سوره شعراء















سوره شعراء



«طسم تِلْکَ آيَاتُ الْکِتَابِ الْمُبِينِ»[1].

1/1036- عن ابن‏الحنيفة، عن علي عليه‏السلام، عن النبي صلي الله عليه و آله: لما نزلت طسم، قال: الطاء طور سيناء، والسين الاسکندرية، والميم مکة، وقال: الطاء شجرة طوبي، والسين سدرة المنتهي، والميم محمّد المصطفي صلي الله عليه و آله.[2].

«وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ»[3].

2/1037- الطوسي، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي‏المفضّل، قال: حدّثنا أبوجعفر محمّد بن جرير الطبري سنة ثمان وثلاثمائة، قال: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل الأبرش، قال: حدّثني محمّد بن إسحاق، عن عبدالغفّار بن

[صفحه 173]

القاسم، قال: أبوالفضل، وحدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الياعدي (الباغندي) واللفظ له، قال: حدّثنا محمّدبن الصباح الجرجرائي، قال: حدّثني سلمة بن سالم الجعفي، عن سليمان الأعمش، وأبي‏مريم، جميعاً، عن المنهال بن عمرو، عن عبداللَّه ابن‏الحارث بن نوفل، عن عبداللَّه بن عباس، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال:

لمّا نزلت هذه الآية علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله «وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ» دعاني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: يا عليّ إنّ اللَّه تعالي أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، قال: فضقت بذلک ذرعاً، وعرفت أني متي أناديهم بهذا الأمر أري منهم ما أکره، فصَمِتُّ علي ذلک، وجاءني جبرئيل عليه‏السلام فقال: يا محمّد إنک إن لم تفعل ما اُمِرت به عذّبک ربک عزّ وجلّ، فاصنع لنا يا علي صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عساً من لبن، ثمّ اجمع بني عبدالمطلب حتّي اُکلّمهم واُبلّغهم ما اُمرت به، ففعلت ما أمرني به، ثمّ دعوتهم أجمع وهم يومئذٍ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون رجلاً، فيهم أعمامه أبوطالب وحمزة والعباس وأبولهب، فلمّا اجتمعوا له، دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به، فلمّا وضعته تناول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله جذمة من اللحم فشقّها بأسنانه، ثمّ ألقاها في نواحي الصحفة، ثمّ قال: خذوا بسم اللَّه، فأکل القوم حتّي صدروا ما لهم بشي‏ء من الطعام حاجة وما أري إلّا مواضع أيديهم، وأيم اللَّه الذي نفس عليٍّ بيده أن کان الرجل الواحد منهم ليأکل ما قدّمت لجميعهم، ثمّ جئتهم بذلک العس فشربوا حتّي رووا جميعاً، وأيم اللَّه أن کان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلمّا أراد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أن يکلّمهم بدره أبولهب إلي الکلام فقال: لشدّ ما سحرکم صاحبکم، فتفرّق القوم ولم يکلّمهم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال لي: من الغد يا عليّ إنّ هذا الرجل قد سبقني إلي ما سمعت من القول، فتفرّق القوم قبل أن اُکلّمهم، فعدّ لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثمّ اجمعهم لي، قال: ففعلت، ثمّ جمعتهم

[صفحه 174]

فدعاني بالطعام فقرّبته لهم ففعل کما فعل بالأمس، وأکلوا حتّي ما لهم به من حاجة، ثمّ قال: اسقهم فجئتهم بذلک العس فشربوا حتي رووا منه جميعاً، ثمّ تکلّم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: يا بني عبدالمطلب إنّي واللَّه ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتکم به، إنّي قد جئتکم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني اللَّه عزّ وجلّ أن أدعوکم إليه، فأيّکم يؤمن بي ويوازرني علي مري فيکون أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي (فيکم) من بعدي، قال: فأمسک القوم وأحجموا عنها جميعاً، قال: فقمت وإنّي لأحدثهم سناً (...)، فقلت: أنا يا نبيّ اللَّه أکون وزيرک علي ما بعثک اللَّه به، قال: فأخذ بيدي ثمّ قال: إنّ هذا أخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيکم، فاسمعوا له وأطيعوا، قال: فقام القوم يضحکون ويقولون لأبي طالب قد أمرک أن تسمع لابنک وتطيع.[4].

3/1038- البيهقي، وأخبرنا أبوعبداللَّه الحافظ، ثنا أبوالعباس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبدالجبّار، ثنا يونس بن بکير، عن محمّد بن إسحاق، قال: فحدّثني من سمع عبداللَّه بن الحارث بن نوفل، عن ابن‏عباس، عن عليّ بن أبي‏طالب رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله «وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ وَاخْفضْ جَنَاحَکَ لِمَنِ اتَّبَعَکَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»[5].

قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عرفت أني أن بادأت بها قومي رأيت منهم ما أکره، فصمِتُّ عليها، فجاءني جبرئيل عليه‏السلام فقال: يا محمّد إنّک إن لم تفعل ما أمرک به ربّک، عذّبک ربّک، ثمّ ذکر قصّة في جمعهم وإيذاءهم إيّاه.[6].

[صفحه 175]

4/1039- ابن‏سعد، أخبرنا عليّ بن محمّد، عن يزيد بن عياض، عن جعدُبة الليثي، عن نافع، عن سالم، عن علي رضي الله عنه قال:

أمر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله خديجة وهو بمکة، فاتّخذت له طعاماً، ثمّ قال لعليّ رضي الله عنه: اُدع لي بني عبدالمطلب، فدعا أربعين، فقال لعلي: هلمّ طعامک، قال علي: فأتيتهم بثريدة إن کان الرجل منهم ليأکل مثلها، فأکلوا منها جميعاً حتّي أمسکوا، ثمّ قال: إسقِهم فسقيتهم بإناء هو ريّ أحدهم فشربوا منه جميعاً حتّي صدروا، فقال أبولهب: لقد سحرکم محمّد، فتفرّقوا ولم يدعهم، فلبثوا أيّاماً ثمّ صنع لهم مثله، ثمّ أمرني فجمعتهم فطعموا، ثمّ قال لهم صلي الله عليه و آله: من يؤازرني علي ما أنا عليه، ويجيبني علي أن يکون أخي وله الجنّة؟ فقلت: أنا يا رسول اللَّه، وإنّي لأحدثهم سنّاً وأحمشهم ساقاً، وسکت القوم، ثمّ قالوا: يا أباطالب ألا تري ابنک؟ قال: دعوه فلن يألُوَ ابن‏عمّه خيراً.[7].

5/1040- عن عليّ عليه‏السلام قال: جمع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بني عبدالمطلب، فيهم رهط کلّهم يأکل الجذعة ويشرب الفرق، قال: فصنع لهم مدّاً من الطعام، فأکلوا حتّي شبعوا، قال: فبقي الطعام کما هو کأنّه لم يمسّ، ثمّ دعا بغمرٍ فشربوا حتّي رووا وبقي الشراب کأنّه لم يشرب منه، ولم يمسّ، فقال: يا بني عبدالمطلب إنّي بُعِثت إليکم خاصّة وإلي الناس عامّة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيّکم يبايعني علي أن يکون أخي وصاحبي، قال: فلم يقم إليه أحد، فلمّا کان في الثالثة ضرب بيده علي يدي.[8].

6/1041- عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام أنّه قال:

لمّا أنزل اللَّه عزّ وجلّ: «وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ» جمع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بني

[صفحه 176]

عبدالمطلب علي فَخِذِ شاة وقدح من لبن، وإنّ فيهم يومئذٍ عشرةً، ليس منهم رجلٌ إلّا يأکل الجَذَعَة ويشرب الفَرْق، وهم بِضْعٌ وأربعون رجلاً، فأکلوا حتّي صَدَروا وشربوا حتّي ارتووا، وفيهم يومئذٍ أبولهب، فقال لهم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: يا بني عبدالمطلب أطيعوني تکونوا ملوک الأرض وحکّامها، إنّ اللَّه لم يبعث نبيّاً إلّا جعل له وصيّاً ووزيراً ووارثاً وأخاً ووليّاً، فأيّکم يکون وصيّي ووارثي ووليّي وأخي ووزيري؟ فسکتوا، فجعل يعرض ذلک عليهم رجلاً رجلاً ليس منهم أحد يقبله حتّي لم يبق منهم أحد غيري، وأنا يومئذٍ من أحدثهم سنّاً، فعرض عليّ، فقلت: أنا يا رسول اللَّه، فقال: نعم أنت يا علي، فلمّا انصرفوا قال لهم أبولهب: لو لم تستدلّوا علي سحر صاحبکم إلّا بما رأيتم، أتاکم بفخذ شاة وقدح من لبن فشبعتم ورَويتم، وجعلوا يهزءون ويقولون لأبي طالب: قد قُدِّمَ ابنُک اليوم عليک.[9].

