سوره لقمان















سوره لقمان



«أَنِ اشْکُرْ لِي وَلِوَالِدَيْکَ إِلَيَّ الْمَصِير»[1].

1/1077- الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن بسطام بن مرّة، عن إسحاق ابن‏حسّان، عن الهيثم بن واقد، عن عليّ بن الحسين العبدي، عن سعد الاسکاف، عن الأصبغ بن نباتة، أنّه سأل أمير المؤمنين عن قوله تعالي: «أَنِ اشْکُرْ لِي وَلِوَالِدَيْکَ إِلَيَّ الْمَصِير» فقال عليه‏السلام: الوالدان اللّذان أوجب اللَّه لهما الشکر هما اللّذان ولدا العلم، وورّثا الحکم، وأمر الناس بطاعتهما.[2].

«وَأَسْبَغَ عَلَيْکُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً»[3].

2/1078- قال أبوجعفر عليه‏السلام: حدّثني عبداللَّه بن العباس، وجابر بن عبداللَّه

[صفحه 196]

الأنصاري، وکان بدريّاً اُحديّاً شجريّاً ممّن محض من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في مودّة أميرالمؤمنين عليه‏السلام قالوا: بينا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في مسجد في رهط من أصحابه فيهم أبوبکر، وأبوعبيدة، وعمر، وعثمان، وعبدالرحمن، ورجلان من قرّاء الصحابة من المهاجرين عبداللَّه بن اُمّ عبد، ومن الأنصار، اُبيّ بن کعب وکانا بدريّين، فقرأ عبداللَّه من السورة التي يذکر فيها لقمان حتّي أتي علي هذه الآية «وَأَسْبَغَ عَلَيْکُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً» الآية، وقرأ اُبيّ من السورة التي يذکر فيها إبراهيم عليه‏السلام: «وَذَکِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذلِکَ لَآيَاتٍ لِکُلِّ صَبَّارٍ شَکُورٍ»[4] قالوا: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: أيّام اللَّه نعماؤه وبلاؤه ومثُلاته سبحانه، ثمّ أقبل صلي الله عليه و آله علي من شهد من أصحابه، فقال: إنّي لأتخوّلکم بالموعظة تخوّلاً مخافة السأمة عليکم، وقد أوحي إليّ ربّي جلّ وتعالي أن اُذکّرکم بالنعمة وأنذرکم بما أقتصّ عليکم من کتابه وتلا: «وَأَسْبَغَ عَلَيْکُمْ نِعَمَهُ» الآية، ثمّ قال لهم: قولوا الآن قولکم ما أوّل نعمة رغّبکم اللَّه فيها وبلاکم بها؟ فخاض القوم جميعاً، فذکروا نعم اللَّه التي أنعم عليهم وأحسن إليهم بها من المعاش والرياش والذرّية والأزواج إلي سائر ما بلاهم اللَّه عزّ وجلّ به من أنعمه الظاهرة.

فلمّا أمسک القوم أقبل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي عليّ عليه‏السلام فقال: يا أباالحسن قل فقد قال أصحابک، فقال: وکيف لي بالقول فداک أبي‏واُمّي، وإنّما هدانا اللَّه بک؟ قال: ومع ذلک فهات، قل ما أوّل نعمة بلاک اللَّه عزّ وجلّ وأنعم عليک بها؟ قال: أن خلقني جلّ ثناؤه ولم أکُ شيئاً مذکوراً، قال: صدقت، فما الثانية؟ قال: أن أحسن بي إذ خلقني فجعلني حيّاً لا ميتاً، قال: صدقت، فما الثالثة؟ قال: أن أنشأني فله الحمد في أحسن صورة وأعدل ترکيب، قال: صدقت، فما الرابعة؟ قال: أن جعلني متفکّراً

[صفحه 197]

واعياً لا بلهة ساهياً، قال: صدقت، فما الخامسة؟ قال: أن جعل لي شواعر أدرک ما ابتغيت بها وجعل لي سراجاً منيراً، قال: صدقت، فما السادسة؟ قال: أن هداني (لدينه) ولم يضلّني عن سبيله، قال: صدقت فما السابعة؟ قال: أن جعل لي مردّاً في حياة لا انقطاع لها، قال: صدقت، فما الثامنة؟ قال: أن جعلني ملکاً مالکاً لا مملوکاً، قال: صدقت، فما التاسعة؟ قال: أن سخّر لي سماءه وأرضه وما فيهما من خلقه، قال: صدقت، فما العاشرة؟ قال: أن جعلنا سبحانه ذُکراناً (قوّاماً علي حلائلنا) لا اُناثاً، قال: صدقت، فما بعد هذا؟ قال: کثرت نعم اللَّه يا نبيّ اللَّه فطابت وتلا «وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا»،[5] فتبسّم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وقال: لتهنک الحکمة، ليهنک العلم يا أباالحسن، فأنت وارث علمي والمبيّن لاُمّتي ما اختلفت فيه من بعدي، من أحبّک لدينک وأخذ بسبيلک فهو ممّن هدي إلي صراطٍ مستقيم، ومن رغب عن هداک وأبغضک (وتخلّاک) لقي اللَّه يوم القيامة لا خلاق له.[6].

«إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ»[7].

3/1079- أخرج ابن‏مردويه، عن عليّ بن أبي‏طالب رضي الله عنه قال: لم يعم علي نبيّکم‏صلي الله عليه وسلم إلّا الخمس من سرائر الغيب، هذه الآية في آخر لقمان إلي آخر السورة.[8].

[صفحه 198]


صفحه 196، 197، 198.








  1. لقمان:14.
  2. البحار 270:23؛ الکافي 428:1؛ تفسير البرهان 244:3.
  3. لقمان:20.
  4. إبراهيم:5.
  5. النحل:18.
  6. أمالي الطوسي، مجلس 491:17 ح1077؛ البحار 20:70.
  7. لقمان:34.
  8. تفسير السيوطي 169:5.