دعاء كميل بن زياد النخعي















دعاء کميل بن زياد النخعي



1/1548- الدعاء:

«اَللّهُمَّ اِنِّي أَسْأَلُکَ بِرَحْمَتِکَ الَّتِي وَسِعَتْ کُلَّ شَيْ‏ءٍ وَبِقُوَّتِکَ الَّتِي قَهَرْتَ بِها کُلَّ شَيْ‏ءٍ وَخَضَعَ لَها کُلُّ شَيْ‏ءٍ وَذَلَّ لَها کُلُّ شَيْ‏ءٍ وَبِجَبَرُوتِکَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها کُلَّ شَيْ‏ءٍ وَبِعِزَّتِکَ الَّتِي لا يَقُومُ لَها شَيْ‏ءٌ وَبِعَظَمَتِکَ الَّتِي مَلَأَتْ کُلَّ شَيْ‏ءٍ وَبِسُلْطانِکَ الَّذِي عَلا کُلَّ شَيْ‏ءٍ وَبِوَجْهِکَ الْباقِي بَعْدَ فَنآءِ کُلِّ شَيْ‏ءٍ وَبِأَسْمائِکَ الَّتِي مَلَأَتْ أَرْکانَ کُلِّ شَيْ‏ءٍ وَبِعِلْمِکَ الَّذِي أَحاطَ بِکُلِّشَيْ‏ءٍ وَبِنُورِ وَجْهِکَ الَّذِي أَضآءَ لَهُ کُلُّ شيْ‏ءٍ يا نُورُ يا

[صفحه 457]

قُدُّوسُ يا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ وَيا آخِرَ الْآخِرينَ اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِکُ الْعِصَمَ اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ اَللّهُمَّ اغْفِرْ ليَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعآءَ اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلاءَ اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي کُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَکُلَّ خَطيئَةٍ أَخْطَاْتُها اَللّهُمَّ اِنِّي أَتَقَرَّبُ اِلَيْکَ بِذِکْرِکَ وَأَسْتَشْفِعُ بِکَ اِلي نَفْسِکَ وَأَسْأَلُکَ بِجُودِکَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِکَ وَأَنْ تُوزِعَنِي شُکْرَکَ وَأَنْ تُلْهِمَنِي ذِکْرَکَ اَللّهُمَّ اِنِّي أَسْأَلُکَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ أَنْ تُسامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي وَتَجْعَلَنِي بِقِسْمِکَ راضِياً قانِعاً وَفِي جَميعِ الْأَحْوالِ مُتَواضِعاً اَللّهُمَّ وَأَسْأَلُکَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ وَأَنْزَلَ بِکَ عِنْدَ الشَّدآئِدِ حاجَتَهُ وَعَظُمَ فيما عِنْدَکَ رَغْبَتُهُ اَللّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُکَ وَعَلا مَکانُکَ وَخَفِيَ مَکْرُکَ وَظَهَرَ أَمْرُکَ وَغَلَبَ قَهْرُکَ وَجَرَتْ قُدْرَتُکَ وَلا يُمْکِنُ الْفِرارُ مِنْ حُکُومَتِکَ اَللّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُنُوبِي غافِراً وَلا لِقَبائِحِي ساتِراً وَلا لِشَيْ‏ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَکَ لا اِلهَ اِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَکَ وَبِحَمْدِکَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي وَسَکَنْتُ اِلي قَديمِ ذِکْرِکَ لِي وَمَنِّکَ عَلَيَّ اَللّهُمَّ مَوْلايَ کَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ وَکَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ الْبَلاءِ أَقَلْتَهُ (أَمَلْتَهُ) وَکَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ وَکَمْ مِنْ مَکْرُوهٍ دَفَعْتَهُ وَکَمْ مِنْ ثَنآءٍ جَميلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ اَللّهُمَّ عَظُمَ بَلائِي وَأَفْرَطَ بِي سُوءُ حالِي وَقَصُرَتْ (قَصَّرَتْ) بِي أَعْمالِي وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلِي (آمالِي) وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها وَنَفْسِي بِجِنايَتِها (بِخِيانَتِها) وَمِطالِي يا سَيِّدِي فَاَسْئَلُکَ بِعِزَّتِکَ أَنْ لا يَحْجُبَ عَنْکَ دُعآئِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعالِي وَلا تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ

