الجامعة للسعال















الجامعة للسعال



1/1602- عبداللَّه بن محمّد بن مهران الکوفي، قال: حدّثنا أيوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي‏جعفر محمّد بن علي بن الحسين، عن الحسين، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

من اشتکي حلقه وکثر سعاله واشتدّ يأس بنيه، فليعوّذ بهذه الکلمات، وکان يسمّيها الجامعة لکلّ شي‏ء:

اللّهمّ أنت رجائي وأنت ثقتي وعمادي وغياثي ورفعتي وجمالي، وأنت مفزع المفزعين، ليس للهاربين مهرب إلّا إليک، ولا للعالمين معوّل إلّا عليک، ولا للراغبين مرغب إلّا لديک، ولا للمظلومين ناصر إلّا أنت، ولا لذي الحوائج مقصد إلّا إليک، ولا للطالبين عطاء إلّا من لديک، ولا للتائبين متاب إلّا إليک، وليس الرزق والخير والفرج إلّا بيدک،

[صفحه 548]

حزنتني الاُمور الفادحة وأعيتني المسالک الضيقة، واحتوشتني الأوجاع الموجعة، ولم أجد فتح باب الفرج إلّا بيدک، فأقمت تلقاء وجهک، واستفتحت عليک بالدعاء إغلاقه، فافتح يا ربّ للمستفتح، واستجب للداعي وفرّج الکرب واکشف الضرّ وسدّ الفقر وأجل الحزن وأَنِف الهمّ، واستنقذني من الهلکة فإني قد أشقيتُ عليها ولا أجد لخلاصي منها غيرک.

يا اللَّه يا من يجيب المضطرّ إذا دعاه ويکشف السوء، ارحمني واکشف ما بي من غم وکرب ووجع وداء، ربّ إن لم تفعل لم أرج فرجي من عند غيرک فارحمني يا أرحم الراحمين، هذا مکان البائس الفقير، هذا مکان الخائف المستجير، هذا مکان المستغيث، هذا مکان المکروب الضرير، هذا مکان الملهوف المستعيذ، هذا مکان العبد المشفق الهالک الغريق الخائف الوجل، هذا مکان من انتبه من رقدته واستيقظ من غفلته وأفرق من علّته وشدّة وجعه، وخاف من خطيئته واعترف بذنبه، وأخبت إلي ربّه وبکا من حذره، واستغفر واستعبر واستقال واستعفا واللَّه إلي ربّه، ورهب من سطوته، وأرسل من عبرته، ورجا وبکا و دعا ونادي ربّ إني مسّني الضر فتلافني، قد تري مکاني وتسمع کلامي وتعلم سرائري وعلانيتي، وتعلم حاجتي وتحيط بما عندي، ولا يخفي عليک شي‏ء من أمري، من علانيتي وسرّي، وما أبدي وما يکنّه صدري.

فأسألک بأنک تلي التدبير، وتقبل المعاذير، وتمضي المقادير، بسؤال من أساء، واعترف وظلم نفسه، واقترف وندم علي ما سلف، وأناب

[صفحه 549]

إلي ربّه وأسف ولاذ بفنائه وعکف وأناخ رجاه، وعطف وتبتّل الي مقيل عثرته، قابل توبته وغافر حومته وراحم غربته وکاشف کربته وشافي علّته، أن ترحم تجاوزي بک وتضرّعي إليک، وتغفر لي جميع ما أخطأته من کتابک وأحصاه کتابک وما مضي من علمک من ذنوبي وخطاياي وجرائري في خلواتي وفجراتي وسيّئاتي وهفواتي وهناتي وجميع ما تشهد به حفظتک وکتبته ملائکتک، في الصغر وبعد البلوغ، والشيب والشباب، وبالليل والنهار، والغدوّ والآصال، وبالعشيّ والابکار، والضحي والأسحار، وفي الحضر وفي السفر، وفي الخلأ والملأ، وأن تجاوز عن سيّئاتي في أصحاب الجنّة، وعد الصدق الذي کانوا يوعدون.

اللّهمّ بحقّ محمّدٍ وآله، أن تکشف عني العلل الغاشية في جسمي وفي شعري وبشري وعروقي وعصبي وجوارحي، فإنّ ذلک لا يکشفها غيرک يا أرحم الراحمين ويا مجيب دعوة المضطرّين.[1].


صفحه 548، 549.








  1. طب الأئمة:25؛ البحار 103:95.