سوره أحزاب















سوره أحزاب



«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ»[1].

1/1080- محمّد بن العباس، قال: حدّثنا عبدالعزيز بن يحيي، عن محمّد بن زکريّا، عن أحمد بن محمّد بن يزيد، عن سهل بن عامر البجلّي، عن عمرو بن أبي‏المقدام، عن أبي‏إسحاق، عن جابر، عن أبي‏جعفر وأبي‏عبداللَّه عليهماالسلام، عن محمّد بن الحنفية رضي الله عنه قال: قال علي عليه‏السلام: کنت عاهدت للَّه ورسوله أنا وعمّي حمزة وأخي جعفر وابن‏عمّي عبيدة بن الحارث علي أمر وفينا به للَّه ولرسوله، فتقدّمني أصحابي وخلفت بعدهم لما أراد اللَّه عزّ وجلّ، فأنزل اللَّه سبحانه فينا: «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً» أنا المنتظر وما بدّلت تبديلاً.[2].

[صفحه 199]

2/1081- سئل علي عليه‏السلام وهو علي المنبر بالکوفة عن قوله تعالي: «رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً» فقال: اللّهمّ غفراً هذه الآية نزلت فيّ وفي عمّي حمزة وفي ابن‏عمّي عبيدة بن الحرث بن عبدالمطّلب، فأما عبيدة فقضي نحبه شهيداً يوم بدر، وحمزة قضي نحبه شهيداً يوم اُحد، وأمّا أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذه، وأشار بيده إلي لحيته ورأسه، عهد عهده إليّ حبيبي أبوالقاسم صلي الله عليه و آله.[3].

«إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ»[4].

3/1082- محمّد بن العباس، عن عبدالعزيز بن يحيي، عن محمّد بن زکريّا، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهماالسلام قال: قال عليّ ابن أبي‏طالب عليه‏السلام:

إنّ اللَّه عزّ وجلّ فضّلنا أهل البيت، وکيف لا يکون کذلک واللَّه عزّ وجلّ يقول في کتابه: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً» فقد طهّرنا اللَّه من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فنحن علي منهاج الحق.[5].

4/1083- عليّ بن الحسن بن محمّد، عن التلعکبري، عن عيسي بن موسي الهاشمي بسرّ من رأي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي، عن أبيه عليّ عليه‏السلام قال:

دخلت علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في بيت اُمّ سلمة وقد نزلت عليه هذه الآية «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً» فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله:

[صفحه 200]

يا علي هذه الآية نزلت فيک وفي سبطيّ والأئمة من ولدک، قلت: يا رسول اللَّه وکم الأئمة بعدک؟ قال: أنت يا علي ثمّ إبناک الحسن والحسين، وبعد الحسين علي إبنه، وبعد علي محمّد إبنه، وبعد محمّد جعفر إبنه، وبعد جعفر موسي إبنه، وبعد موسي علي إبنه، وبعد علي محمّد إبنه، وبعد محمّد علي إبنه، وبعد علي‏الحسن إبنه، وبعد الحسن إبنه الحجّة من ولد الحسن، هکذا وجدت أسماءهم مکتوبة علي ساق العرش، فسألت اللَّه عزّ وجلّ عن ذلک، فقال: يا محمّد هم الأئمة بعدک مطهّرون معصومون، وأعداؤهم ملعونون.[6].

«إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِکَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً»[7].

5/1084- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام حديث طويل، وفيه: فأمّا ما علمه الجاهل والعالم من فضل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من کتاب اللَّه فهو قول اللَّه سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِکَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً» ولهذه الآية ظاهر وباطن، فالظاهر قوله: «صَلُّوا عَلَيْهِ» والباطن قوله: «وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً» أي سلّموا لمن وصّاه واستخلفه عليکم فضله (وفضله عليکم) وما عهده به إليه تسليماً، وهذا ممّا أخبرتک أنّه لا يعلم تأويله إلّا مَن لطف حسّه وصفا ذهنه وصحّ تميّزه.[8].

6/1085- قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول في صحّته وسلامته: إنّما اُنزلت هذه الآية في الصلاة عليّ بعد قبض اللَّه لي «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِکَتَهُ يُصَلُّونَ» الآية.[9].

[صفحه 201]

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَکُونُوا کَالَّذِينَ آذَوْا مُوسي فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا»[10].