[صفحه 458]

عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي وَلا تُعاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلي ما عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَاِسآئَتِي وَدَوامِ تَفْريطِي وَجَهالَتِي وَکَثْرَةِ شَهَواتِي وَغَفْلَتِي وُ کُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِکَ لِي فِي کُلِّ الْأَحْوالِ (فِي الْأَحْوالِ کُلِّها) رَؤُفاً وَعَلَيَّ فِي جَميعِ الْأُمُورِ عَطُوفاً اِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُکَ أَسْأَلُهُ کَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي اِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُکْماً اتَّبَعْتُ فيهِ هَوي نَفْسِي وَلَمْ أَحْتَرِسْ فيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوِّي فَغَرَّنِي بِما أَهْوي وَأَسْعَدَهُ عَلي ذلِکَ الْقَضآءُ فَتَجاوَزْتُ بِما جَري عَلَيَّ مِنْ ذلِکَ بَعْضَ (مِنْ نَقْضِ) حُدُودِکَ وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِکَ فَلَکَ الْحَمْدُ (اَلْحُجَّةُ) عَليّ فِي جَميعِ ذلِکَ وَلا حُجَّةَ لِي فيما جَري عَلَيَّ فيهِ قَضآؤُکَ وَأَلْزَمَنِي حُکْمُکَ وَبَلآؤُکَ وَقَدْ أَتَيْتُکَ يا اِلهِي بَعْدَ تَقْصيرِي وَاِسْرافِي عَلي نَفْسِي مُعْتَذِراً نادِماً مُنْکَسِراً مُسْتَقيلاً مُسْتَغْفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً لا أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا کانَ مِنِّي وَلا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ اِلَيْهِ فِي أَمْرِي غَيْرَ قَبُولِکَ عُذْرِي وَاِدْخالِکَ اِيَّايَ فِي سَعَةِ (مِنْ) رَحْمَتِکَ اَللّهُمَّ (اِلهِي) فَاقْبَلْ عُذْرِي وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي وَفُکَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي وَرِقَّةَ جِلْدِي وَدِقَّةَ عَظْمِي يا مَنْ بَدَأَ خَلْقِي وَذِکْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي هَبْنِي لِابْتِدآءِ کَرَمِکَ وَسالِفِ بِرِّکَ بِي يا اِلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي أَتُراکَ مُعَذِّبِي بِنارِکَ بَعْدَ تَوْحيدِکَ وَبَعْدَ مَا انْطَوي عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِکَ وَلَهِجَ بِهِ لِسانِي مِنْ ذِکْرِکَ وَاعْتَقَدَهُ ضَميرِي مِنْ حُبِّکَ وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافِي وَدُعآئِي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِکَ هَيْهاتَ أَنْتَ أَکْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ أَوْ تُبْعِدَ (تُبَعِّدَ) مَنْ أَدْنَيْتَهُ أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ أَوْ تُسَلِّمَ اِلَي الْبَلآءِ مَنْ کَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ وَلَيْتَ شِعْرِي يا سَيِّدِي وَاِلهِي وَمَوْلايَ أَتُسَلِّطُ النَّارَ

[صفحه 459]

