سوره عنكبوت















سوره عنکبوت



«ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَکُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ»[1].

1/1067- محمّد بن العباس، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن حصين بن مخارق، عن عبيد اللَّه (عبداللَّه) بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن علي، عن أبيه عليه‏السلام قال:

لمّا نزلت «ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَکُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ» قال: قلت: يا رسول اللَّه ما هذه الفتنة؟ قال: يا علي إنک مبتلي بک، وإنک مخاصم فأعدّ للخصومة.[2].

2/1068- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في حديثٍ قال:

لمّا أنزل اللَّه قوله: «ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَکُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا

[صفحه 190]

يُفْتَنُونَ» علمت أنّ الفتنة لا تنزل ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله بين أظهرنا، فقلت: يا رسول اللَّه وما هذه الفتنة التي أخبرک اللَّه بها؟ فقال: يا علي إنّ اُمّتي سيفتنون من بعدي، إلي أن قال: أبشر فإنّ الشهادة من ورائک، ثمّ قال: يا علي وإنّ القوم سيفتنون بأموالهم ويمنّون بدينهم علي ربّهم.[3].

3/1069- ابن‏ميثم، في بحث وصف الايمان والمراد به، قال: وقام إليه رجل فقال: أخبرنا عن الفتنة وهل سألت عنها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟ فقال عليه‏السلام:

لمّا أنزل اللَّه سبحانه «ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَکُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ» علمت أنّ الفتنة لا تنزل بنا ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله بين أظهرنا، فقلت: يا رسول اللَّه ما هذه الفتنة التي أخبرک اللَّه تعالي بها؟ فقال: يا علي إنّ اُمّتي سيفتنون من بعدي، فقلت: يا رسول اللَّه أوليس قد قلتَ لي يوم اُحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين، وحيزت عني الشهادة، فشقّ ذلک عليّ، فقلت لي: أبشر فإنّ الشهادة من ورائک، فقال لي: إنّ ذلک لکذلک فکيف صبرک إذن؟ فقلت: يا رسول اللَّه ليس هذا من مواطن الصبر ولکن من مواطن البشري والشکر، وقال: يا علي إنّ القوم سيفتنون بأموالهم ويمنّون بدينهم علي ربّهم، ويتمنّون رحمته ويأمنون سطوته ويستحلّون حرامه بالشبهات الکاذبة والأهواء الساهية، فيستحلّون الخمر بالنبيذ، والسحت بالهديّة، والربا بالبيع، فقلت: يا رسول اللَّه فبأيّ المنازل أنزلهم عند ذلک أبمنزلة رِدّة أم بمنزلة فتنة؟ فقال صلي الله عليه و آله: بمنزلة فتنة.[4].

4/1070- ابن‏ميثم، قد روي کثير من المحدّثين عنه عليه‏السلام، عن النبي صلي الله عليه و آله أنه قال: إنّ اللَّه قد کتب عليک جهاد المفتونين کما کنت علي جهاد المشرکين، قال: فقلت: يا رسول اللَّه وما هذه الفتنة التي کتب اللَّه عليّ فيها الجهاد؟ قال: فتنة قوم يشهدون

[صفحه 191]

أن لا إله إلّا اللَّه وأني رسول اللَّه وهم مخالفون للسنّة، فقلت: يا رسول اللَّه فعلامَ اُقاتلهم وهم يشهدون کما أشهد؟ قال: علي الإحداث في الدين ومخالفة الأمر، فقلت: يا رسول اللَّه إنک کنت وعدتني بالشهادة فأسأل اللَّه أن يجعلها لي بين يديک، قال: فمن يقاتل الناکثين والقاسطين والمارقين، أما أنّي وعدتک بالشهادة وتُستشهد (و) تضرب علي هذا فتخضب هذه فکيف صبرک إذن؟ فقلت: يا رسول اللَّه ليس هذا بموطن صبرٍ هذا موطن شکر، قال: أجل أصبتَ فأعدّ للخصومة فإنک مخاصم، فقلت: يا رسول اللَّه لو بيّنت لي قليلاً، فقال: إنّ اُمّتي ستفتن من بعدي فتتأوّل القرآن وتعمل بالرأي وتستحلّ الخمر بالنبيذ، والسُحت بالهدية، والربا بالبيع، وتحرّف الکتاب عن مواضعه، وتغلب کلمة الضلال، فکن جليس بيتک حتّي تقلّدها فإذا قلّدتها جاشت عليک الصدور وقلّبت لک الاُمور، (فقال:) فقاتل حينئذٍ علي تأويل القرآن کما قاتلت علي تنزيله، فليست حالهم الثانية دون حالهم الاُولي، فقلت: يا رسول اللَّه فبأيّ المنازل هؤلاء المفتونين أبمنزلة فتنة أم بمنزلة ردّة؟ فقال: بمنزلة فتنة يعمهون فيها إلي أن يدرکهم العدل، فقلت: يا رسول اللَّه أيدرکهم العدل منّا أم من غيرنا؟ قال: بل منّا، فبنا فُتِح وبنا يُختم، وبنا ألّف اللَّه بين القلوب بعد الشرک، فقلت: الحمد للَّه علي ما وهب لنا من فضله.[5].

