عوذة لإبطال السحر















عوذة لإبطال السحر



1/1608- عبداللَّه بن العلا القزويني، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد، عن حمّاد بن عيسي، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي الأسدي، أنّه سمع أميرالمؤمنين عليه‏السلام يأمر بعض أصحابه، وقد شکي إليه السحر، فقال عليه‏السلام:

اُکتب في رِقّ ظبي وعلّقه عليک فإنه لا يضرّک ولا يجوز کيده فيک: بسم اللَّه

[صفحه 552]

وباللَّه وما شاء اللَّه، بسم اللَّه لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه، قال موسي: «مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ»،[1] «فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا کَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِکَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ»[2] [3].

2/1609- محمّد بن موسي الربيعي، قال: حدّثنا محمّد بن محبوب، عن عبداللَّه بن غالب، عن سعد بن ظريف، عن الأصبغ بن نباتة السلمي، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام، قال الأصبغ: أخذت هذه العوذة منه عليه‏السلام وقال لي:

يا أصبغ هذه عوذة السحر والخوف من السلطان، تقولها سبع مرّات: بسم اللَّه وباللَّه «سَنَشُدُّ عَضُدَکَ بِأَخِيْکَ وَنَجْعَلُ لَکُمَا سُلْطَاناً فَلَا يَصِلُوْنَ إِلَيْکُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَکُمَا الْغَالِبُوْنَ»،[4] وتقول في وجه الساحر (الماء) إذا فرغت من صلاة الليل قبل أن تبدأ بصلاة النهار سبع مرّات فإنّه لا يضرّک إن شاء اللَّه تعالي.[5].

قصّة لبيد بن أعصم وسحره للنبي صلي الله عليه و آله

3/1610- محمّد بن جعفر البرسي، قال: حدّثنا أحمد بن يحيي الأرمني، قال: حدّثنا محمّد بن سيّار، قال: حدّثنا محمّد بن الفضل بن عمر، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام يقول: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

إنّ جبرئيل عليه‏السلام أتي النبي صلي الله عليه و آله وقال: يا محمّد، قال: لبّيک يا جبرئيل، قال: إنّ فلاناً اليهودي سحرک وجعل السحر في بئر بني فلان، فابعث إليه- يعني إلي البئر- أوثق الناس عندک وأعظمهم في عينک، وهو عديل نفسک، حتي يأتيک بالسحر، قال: فبعث النبي صلي الله عليه و آله عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام وقال: انطلق إلي بئر ذروان فإنّ فيها

[صفحه 553]

سحراً سحرني به لبيد بن أعصم اليهودي، فأتني به، قال علي عليه‏السلام: فانطلقت في حاجة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فهبطت فإذا ماء البئر قد صار کأنه ماء الحياض من السحر، فطلبته مستعجلاً حتّي انتهيت إلي أسفل القليب فلم أظفر به، قال الذين معي: ما فيه شي‏ء فاصعد، فقلت: لا واللَّه ما کذب وما کذبت وما نفسي به مثل أنفسکم،- يعني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- ثمّ طلبت طلباً بلطف فاستخرجت حقاً فأتيت النبي صلي الله عليه و آله فقال: افتحه ففتحته فإذا في الحقّ قطعة کرب النخل في جوفه وتر عليها إحدي وعشرون عقدة، وکان جبرئيل عليه‏السلام أنزل يومئذٍ المعوّذتين علي النبي صلي الله عليه و آله فقال النبي: يا علي اقرأها علي الوتر، فجعل علي عليه‏السلام کلما قرأها انحلّت عقدة حتّي فرغ منها، وکشف اللَّه عزّ وجلّ عن نبيّه ما سُحِر به وعافاه.[6].

4/1611- عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ عليه‏السلام قال:

سَحَرَ لَبيدُ بن الأعصم اليهودي، واُمّ عبداللَّه اليهوديّة رسولَ اللَّه صلي الله عليه و آله في عُقَد خيوطٍ من أحمر وأصفر، فَعَقَدا له فيه إحدي عشرة عقدة، ثمّ جعلاه في جُفِّ طَلَع، ثمّ أدخلاه في بئر، ثمّ جعلاه في مَرَاقي البئر بالمدينة، فأقام رسول اللَّه لا يسمع ولا يبصر ولا يفهم ولا يتکلّم ولا يأکل ولا يشرب، فنزل عليه جبرئيل عليه‏السلام بمعوّذات ثمّ قال له: يا محمّد، ما شأنک؟ فقال: لا أدري أنا بالحال الذي تري، فقال: إنّ لبيد بن الأعصم اليهودي واُمّ عبداللَّه اليهوديّة سحراک، وأخبره بالسحر حيث هو، ثمّ قرأ عليه: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ»[7] فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ذلک فانحلّت عقدة، ثمّ قرأ اُخري فانحلّت عقدة اُخري، حتّي قرأ إحدي عشرة مرّة فانحلّت إحدي عشرة عقدة، وجلس النبي صلي الله عليه و آله فأخبره جبرئيل الخبر، فقال لي: انطلق فأتني بالسحر، فجئته به، ثمّ دعا بلَبيد واُمّ عبداللَّه، فقال: ما دعاکما إلي ما