7/1086- الحاکم النيسابوري، حدّثنا عليّ بن حَمشاذ، ثنا محمّد بن شاذان الجوهري، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عبّاد بن العوّام، عن سفيان بن حسين، عن الحکم، عن سعيد بن جبير، عن ابن‏عباس، عن علي رضي الله عنه في قوله عزّ وجلّ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَکُونُوا کَالَّذِينَ آذَوْا مُوسي فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا» قال: صعد موسي وهارون الجبل فمات هارون، فقالت بنو إسرائيل لموسي: أنت قتلته، کان أشدّ حبّاً لنا منک وألين لنا منک، فآذوه في ذلک، فأمر اللَّه الملائکة فحملته فمرّوا به علي مجالس بني إسرائيل حتّي علموا بموته فدفنوه، ولم يعرف قبره إلّا الرخم، وإنّ اللَّه جعله أصمّ وأبکم.[11].

«إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ»[12].

8/1087- ابن‏شهر آشوب، عن مقاتل، عن محمّد بن الحنفية، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في قوله تعالي: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ» الآية، قال عليه‏السلام:

عرض اللَّه أمانتي علي السماوات السبع بالثواب والعقاب، فقلن ربّنا لا تحمّلنا بالثواب والعقاب لکنّنا نحملها بلا ثواب ولا عقاب، وإنّ اللَّه عرض أمانتي وولايتي علي الطيور، فأوّل من آمن بها البزاة البيض والقنابر (القبابر)، وأوّل من جحدها البوم والعنقاء، فلعنهما اللَّه تعالي من بين الطيور، فأمّا البوم فلا تقدر أن تظهر بالنهار لبغض الطير لها، وأمّا العنقاء فغابت في البحار لا تُري، وإنّ اللَّه عرض أمانتي علي الأرضين فکلّ بقعة آمنت بولايتي جعلها طيّبة زکيّة، وجعل نباتها وثمرها حلواً

[صفحه 202]

عذباً، وجعل ماءها زلالاً، وکلّ بقعة جحدت أمانتي وأنکرت ولايتي جعلها سبخاً، وجعل نباتها مرّاً علقماً، وجعل ثمرها العوسج والحنظل، وجعل ماءها ملحاً اُجاجاً، ثمّ قال: «وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ» يعني اُمّتک يا محمّد، ولاية أميرالمؤمنين وإمامته بما فيها من الثواب والعقاب، «إِنَّهُ کَانَ ظَلُوماً» لنفسه جهولاً لأمر ربّه، من لم يؤدّها بحقها فهو ظلوم غشوم.[13].

9/1088- الطبرسي، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الزنادقة، وقد قال:

وأجده يقول: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ کَانَ ظَلُوماً جَهُولاً» فما هذه الأمانة، ومن هذا الإنسان؟ وليس من صفة العزيز الحکيم التلبيس علي عباده؟ وأمّا الأمانة التي ذکرتها فهي الأمانة التي لا تجب ولا تجوز أن تکون إلّا في الأنبياء وأوصيائهم؛ لأنّ اللَّه تبارک وتعالي إئتمنهم علي خلقه وجعلهم حججاً في أرضه، فبالسامريّ ومن اجتمع معه وأعانه من الکفّار علي عبادة العجل عند غيبة موسي عليه‏السلام ما تمّ انتحال مجلس موسي من الطعام، والاحتمال لتلک الأمانة التي لا ينبغي إلّا لطاهر من الرجس فاحتمل وزرها ووزر من سلک سبيله من الظالمين وأعوانهم، ولذلک قال النبي صلي الله عليه و آله: من استنّ سنة حق کان له أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة، ومن استنّ سنة باطل کان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة.[14].

[صفحه 203]


صفحه 199، 200، 201، 202، 203.








  1. الأحزاب:23.
  2. تأويل الآيات الظاهرة:442؛ تفسير البرهان 301:3؛ البحار 410:35.
  3. الصواعق المحرقة لابن حجر:207.
  4. الأحزاب:33.
  5. تأويل الآيات الظاهرة:450؛ البحار 213:25.
  6. البحار 336:36؛ اثبات الهداة 538:2.
  7. الأحزاب:56.
  8. تفسير نور الثقلين 305:4؛ الاحتجاج 596:1 ح137.
  9. تفسير الصافي 202:4؛ الکافي 451:1.
  10. الأحزاب:69.
  11. مستدرک الحاکم 579:2؛ تفسير الصافي 205:4؛ کنز العمال 481:2؛ ح4554.
  12. الأحزاب:72.
  13. مناقب ابن‏شهر آشوب 314:2 باب انقياد الحيوانات له عليه‏السلام؛ تفسير البرهان 342:3؛ البحار 281:23.
  14. تفسير نور الثقلين 313:4؛ الاحتجاج، في احتجاجه علي الزنديق:574 ح137.