سوره حج















سوره حج



«يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْ‏ءٌ عَظِيمٌ»[1].

1/1006- محمّد بن الحسن، حدّثنا أبوعبداللَّه محمّد بن محمّد بن النعمان قدس سره قال: أخبرني أبوالحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الکاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني، قال: أخبرني أبوإسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا عبداللَّه بن محمّد بن عثمان، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن أبي‏سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي‏إسحاق الهمداني، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام فيما کتب إلي محمّد بن أبي‏بکر، حين ولّاه مصر وأمره أن يقرأه علي أهلها، وفي الحديث:

يا عباد اللَّه إنّ بعد البعث ما هو أشدّ من القبر، يوم يشيب فيه الصغير، ويسکر فيه الکبير، ويسقط فيه الجنين، وتذهل کلّ مرضعة عمّا أرضعت، يوم عبوس قمطريرا، يوم کان شرّ مستطيرا، إنّ فزع ذلک اليوم ليرهب الملائکة الذين لا ذنب

[صفحه 158]

لهم، وترعد منه السبع الشداد، والجبال والأوتاد، والأرض المهاد، وتنشقّ السماء فهي يومئذٍ واهية، وتتغيّر فکأنّها وردة کالدّهان، وتکون الجبال کثيباً مهيلاً بعدما کانت صمّاً صلاباً، وينفخ في الصور فيفزع من في السماوات ومن في الأرض إلّا ما شاء اللَّه، فکيف من عصي بالسمع والبصر واللسان واليد والرجل والفرج والبطن، إن لم يغفر اللَّه له ويرحمه من ذلک اليوم، لأنّه يقضي ويصير إلي غيره، إلي نارٍ قعرها بعيد، وحرّها شديد، وشرابها صديد، وعذابها جديد، ومقامعها حديد، لا يفتر عذابها، ولا يموت ساکنها، دار ليس فيها رحمة، ولا تسمع لأهلها دعوة.

واعلموا يا عباد اللَّه، إنّ مع هذا رحمة اللَّه التي لا تعجز العباد، جنّة عرضها کعرض السماء والأرض اُعدّت للمتّقين، لا يکون معها شرّ أبداً، لذّاتها لا تمل، ومجتمعها لا يتفرّق، سکّانها قد جاوروا الرحمن، وقام بين أيديهم الغلمان بصحافٍ من الذهب فيها الفاکهة والريحان.[2].

«هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ»[3].

2/1007- الحاکم النيسابوري، حدّثنا أبوعبداللَّه الحافظ، أنبأ أبوعبدالرحمن أحمد بن شعيب الفقيه بمصر، ثنا سعيد بن يحيي الأموي، حدّثني أبي، حدّثني سفيان ابن‏سعيد الثوري، عن أبي‏هاشم الواسطي أظنّه عن أبي‏مَجلَز، عن قيس بن عبادة، عن عليّ بن أبي‏طالب رضي الله عنه أنّه قال: «هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ» قال: نزلت فينا وفي الذين بارزوا يوم بدر عتبة وشيبة والوليد.[4].

3/1008- الحاکم النيسابوري، أخبرنا أبوعبداللَّه محمّد بن يعقوب، ثنا حامد

[صفحه 159]

ابن أبي‏حامد المقري، ثنا إسحاق بن سليمان، ثنا جعفر الرازي، عن سليمان التيمي، عن لاحق بن حميد، عن قيس بن عباد، عن علي رضي الله عنه قال: نزلت «هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ» في الذين بارزوا يوم بدر: حمزة بن عبدالمطلب، وعلي، وعبيدة ابن‏الحارث، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، قال علي: وأنا أول من يجثو للخصومة علي رکبتيه بين يدي اللَّه يوم القيامة.[5].

«وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ»[6].

4/1009- عن ثابت بن عوسجة الحضرمي، قال: حدّثني سبعة وعشرون من أصحاب علي، وعبداللَّه منهم، لاحق بن الأقمر، والمعيزار بن جرول، وعطية القرظي، أنّ علياً [عليه‏السلام] قال: إنّما اُنزلت هذه الآية في أصحاب محمّد صلي الله عليه وسلم «وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ» ولولا دفاع اللَّه الناس بعضهم ببعض بأصحاب محمّد عن التابعين لهدّمت صوامع وبيع.[7].

«وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنّي أَلْقَي الشَّيْطَانُ»[8].

5/1010- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: فذکر عزّ ذکره لنبيّه ما يحدثه عدوّه في کتابه من بعده بقوله: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنّي أَلْقَي الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَآنُ ثُمَّ يُحْکِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ» يعني أنّه ما من نبيّ يتمنّي مفارقة ما يعانيه من نفاق قومه وعقوقهم والإنتقال عنهم إلي دار

[صفحه 160]

الإقامة، إلاّ ألقي الشيطان المعرض بعداوته عند فقده في الکتاب الذي اُنزل إليه ذمّه والقدح فيه والطعن عليه، فينسخ اللَّه ذلک من قلوب المؤمنين فلا تقبله ولا تصغي إليه غير قلوب المنافقين والجاهلين، ويحکم اللَّه آياته بأن يحمي أولياءه من الضلال والعدوان، ومتابعة أهل الکفر والطغيان الذين لم يرض اللَّه أن يجعلهم کالأنعام حتّي قال: «بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً»[9] الفرقان:44[10].

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْکَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّکُمْ»[11].

6/1011- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام في مناشدته لأهل الشوري:

أنشدتکم باللَّه أتعلمون أنّ اللَّه أنزل في سورة الحج «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْکَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّکُمْ» الآية، فقام سلمان فقال: يا رسول اللَّه من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد، وهم الشهداء علي الناس، الذين اجتباهم اللَّه ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملّة إبراهيم؟ قال النبي صلي الله عليه و آله: عني بذلک ثلاثة عشر رجلاً خاصّة دون هذه الاُمّة، قال سلمان: بيّنهم لنا يا رسول اللَّه، قال: أنا وأخي علي وأحد عشر من ولدي؟ قالوا: اللّهمّ نعم.[12].

[صفحه 161]


صفحه 158، 159، 160، 161.








  1. الحج:1.
  2. أمالي الطوسي، المجلس الأوّل:28 ح31؛ تفسير البرهان 76:3.
  3. الحج:19.
  4. مستدرک الحاکم 386:2؛ صحيح البخاري 4:3.
  5. مستدرک الحاکم 386:2؛ کنز العمال 472:2 ح4532.
  6. الحج:40.
  7. کنز العمال 472:2 ح4530.
  8. الحج:52.
  9. الاحتجاج 608:1 ح137؛ تفسير البرهان 102:3؛ تفسير نور الثقلين 515:3.
  10. الحج:77.
  11. مناقب ابن‏شهر آشوب 284:1 باب الآيات المنزلة فيهم؛ تفسير نور الثقلين 526:3.