سوره نمل
1/1046- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنّه أخبر يوماً ببعض الاُمور التي لم تأت بعد، فقيل له: اُعطيتَ يا أميرالمؤمنين علم الغيب، فضحک عليهالسلام وقال: ليس هو بعلم غيب إنّما هو تعلّم من ذي علم، وإنّما علم الغيب علم الساعة وما عدّده اللَّه سبحانه بقوله: «إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ»[2] الآية، فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذکرٍ أو اُنثي، وقبيح أو جميل، وسخيّ أو بخيل، وشقيّ أو سعيد، ومن يکون للنار حطباً أو في الجنان للنبيين مرافقاً، فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه إلّا اللَّه، وما سوي ذلک فعلم علّمه اللَّه نبيّه فعلّمنيه ودعا لي أن يعيه صدري وتُضمّ عليه جوارحي.[3]. [صفحه 180] «وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُکَلِّمُهُمْ»[4]. 2/1047- عليّ بن إبراهيم، قال: حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم، عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي، عن خالد بن مخلّد، عن عبدالکريم بن يعقوب الجعفي، عن جابر ابنيزيد، عن أبيعبداللَّه الجدلي، قال: دخلت علي عليّ بن أبيطالب عليهالسلام فقال: ألا اُحدّثک ثلاثاً قبل أن يدخل عليّ وعليک داخل؟ قلت: بلي، قال: أنا عبداللَّه وأنا دابة الأرض صدقها وعدلها وأخو نبيّها، ألا اُخبرک بأنف المهدي وعينه؟ قال: قلت: بلي، فضرب بيده علي صدره وقال: أنا.[5]. 39/1048- وعنه، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن الفقيه، عن أحمد بن عبيد ابنناصح، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: دخلت علي أميرالمؤمنين عليهالسلام وهو يأکل خبزاً وخلاًّ وزيتاً، فقلت: يا أميرالمؤمنين قال اللَّه عزّ وجلّ: «وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُکَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ کَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ» فما هذه الدابة؟ قال: هي دابّة تأکل خبزاً وخلاًّ وزيتاً.[6]. 4/1049- عن الباقر عليهالسلام قال: قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: ولقد اُعطيت الستّ: علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب، وإنّي لصاحب الکرّات ودولة الدول، وإنّي لصاحب العصا والميسم، والدابّة التي تکلّم الناس.[7]. 5/1050- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام في حديثٍ بعد أن ذکر الدّجال ومن يقتله، قال: ألا إنّ بعد ذلک الطامّة الکبري، قيل: وما ذلک يا أميرالمؤمنين؟ قال: خروج دابّة [صفحه 181] الأرض من عند الصفا، ومعها خاتم سليمان عليهالسلام، وعصي موسي عليهالسلام، تضع الخاتم علي وجه کلّ مؤمن، فينطبع فيه: هذا مؤمن حقاً، وتضعه علي وجه کلّ کافر، فيکتب: هذا کافر حقاً، حتّي أنّ المؤمن لينادي الويل لک حقاً يا کافر، وإنّ الکافر ينادي طوبي لک يا مؤمن وددت أنّي کنت مثلک فأفوز فوزاً عظيماً، ترفع الدابة رأسها من بين الخافقين بإذن اللَّه جلّ جلاله، وذلک بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلک ترفع التوبة فلا تقبل التوبة (ولا عمل يرفع)، ولا ينفع نفساً إيمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في إيمانها خيراً. ثمّ قال عليهالسلام: لا تسألوني عمّا يکون بعد هذا، فإنّه عهد إليّ حبيبي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أن لا اُخبر به غير عترتي.[8]. 6/1051 - عن الأصبغ بن نباتة: إنّ عبداللَّه الکوّاء اليشکري، قام إلي أمير المؤمنين عليهالسلام فقال: يا أميرالمؤمنين إنّ اُناساً من أصحابک يزعمون أنّهم يردّون بعد الموت؟ فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: نعم تکلّم بما سمعت ولا تزد في الکلام ممّا قلت لهم، قال: قلت: لا اُؤمن بشيءٍ ممّا قلتم، فقال له أميرالمؤمنين عليهالسلام: ويلک إنّ اللَّه عزّ وجلّ ابتلي قوماً بما کان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سمّيت لهم، ثمّ ردّهم إلي الدنيا ليستوفوا أرزاقهم، ثمّ أماتهم بعد ذلک، قال: فکبُر علي ابنالکوّاء ولم يهتد له، فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: ويلک تعلم أنّ اللَّه عزّ وجلّ قال في کتابه: «وَاخْتَارَ مُوسي قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا»[9] فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملأ من بني إسرائيل أنّ ربّي قد کلّمني، فلو أنّهم سلّموا ذلک وصدّقوا به لکان خيراً لهم ولکنّهم قالوا لموسي: لن نؤمن لک حتّي نري اللَّه جهرةً، قال اللَّه تعالي: «فَأَخَذَتْکُمُ الصَّاعِقَةُ- يعني الموت- وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاکُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِکُمْ لَعَلَّکُمْ [صفحه 182] تَشْکُرُونَ»[10] أفتري يا ابنالکوّاء أنّ هؤلاء قد رجعوا إلي منازلهم بعدما ماتوا، فقال ابنالکوّا: وما ذاک ثمّ أماتهم مکانهم، فقال له أميرالمؤمنين عليهالسلام: ويلک أوليس قد أخبرک في کتابه حيث يقول عزّ وجلّ: «وَظَلَّلْنَا عَلَيْکُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْکُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوي»[11] فهذا بعد الموت إذ بعثهم وأيضاً مثلهم، يا ابنالکوّا الملأ من بني إسرائيل حيث يقول اللَّه عزّ وجلّ: «أَلَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ»[12] وقوله عزّ وجلّ في عزير حيث أخبر اللَّه فقال: «أَوْ کَالَّذِي مَرَّ عَلي قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِهَا فَقَالَ أَنّي يُحْيِ هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا»[13] فأماته اللَّه وأخذه بذلک الذنب مائة عام ثمّ بعثه وردّه إلي الدنيا، فقال: کم لبثت؟ فقال: لبثت يوماً أو بعض يوم، قال: بل لبثت مائة عام، فلا تشکنّ يا ابنالکوّا في قدرة اللَّه عزّ وجلّ.[14]. «وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ»[15]. 7/1052- فرات بن إبراهيم الکوفي، عن محمّد بن أحمد معنعناً، عن علي عليهالسلام في قوله: «وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ» قال: فقال علي عليهالسلام: يا أصبغ، ما سألني أحد عن هذه الآية، ولقد سألت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله کما سألتني فقال لي: قد سألت جبرئيل عليهالسلام عنها فقال: يا محمّد إذا کان يوم القيامة حشرک اللَّه [صفحه 183] أنت وأهل بيتک ومن يتولّاک وشيعتک حتّي يقفوا بين يدي اللَّه، فيستر اللَّه عوراتهم ويؤمنهم من الفزع الأکبر، بحبّهم لک ولأهل بيتک ولعليّ بن أبيطالب، يا علي شيعتک واللَّه آمنون فرحون يشفعون ويشفعون، ثمّ قرأ «فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ»[16] [17]. [صفحه 184]
«قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ»[1].
صفحه 180، 181، 182، 183، 184.