5/1071- عليّ بن إبراهيم، قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن الفضل، عن أبي‏الحسن عليه‏السلام قال: جاء العباس إلي أميرالمؤمنين عليه‏السلام فقال: انطلق بنا نبايع لک الناس، فقال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: أتراهم فاعلين؟ قال: نعم، قال: فأين قوله: «ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَکُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ولَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْکَاذِبِينَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا

[صفحه 192]

سَاءَ مَا يَحْکُمُونَ مَنْ کَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ» قال: من أحبّ لقاء اللَّه جاءه الأجل، «وَمَنْ جَاهَدَ» أمال نفسه عن اللذّات والشهوات والمعاصي «فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ»[6] [7].

«مَنْ کَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ»[8].

6/1072- عن علي عليه‏السلام، وقد سأله رجل عمّا اشتبه عليه من الآيات: وقوله: «مَنْ کَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ» يعني بقوله: من کان يؤمن بأنّه مبعوث فإنّ وعد اللَّه لآتٍ من الثواب والعقاب، فاللقاء هاهنا ليس بالرؤية، واللقاء هو البعث، فافهم جميع ما في کتاب اللَّه من لقائه، فإنّه يعني بذلک البعث.[9].

«يَکْفُرُ بَعْضُکُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُکُمْ بَعْضاً»[10].

7/1073- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذکر قوله تعالي: «يَکْفُرُ بَعْضُکُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُکُمْ بَعْضاً» والکفر في هذه الآية البراءة، يقول: فيبرأ بعضکم من بعض، ونظيرها في سورة إبراهيم قول الشيطان: «إِنِّي کَفَرْتُ بِمَا أَشْرَکْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ»[11] وقول إبراهيم خليل الرحمن: «کَفَرْنَا بِکُمْ»[12] يعني تبرّأنا منکم.[13].

[صفحه 193]

«وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ»[14].

8/1074- عن الباقر عليه‏السلام، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: ألا وإنّي مخصوص في القرآن بأسماءٍ احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينکم، أنا المحسن بقول اللَّه عزّوجلّ: «إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ».[15].

9/1075 - محمّد بن العباس، عن عبدالعزيز بن يحيي، عن عمرو بن محمّد بن زکي (زکريا)، عن محمّد بن الفضل، عن محمّد بن شعيب، عن قيس بن الربيع، عن منذر الثوري، عن محمّد بن الحنفية، عن أبيه علي عليه‏السلام قال: يقول اللَّه عزّ وجلّ: «وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» فأنا ذلک المحسن.[16].

[صفحه 194]


صفحه 190، 191، 192، 193، 194.








  1. العنکبوت 1 تا 2.
  2. تأويل الآيات الظاهرة: 419؛ البحار 228:24؛ مناقب ابن‏شهر آشوب، باب ما يتعلّق بمناقبه عليه‏السلام 203:3؛ تفسير البرهان 244:3؛ غاية المرام:404.
  3. اثبات الهداة 8:2.
  4. شرح النهج لابن ميثم 363:3؛ تفسير الصافي 110:4؛ البحار 241:32؛ نهج‏البلاغة:خ156.
  5. شرح النهج لابن ميثم في بحث صفة أهل القبور في القيامة 365:3.
  6. العنکبوت:1 تا 6.
  7. تفسير القمي 148:2؛ غاية المرام:404.
  8. العنکبوت:5.
  9. التوحيد، باب الردّ علي الثنوية:267؛ تفسير نور الثقلين 153:4.
  10. العنکبوت:25.
  11. إبراهيم:22.
  12. الممتحنة:4.
  13. التوحيد، باب الردّ علي الثنوية:260؛ تفسير نور الثقلين 301:5.
  14. العنکبوت:69.
  15. تفسير الصافي 123:4؛ معاني الأخبار، باب معاني أسماء محمّد صلي الله عليه و سلم وعلي عليه‏السلام:59.
  16. تأويل الآيات الظاهرة:424؛ البحار 190:24؛ تفسير البرهان 257:3.