7/1042- روي أنّ ابن‏الکوّا، قال: لعليّ عليه‏السلام بما کنت وصيّ محمّد صلي الله عليه و آله من بين بني عبدالمطلب؟ قال: إذن ما الخير (الخبر) تريد؟ لما نزل علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله «وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ» جمعنا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ونحن أربعون رجلاً، فأمرني فأنضجتُ له رجل شاة وصاعاً من طعام، أمرني فطحنته وخبزته، وأمرني فأدنيته، قال: ثمّ قدّم عشرة من أجلّتهم، فأکلوا حتّي صدروا وبقي الطعام کما کان، وإنّ منهم لمن يأکل الجذعة ويشرب الفَرق، فأکلوا منها کلّهم أجمعون، فقال أبولهب: سحرکم صاحبکم، فتفرّقوا عنه، ثمّ دعاهم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ثانية، ثمّ قال: أيّکم يکون أخي ووصيي ووارثي؟ فعرض عليهم فکلّهم يأبي، حتّي انتهي إليّ وأنا أصغرهم سناً، فقلت: أنا فرمي إليّ بنعله (بنفله)، فلذلک کنت وصيّه من بينهم.[10].

8/1043- الطالقاني: عن الجلودي، عن المغيرة بن محمّد، عن إبراهيم بن محمّد الأزدي، عن قيس بن الربيع، وشريک بن عبداللَّه، عن الأعمش، عن المنهال بن

[صفحه 177]

عمرو، عن عبداللَّه بن الحارث بن نوفل، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال:

لما نزلت «وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ» أي رهطک المخلصين، دعا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بني عبدالمطلب، وهم إذ ذاک أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون رجلاً، فقال: أيّکم يکون أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيکم بعدي؟ وعرض عليهم ذلک رجلاً رجلاً کلّهم يأبي ذلک حتّي أتي عليّ، فقلت: أنا يا رسول اللَّه، فقال: يا بني عبدالمطلب هذا أخي ووارثي ووصيي ووزيري وخليفتي فيکم بعدي، فقام القوم يضحک بعضهم إلي بعض ويقولون لأبي طالب: قد أمرک أن تسمع وتطيع لهذا الغلام.[11].

9/1044- حدّثنا أبوعوانة، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي‏صادق، عن ربيعة بن ناجذ، أنّ رجلاً قال لعلي عليه‏السلام: يا أميرالمؤمنين لِمَ ورثت ابن‏عمک دون عمک؟ قالها ثلاث مرّات حتّي استراب الناس ونشروا آذانهم، ثمّ قال:

جمع رسول اللَّه أو دعا رسول اللَّه بني عبدالمطلب، کلّهم يأکل الجذعة ويشرب الفرق، قال: فصنع لهم مُدّاً من طعام فأکلوا حتّي شبعوا، قال: وبقي الطعام کما هو کأنّه لم يمسّ ولم يشرب، فقال: يا بني عبدالمطلب إنّي بعثت إليکم خاصّة وإلي الناس عامّة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيّکم يبايعني علي أن يکون أخي وصاحبي ووارثي، فلم يقم إليه أحد، قال: فقمت وکنت أصغر القوم سناً، فقال: اجلس، قال: ثمّ قال ثلاث مرّات، کلّ ذلک أقوم إليه فيقول لي: اجلس، حتّي کانت الثالثة ضرب يده علي يدي، فقال: فلذلک ورثت ابن‏عمّي دون عمّي.[12].

10/1045- عن علي [عليه‏السلام] قال:

قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: يا بني عبدالمطلب إنّي قد جئتکم بخير الدنيا والآخرة، وقد

[صفحه 178]

أمرني اللَّه أن أدعوکم إليه، فأيّکم يوازرني علي هذا الأمر علي أن يکون أخي ووصيّي وخليفتي فيکم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت: يا نبيّ اللَّه أکون وزيرک عليه، فأخذ برقبتي ثمّ قال: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيکم فاسمعوا له وأطيعوا.[13].

[صفحه 179]


صفحه 173، 174، 175، 176، 177، 178، 179.








  1. الشعراء:1 تا 2.
  2. تفسير نور الثقلين 45:4.
  3. الشعراء:214.
  4. أمالي الطوسي، مجلس 581:24؛ علل الشرائع:171؛ تفسير فرات:301 ح406؛ تفسير البرهان 190:3؛ البحار 181:18؛ السيرة الحلبية 457:1؛ تاريخ ابن‏عساکر، ترجمة الإمام علي 101:1.
  5. الشعراء:125 و 214.
  6. سنن البيهقي 7:9.
  7. طبقات ابن‏سعد 187:1؛ تفسير السيوطي 97:5.
  8. کشف الغمة في ذکر المؤاخاة 334:1؛ اثبات الهداة 439:3؛ مسند أحمد159:1؛ الرياض النضرة 124:3.
  9. دعائم الإسلام 15:1.
  10. الخرائج والجرائح 92:1، البحار 44: 18.
  11. البحار 178:18؛ علل الشرائع:170.
  12. تفسير الحبري:348.
  13. کنز العمال 125:5 ح12345.