عَلي وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِکَ ساجِدَةً وَعَلي أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحيدِکَ صادِقَةً وَبِشُکْرِکَ مادِحَةً وَعَلي قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِاِلهِيَّتِکَ مُحَقِّقَةً وَعَلي ضَمآئِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِکَ حَتّي صارَتْ خاشِعَةً وَعَلي جَوارِحَ سَعَتْ اِلي أَوْطانِ تَعَبُّدِکَ طآئِعَةً وَأَشارَتْ بِاسْتِغْفارِکَ مُذْعِنَةً ما هکَذَا الظَّنُّ بِکَ وَلا اُخْبِرْنا بِفَضْلِکَ عَنْکَ يا کَريمُ يا رَبِّ وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَليلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها وَما يَجْرِي فيها مِنَ الْمَکارِهِ عَلي أَهْلِها عَلي أَنَّ ذلِکَ بَلاءٌ وَمَکْرُوهٌ قَليلٌ مَکْثُهُ يَسيرٌ بَقآئُهُ قَصيرٌ مُدَّتُهُ فَکَيْفَ احْتِمالِي لِبَلاءِ الْاخِرَةِ وَجَليلِ (حُلُولِ) وُقُوعِ الْمَکارِهِ فيها وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَيَدُومُ مَقامُهُ وَلا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ لِأَنَّهُ لا يَکُونُ اِلاَّ عَنْ غَضَبِکَ وَاْنتِقامِکَ وَسَخَطِکَ وَهذا ما لا تَقُومُ لَهُ السَّمواتُ وَالْاَرْضُ يا سَيِّدِِي فَکَيْفَ لِي (بِي) وَأَنَا عَبْدُکَ الضَّعيفُ الذَّليلُ الْحَقيرُ الْمِسْکينُ الْمُسْتَکينُ يا اِلهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِِي وَمَوْلايَ لِأَيِّ الْأُمُورِ اِلَيْکَ أَشْکُو وَلِما مِنْها أَضِجُّ وَأَبْکِي لِأَليمِ‏الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ أَمْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَمُدَّتِهِ فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوباتِ مَعَ أَعْدآئِکَ وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلائِکَ وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّآئِکَ وَأَوْليآئِکَ فَهَبْنِي يا اِلهِي وَسَيِّدِِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي صَبَرْتُ عَلي عَذابِکَ فَکَيْفَ أَصْبِرُ عَلي فِراقِکَ وَهَبْنِي (يا اِلهِي) صَبَرْتُ عَلي حَرِّ نارِکَ فَکَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ اِلي کَرامَتِکَ أَمْ کَيْفَ أَسْکُنُ فِي النَّارِ وَرَجآئِي عَفْوُکَ فَبِعِزَّتِکَ يا سَيِّدِي وَمَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً لَئِنْ تَرَکْتَنِي ناطِقاً لِأَضِجَّنَّ اِلَيْکَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجيجَ الْأمِلينَ (الْآلِمينَ) وَلَأَصْرُخَنَّ اِلَيْکَ صُراخَ الْمَسْتَصْرِخينَ وَلَاَبْکِيَنَّ عَلَيْکَ بُکآءَ الْفاقِدينَ وَلَأُنادِيَنَّکَ أَيْنَ کُنْتَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ يا

[صفحه 460]

غايَةَ امالِ الْعارِفينَ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ يا حَبيبَ قُلُوبِ الصَّادِقينَ وَيا اِلهَ الْعالَمينَ أَفَتُراکَ سُبْحانَکَ يا اِلهِي وَبِحَمْدِکَ تَسْمَعُ فيها صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ (يُسْجَنُ) فيها بِمُخالَفَتِهِ وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَريرَتِهِ وَهُوَ يَضِجُّ اِلَيْکَ ضَجيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِکَ وَيُناديکَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحيدِکَ وَيَتَوَسَّلُ اِلَيْکَ بِرُبُوبِيَّتِکَ يا مَوْلايَ فَکَيْفَ يَبْقي فِي الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِکَ أَمْ کَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَکَ وَرَحْمَتَکَ أَمْ کَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيبُها وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَري مَکانَهُ أَمْ کَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ أَمْ کَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ أَمْ کَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُناديکَ يا رَبَّهُ أَمْ کَيْفَ يَرْجُو فَضْلَکَ فِي عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُکُهُ فيها هَيْهاتَ ما ذلِکَ الظَّنُ بِکَ وَلَاالْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِکَ وَلا مُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدينَ مِنْ بِرِّکَ وَاِحْسانِکَ فَبِالْيَقينِ أَقْطَعُ لَوْ لا ما حَکَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديکَ وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ اِخْلادِ مُعانِدِيکَ لَجَعَلْتَ النَّارَ کُلَّها بَرْداً وَسَلاماً وَما کانَ (نَتْ) لِأَحَدٍ فيها مَقَرّاً وَلا مُقاماً (مَقاماً) لکِنَّکَ تَقَدَّسَتْ أَسْمآؤُکَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَها مِنَ الْکافِرينَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ وَأَنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ وَأَنْتَ جَلَّ ثَناؤُکَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعامِ مُتَکَرِّماً أَفَمَنْ کانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ اِلهِي وَسَيِّدِي فَاَسْئَلُکَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَکَمْتَها وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها أَنْ تَهَبَ لِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ کُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ وَکُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَکُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ وَکُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ کَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ وَکُلَّ

