سوره كهف















سوره کهف



«وَلَبِثُوا فِي کَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً»[1].

1/957- ذکر جماعة من المفسّرين، الزجّاج وغيره، أنّ جماعة من أحبار اليهود، أتت المدينة بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقالت: ما في القرآن يخالف ما في التوراة، إذ ليس في التوراة إلّا ثلاثمائة سنين، فأشکل الأمر علي الصحابة فبهتوا، فرفع إلي عليّ ابن أبي‏طالب عليه‏السلام فقال: لا مخالفة إذ المعبّر عند اليهود السنة الشمسيّة وعند العرب السنة القمريّة، والتوراة نزلت عن لسان اليهود والقرآن العظيم عن لسان العرب، والثلاثمائة من السنين الشمسيّة ثلاثمائة وتسع من السنين القمرية.[2].

بيان: التحقيق علي ما حقّق في علم الهيئة: أنّ السنة القمريّة الواسطية، ناقصة عن السنة الشمسية الحقيقية بعشرة أيام وإحدي وعشرين ساعة بالتقريب، إذ

[صفحه 134]

التفاوت بين السنتين علي التحقيق عشرة أيام وإحدي وعشرين ساعة وخُمس ساعة، علي قول من يقول بأنّ السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً وربع يوم وعشرة أيام وإحدي وعشرون ساعة وثلاثمائة أخماس خمس ساعة علي رأي بطليموس المقرّر أنّ السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً وخمس ساعات وخمس وخمسون دقيقة واثنتا عشرة ثانية، وعشرة أيام وإحدي وعشرين ساعة إلّا دقيقة وثلاث أخماس دقيقة من دقائق الساعات، علي ما ذهب إليه «التبّاني» من المتأخّرين، والذاهب إلي أنّ السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسون وستون يوماً وخمس ساعات وستّ وأربعون دقيقة وعشرون ثانية، وذلک مستبين لمن هو ذو دراية في الحساب، فإذن ما به التفاوت بين کلّ مائة سنة شمسية ومائة سنة قمرية ثلاث سنين قمرية علي التقريب، وإنّما المفاضلة بين ما بالتحقيق وما بالتقريب بعد جمع الکسور وضمّ الکبيسة بما هو بالقرب من عشرين يوماً، فمائة سنة شمسية ليست علي التحقيق إلّا مائة سنة وثلاث سنين قمرية وقريباً من عشرين يوماً، فإذن الثلاثمائة الشمسيات تزداد علي الثلاثمائة القمريّات تسعاً وقريباً من شهرين، والشهور ولا سيّما اليسيرة منها لا تراعي عندما تحسب السنون الکاملات.

«الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»[3].

2/958- أخرج ابن أبي‏حاتم، عن عليّ بن أبي‏طالب رضي الله عنه قال: المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما اللَّه لأقوام.[4].

[صفحه 135]

«وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ»[5].

3/959- أخرج ابن‏مردويه، عن علي رضي الله عنه، أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم قال: الباقيات الصالحات، من قال: لا إله إلّا اللَّه واللَّه أکبر، وسبحان اللَّه والحمد للَّه ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه.[6].

«وَکَانَ تَحْتَهُ کَنْزٌ لَهُمَا»[7].

4/960- (الجعفريات)، بالاسناد عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ ابن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قلت: يا رسول اللَّه أخبرني عن قول اللَّه عزّ وجلّ: «وَکَانَ تَحْتَهُ کَنْزٌ لَهُمَا» ما ذلک الکنز الذي أقام الخضر الجدار عليه؟ فقال: يا علي علم مدفون في لوح من ذهب مکتوب فيه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، اللَّه الذي لا إله إلّا (هو)، أنا اللَّه الواحد القهّار لا شريک لي، محمّد رسول اللَّه عبدي أختم به رسلي، عجباً لمن أيقن بالنار ثمّ هو يضحک، عجباً لمن أيقن بالموت ثمّ هو يفرح، وعجباً لمن رأي الدنيا وتقلّبها بأهلها ثمّ هو يطمئن إليها، وعجباً لمن أيقن بالقدر ثمّ هو يأسف، وعجباً لمن أيقن بالحساب غداً ثمّ هو لا يعمل.[8].