[صفحه 554]

صنعتما؟ ثمّ قال للبيد: لا أخرجک اللَّه من الدنيا سالماً، وکان موسراً کثير المال فمرّ به غلام في اُذنه قُرط فجذبه فَخَرم اُذن الصبي، فاُخذ فقُطعت يده فکُويَ منها فمات.[8].

بيان: هذا الأمر لا يجوز؛ لأنّ من وصف بأنه مسحور فکأنه قد خبل عقله، وقد أبي اللَّه سبحانه ذلک في قوله: «وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً أُنْظُرْ کَيْفَ ضَرَبُوا لَکَ الْأَمْثَالُ فَضَلُّوا»[9] ولکن يمکن أنّ اليهودي أو بناته علي ما روي اجتهدوا في ذلک فلم يقدروا عليه، وأطلع اللَّه نبيّه صلي الله عليه و آله علي ما فعلوه من التمويه حتّي استخرج، وکان ذلک دلالة علي صدقه، ويجوز أن يکون المرض من فعلهم، ولو قدروا علي ذلک لقتلوه وقتلوا کثيراً من المؤمنين مع شدّة عداوتهم له.

قال الفخر الرازي في التفسير: واعلم أنّ المعتزلة أنکروا ذلک بأسرهم، قال القاضي: هذه الرواية باطلة، وکيف يمکن القول بصحّتها واللَّه يقول: «وَاللَّهُ يَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ»[10] وقال: «وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَي»[11] ولأن تجويزه يقضي الي القدح في النبوّة، ولأنه لو صحّ ذلک لکان من الواجب أن يصلوا إلي الضرر لجميع الأنبياء والصالحين، ولقدروا علي تحصيل الملک العظيم لأنفسهم، وکل ذلک باطل، ولأن الکفّار کانوا يعيّرونه بأنه مسحور، فلو وقعت هذه الواقعة لکان الکفّار صادقين في تلک الدعوة، ولحصل فيه صلي الله عليه وسلم ذلک العيب، ومعلوم أنّ ذلک غير جائز.

قال الفخر الرازي: قال الأصحاب هذه القصّة قد صحّت عند جمهور أهل النقل، والوجوه المذکورة قد سبق الکلام عليها في سورة البقرة، أمّا قوله:

[صفحه 555]

الکفّار يعيبون الرسول عليه‏السلام بأنه مسحور، فلو وقع ذلک لکان الکفار صادقين في ذلک القول، فجوابه: أنّ الکفّار کانوا يريدون بکونه مسحوراً أنّه مجنون اُزيل عقله بواسطة السحر فکذلک ترک دينهم، فأمّا أن يکون مسحوراً بألمٍ يجده في بدنه فلذلک مما لا ينکره أحد، وبالجملة فاللَّه تعالي ما کان يسلّط عليه لا شيطاناً ولا إنسياً ولا جنيّاً يؤذيه في دينه وشرعه ونبوّته، فأمّا في الأضرار ببدنه فلا يبعد.[12].


صفحه 552، 553، 554، 555.








  1. يونس:81.
  2. الأعراف:118 تا 119.
  3. طب الأئمة:35؛ البحار 124:95.
  4. القصص: 35.
  5. طب الأئمة:35؛ والبحار 125:95؛ وتفسير نور الثقلين 128:4.
  6. طب الأئمة:113؛ البحار 69:18 وفي 125:95 أيضاً.
  7. الفلق:1.
  8. دعائم الإسلام 138:2 ح487؛ مجمع البيان 568:5؛ البحار 22:63؛ مستدرک الوسائل 107:13 ح14909؛ تفسير الرازي187:32؛ تفسير فرات:619 ح774.
  9. الفرقان: 8 تا 9.
  10. المائدة:67.
  11. طه:69.
  12. تفسير الرازي 187:32.