[صفحه 461]

سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِاِثْباتِهَا الْکِرامَ الْکاتِبينَ الَّذينَ وَکَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَکُونُ مِنِّي وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحِي وَکُنْتَ أَنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ وَالشَّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ وَبِرَحْمَتِکَ أَخْفَيْتَهُ وَبِفَضْلِکَ سَتَرْتَهُ وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي مِنْ کُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ (تُنَزِّلُهُ) أَوْ اِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ (تُفَضِّلُهُ) أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ (تَنْشُرُهُ) أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ (تَبْسُطُهُ) أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ أَوْ خَطَأٍ تَسْتُرُهُ يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ يا اِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِکَ رِقِّي يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتِي يا عَليماً بِضُرِّي (بِفَقْرِي) وَمَسْکَنَتِي يا خَبيراً بِفَقْرِي وَفاقَتِي يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ أَسْأَلُکَ بِحَقِّکَ وَقُدْسِکَ وَأَعْظَمِ صِفاتِکَ وَأَسْمائِکَ أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي مِنَ (فِي) اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِکْرِکَ مَعْمُورَةً وَبِخِدْمَتِکَ مَوْصُولَةً وَأَعْمالِي عِنْدَکَ مَقْبُولَةً حَتّي تَکُونَ أَعْمالِي وَأَوْرادِي (وَاِرادَتِي) کُلُّها وِرْداً واحِداً وَحالِي فِي خِدْمَتِکَ سَرْمَداً يا سَيِّدِي يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي يا مَنْ اِلَيْهِ شَکَوْتُ أَحْوالِي يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ قَوِّ عَلي خِدْمَتِکَ جَوارِحِي وَاشْدُدْ عَلَي الْعَزيمَةِ جَوانِحِي وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ فِي خَشْيَتِکَ وَالدَّوامَ فِي الْإِتِّصالِ بِخِدْمَتِکَ حَتّي أَسْرَحَ اِلَيْکَ فِي مَيادينِ السَّابِقينَ وَاُسْرِعَ اِلَيْکَ فِي الْبارِزينَ (الْمُبادِرينَ) وَأَشْتاقَ اِلي قُرْبِکَ فِي الْمُشْتاقينَ وَأَدْنُوَ مِنْکَ دُنُوَّ الُْمخْلِصينَ وَأَخافَکَ مَخافَةَ الْمُوقِنينَ وَأَجْتَمِعَ فِي جِوارِکَ مَعَ الْمُؤْمِنينَ اَللّهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَاَرِدْهُ وَمَنْ کادَنِي فِکِدْهُ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبيدِکَ نَصيباً عِنْدَکَ وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْکَ وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْکَ فَاِنَّهُ لا يُنالُ ذلِکَ اِلاَّ بِفَضْلِکَ وَجُدْ لِي بِجُودِکَ وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِکَ وَاحْفَظْنِي بِرَحْمَتِکَ وَاجْعَلْ لِسانِي بِذِکْرِکَ لَهِجاً وَقَلْبِي بِحُبِّکَ مُتَيَّماً وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ اِجابَتِکَ وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي وَاغْفِرْ

[صفحه 462]

