جوابه لملك الروم عن تفسير فاتحة الكتاب















جوابه لملک الروم عن تفسير فاتحة الکتاب‏



1/686- فيما کتب أميرالمؤمنين عليه‏السلام إلي ملک الروم حين سأله عن تفسير فاتحة الکتاب، کتب إليه عليه‏السلام:

[صفحه 18]

أمّا بعد، فإنّي أحمد اللَّه الذي لا إله إلّا هو، عالم الخفيّات ومنزل البرکات، من يهد اللَّه فلا مضلّ له، ومن يضلل اللَّه فلا هادي له، ورد کتابک وأقرأنيه عمرو بن الخطاب، فأمّا سؤالک عن اسم اللَّه تعالي فإنّه إسم فيه شفاء من کلّ داء وعون علي کلّ دواء، وأمّا «الرَّحْمن» فهو عوذة لکلّ من آمن به، وهو إسم لم يسمّ به غير الرحمن تبارک وتعالي، وأمّا«الرَّحِيم» فرحم‏من عصي وتاب وآمن وعمل صالحاً.

وأمّا قوله «الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» فذلک ثناء منّا علي ربّنا تبارک وتعالي بما أنعم علينا، وأمّا قوله: «مَالِکِ يَوْمِ الدِّينِ» فإنّه يملک نواصي الخلق يوم القيامة، وکلّ من کان في الدنيا شاکاً أو جبّاراً أدخله النار، ولا يمتنع من عذاب اللَّه عزّ وجلّ شاک ولا جبّار، وکلّ من کان في الدنيا طائعاً مديماً محافظاً إيّاه أدخله الجنّة برحمته.

وأمّا قوله: «إِيَّاکَ نَعْبُدُ» فإنّا نعبد اللَّه ولا نشرک به شيئاً، وأمّا قوله: «إيَّاکَ نَسْتَعِينَ» فإنّا نستعين باللَّه عزّ وجلّ علي الشيطان الرجيم لا يضلّنا کما أضلّکم، وأمّا قوله: «اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ» فذلک الطريق الواضح، من عمل في الدنيا عملاً صالحاً فإنّه يسلک علي الصراط إلي الجنّة، وأمّا قوله: «صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» فتلک النعمة التي أنعمها اللَّه عزّ وجلّ علي من کان من قبلنا من النبيين والصدّيقين، فنسأل اللَّه ربّنا أن ينعم علينا کما أنعم عليهم.

وأمّا قوله: «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» فاُولئک اليهود بدّلوا نعمة اللَّه کفراً، فغضب عليهم، فجعل منهم القردة والخنازير، فنسأل اللَّه تعالي أن لا يغضب علينا کما غضب عليهم، وأمّا قوله: «وَلاَ الضَّالِّين» فأنت وأمثالک يا عابد الصليب الخبيث، ضللتم من بعد عيسي بن مريم، فنسأل اللَّه ربّنا أن لا يضلّنا کما ضللتم.[1].

[صفحه 19]


صفحه 18، 19.








  1. البحار 259:92؛ ارشاد القلوب:410.