5/961- عن علي [عليه‏السلام]، عن النبي صلي الله عليه وسلم في قوله: «وَکَانَ تَحْتَهُ کَنْزٌ لَهُمَا» قال: لوح من ذهب مکتوب فيه: شهدت أن لا إله إلّا اللَّه، شهدت أنّ محمّداً رسول اللَّه، عجبت لمن يؤمن بالقدر کيف يحزن، عجبت لمن يؤمن بالموت کيف يفرح، عجبت لمن تفکّر في تقلّب الليل والنهار ويأمن فجعاتها، حالاً فحالاً.[9].

[صفحه 136]

6/962- عن علي [عليه‏السلام] في قوله تعالي: «وَکَانَ تَحْتَهُ کَنْزٌ لَهُمَا» قال: کان لوحاً من ذهب مکتوب فيه: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عجباً لمن يذکر أنّ الموت حقّ کيف يفرح، وعجباً لمن يذکر أنّ النار حقّ کيف يضحک، وعجباً لمن يذکر أنّ القدر حقّ کيف يحزن، وعجباً لمن يري الدنيا وتصرّفها بأهلها (حالاً بعد حال) کيف يطمئن إليها.[10].

«إِنَّا مَکَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ»[11].

7/963- روي عن علي عليه‏السلام في قوله تعالي: «إِنَّا مَکَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ» إنّه سخّر له السحاب فحمله عليها، ومدّ له في الأسباب، وبسط له النور، فکان الليل والنهار عليه سواء.[12].

«وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْني»[13].

8/964- محمّد بن العباس، قال: حدّثنا الحسين بن علي بن عاصم، عن الهيثم ابن عبداللَّه، قال: حدّثني علي بن موسي الرضا عليه‏السلام، عن أبيه، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: أتاني جبرئيل من ربّه عزّ وجلّ وهو يقول: ربّي يقرؤک السلام، ويقول لک: يا محمّد بشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويؤمنون بک وبأهل بيتک بالجنة، فلهم عندي جزاء الحسني ويدخلون الجنّة، وجزاء الحسني هي ولاية أهل البيت، ودخول الجنّة والخلود فيها في جوارهم.[14].

[صفحه 137]

«فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَکَّاءَ»[15].

9/965- أخرج ابن أبي‏حاتم، عن السدي، قال: قال عليّ بن أبي‏طالب رضي الله عنه: إنّ يأجوج ومأجوج خلف السد لا يموت الرجل منهم حتّي يولد له ألف لصلبه، وهم يفدون کلّ يوم علي السد فيلحسونه، وقد جعلوه مثل قشر البيض، فيقولون: نرجع غداً ونفتح، فيصبحون وقد عاد إلي ما کان عليه قبل أن يلحس، فلا يزالون کذلک حتّي يولد فيهم مولود مسلم، فإذا غدوا يلحسون قال لهم: قولوا: بسم اللَّه، فإذا قالوا بسم اللَّه فأرادوا أن يرجعوا حين يمسون فيقولون: نرجع غداً فنفتحه، فيصبحون وقد عاد إلي ما کان عليه، فيقول: قولوا: إن شاء اللَّه، فيقولون: إن شاء اللَّه، فيصبحون وهو مثل قشر البيض فينقبونه فيخرجون منه علي الناس، فيخرج أول من يخرج منهم سبعون ألفاً، عليهم التيجان، ثمّ يخرجون من بعد ذلک أفواجاً فيأتون علي النهر مثل نهرکم هذا- يعني الفرات- فيشربونه حتّي لا يبقي منه شي‏ء، ثمّ يجي‏ء الفوج منهم حتّي ينتهوا إليه، فيقولون: لقد کان هاهنا ماء مرّة وذلک قول اللَّه: «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَکَّاءَ» والدک التراب، وکان وعد ربّي حقاً.[16].

«وَتَرَکْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ»[17].

