وکانت الاُمم السالفة إذا همّ أحدهم بسيّئة فلم يعملها لم تُکتب عليه وإن [صفحه 36] عملها کُتبت عليه سيّئة وإنّ اُمّتک إذا همّ أحدهم بسيّئة ثمّ لم يعملها کُتبت له حسنة وهذه من الآصار التي کانت عليهم فرفعتها عن اُمّتک. وکانت الاُمم السالفة إذا أذنبوا کتبت ذنوبهم علي أبوابهم، وجعلت توبتهم من الذنوب أن حرّمت عليهم بعد التوبة أحبّ الطعام إليهم، وقد رفعت ذلک عن اُمّتک وجعلت ذنوبهم فيما بيني وبينهم، وجعلت عليهم ستوراً کثيفة، وقبلت توبتهم بلا عقوبة، ولا اُعاقبهم بأن اُحرّم عليهم أحبّ الطعام إليهم. وکانت الاُمم السالفة يتوب أحدهم من الذنب الواحد إلي اللَّه مائة سنة أو ثمانين سنة أو خمسين سنة ثمّ لا أقبل توبته دون أن اُعاقبه في الدنيا بعقوبة، وهي من الآصار التي کانت عليهم فرفعتها عن اُمّتک، وإنّ الرجل من اُمّتک ليذنب عشرين سنة أو ثلاثين سنة أو أربعين سنة أو مائة سنة ثمّ يتوب ويندم طرفة عين فأغفر ذلک کلّه. فقال النبي صلي الله عليه و آله: اللّهمّ إذا أعطيتني ذلک کلّه فزدني، قال: سَل، قال: «رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ» قال تبارک اسمه: قد فعلت ذلک باُمّتک، وقد رفعت عنهم عظم بلايا الاُمم، وذلک حکمي في جميع الاُمم أن لا اُکلّف خلقاً فوق طاقتهم، قال النبي صلي الله عليه و آله: «وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا» قال اللَّه عزّ وجلّ: قد فعلت ذلک بتائبي اُمّتک، ثمّ قال: «فَانْصُرْنَا عَلَي الْقَوْمِ الْکَافِرِينَ» قال اللَّه جلّ اسمه: إنّ اُمّتک في الأرض کالشامة البيضاء في الثور الأسود، هم القادرون وهم القاهرون، يَستخدمون ولا يُستخدمون، لکرامتک عليّ، وحقٌّ عليَّ أن اُظهر دينک علي الأديان حتّي لا يبقي في شرق الأرض وغربها دينٌ إلّا دينک أو يؤدّون إلي أهل دينک الجزية.[77]. [صفحه 37] «وأقيموا الحجّ والعمرة للبيت» 41/727- أخرج عبد بن حميد، وابنجرير، عن علي رضي الله عنه أنه قرأ «وأقيموا الحجّ والعمرة للبيت»، قال: هي واجبة مثل الحجّ.[78]. [صفحه 38]
«وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا»[1].
صفحه 20، 21، 22، 23، 24، 25، 26، 27، 28، 29، 30، 31، 32، 33، 34، 35، 36، 37، 38.