10/966- عن ابن‏نباتة، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: «وَتَرَکْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ» قال: يوم القيامة.[18].

[صفحه 138]

«قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»[19].

11/967- عن أمام بن ربعي، قال: قام ابن‏الکوّاء إلي أميرالمؤمنين عليه‏السلام فقال: أخبرني عن قول اللَّه «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»؟ قال:

اُولئک أهل الکتاب کفروا بربّهم وابتدعوا في دينهم فحبطت أعمالهم، وما أهل النهر منهم ببعيد- يعني الخوارج-.[20].

12/968- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام وقد سأله سائل قال: يا أميرالمؤمنين أخبرني عن قول اللَّه عزّ وجلّ: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً» الآية، قال: کفرة أهل الکتاب واليهود والنصاري، وقد کانوا علي الحق فابتدعوا في أديانهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.[21].

13/969- أخرج ابن‏المنذر، وابن أبي‏حاتم، عن أبي‏خميصة عبداللَّه بن قيس، قال: سمعت عليّ بن أبي‏طالب رضي الله عنه يقول في هذه الآية: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً» إنّهم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في السواري.[22].

14/970- أخرج ابن‏مردويه، عن أبي‏الطفيل، قال: سمعت عليّ بن أبي‏طالب‏رضي الله عنه، وسأله ابن‏الکوّاء، فقال: مَنْ هل أنبئکم بالأخسرين أعمالاً؟ قال: فجرة قريش.[23].

15/971- أخرج عبدالرزاق، والفريابي، وابن المنذر، وابن أبي‏حاتم، وابن مردويه، من طريق...، عن علي رضي الله عنه، أنه سئل عن هذه الآية «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ

[صفحه 139]

بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً» قال: لا أظنّ إلّا أنّ الخوارج منهم.[24].

«قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ»[25].

16/972- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام: ما من عبدٍ يقرأ «قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ» إلي آخر السورة، إلّا کان له نور من مضجعه إلي بيت اللَّه الحرام، فإن کان من أهل بيت اللَّه الحرام کان له نور إلي بيت المقدس.[26].

17/973- الصدوق، بإسناده إلي أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول: ما من عبدٍ يقرأ «قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ» إلي آخر السورة، إلّا کان له نور من مضجعه إلي بيت اللَّه الحرام، وإنّ من کان له نور في بيت اللَّه الحرام کان له نور إلي بيت المقدس.[27].

[صفحه 140]


صفحه 134، 135، 136، 137، 138، 139، 140.








  1. الکهف:25.
  2. البحار 188:40.
  3. الکهف:46.
  4. تفسير السيوطي 224:4.
  5. الکهف:46.
  6. تفسير السيوطي 225:4.
  7. الکهف:82.
  8. الجعفريات:237؛ مستدرک الوسائل 196:11 ح12728؛ البحار 141:71.
  9. کنز العمال 455:2 ح4488؛ تفسير السيوطي 235:4.
  10. کنز العمال 455:2 ح4489؛ تفسير السيوطي 235:4؛ السيرة الحلبية 359:1.
  11. الکهف:84.
  12. سفينة البحار ج2 مادة قرع.
  13. الکهف:88.
  14. تفسير البرهان 488:2.
  15. الکهف:98.
  16. تفسير السيوطي 251:4.
  17. الکهف:99.
  18. الفصول المهمة للحرّ العاملي:123.
  19. الکهف:103 تا 104.
  20. تفسير العياشي 352:2؛ تفسير مجمع البيان 497:3؛ تفسير البرهان 495:2.
  21. تفسير البرهان 495:2؛ الاحتجاج 617:1 ح139؛ تفسير الصافي 267:3.
  22. تفسير السيوطي 253:4.
  23. تفسير السيوطي 253:4.
  24. تفسير السيوطي 253:4.
  25. الکهف:110.
  26. تفسير الصافي 270:3؛ دار السلام 92:3؛ ثواب الأعمال:107.
  27. ثواب الأعمال:107؛ تفسير نور الثقلين 314:3.