زَلَّتِي فَاِنَّکَ قَضَيْتَ عَلي عِبادِکَ بِعِبادَتِکَ وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِکَ وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجابَةَ فَاِلَيْکَ يارَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي وَاِلَيْکَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدِي فَبِعِزَّتِکَ اسْتَجِبْ لِي دُعآئِي وَبَلِّغْنِي مُنايَ وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِکَ رَجائِي وَاکْفِنِي شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ أَعْدآئِي يا سَريعَ الرِّضا اِغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِکُ اِلاَّ الدُّعآءَ فَاِنَّکَ فَعَّالٌ لِما تَشآءُ يا مَنِ اسْمُهُ دَوآءٌ وَذِکْرُهُ شِفآءٌ وَطاعَتُهُ غِنيً اِرْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجآءُ وَسِلاحُهُ الْبُکآءُ يا سابِغَ النِّعَمِ يا دافِعَ النِّقَمِ يا نُورَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِي الظُّلَمِ يا عالِماً لا يُعَلَّمُ صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَصَلَّي اللَّهُ عَلي رَسُولِهِ وَالْأَئِمَّةِ الْمَيامينَ مِنْ آلِهِ (أَهْلِهِ) وَسَلَّمَ تَسْليماً کَثيراً».[1] [2].

[صفحه 464]


صفحه 457، 458، 459، 460، 461، 462، 464.








  1. أضواء علي دعاء کميل:85.
  2. التعريف بکميل: ذکر عزّ الدين بحر العلوم في کتابه (أضواء علي شرح دعاء کميل) ص85 ط1407 ه ببغداد: «يتمتع راوي الدعاء (کميل بن زياد بن نهيک النخعي، بشخصية عظيمة، وثقة عالية عند الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام، فهو حامل سرّه کما يقول عنه علماء الرجال، وقد ترجموه وأطنبوا فيه، وذکروا أنه طالما کان أميرالمؤمنين عليه‏السلام يردفه علي راحلته، ويحدّثه باُمور لم يطّلع عليها أحداً غيره، ولهذا قالوا عنه: إنّه حامل سرّه. وکان والياً له علي (هيت) وهي بلدة تقع علي الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار. وربّما کان اختياره للهيت نظراً لما يتمتع به (کميل) من شجاعة وعلم، ومعرفة بتصريف الاُمور، ولما لهذه البلدة من موقعيّة استراتيجية في ذلک الزمان؛ لأنّ هيت تتصل ببادية الشام، وبذلک تشکّل حدوداً بين العراق وبين سوريا، والتي کانت دمشق عاصمتها مقرّاً لمعاوية بن أبي‏سفيان، وقد کانت بعض المدن الواقعة علي الفرات ممّا يقع علي هذا الخط تابعة لحکم معاوية، ومن الواضح أن وجود معاوية وامتداد نفوذه، کان يشکّل خطراً علي الخلافة الإسلامية في عهد الإمام أمير المؤمنين عليه‏السلام، لذلک کان اختيار المترجم حافظاً لثغر العراق. من هذه الجهة هو القائد المحنّک، والوالي العارف بإدارة البلاد. ومع هذا فهو القائد الزاهد الورع، شهد مع أميرالمؤمنين واقعة صفين. وقد روي عن کميل جماعة من التابعين (کما يقول ابن‏کثير الدمشقي) وفي مقام نسبته إلي الإمام أميرالمؤمنين: اختلفت عبارات المؤمنين، فالبعض يعبّر عنه: تلميذ الإمام، والبعض يقول عنه بأنّه: من شيعته وخاصّته، وثالث کان يعرّفه بأنه من المفرطين في علي ممّن يروي عنه المعضلات، وقال عنه رابع: بأنه من أعاظم خواص أميرالمؤمنين وأصحاب سرّه. وقيل عنه: کان من کبار أصحاب أمير المؤمنين عليه‏السلام، وولده الحسن السبط عليه‏السلام. أمّا في مقام ترجمته وتعريفه فقد قيل عنه: کان رجلاً رکيناً، وکان له إدراک، وکان شريفاً مطاعاً في قومه، وکان من أجلّاء علماء وقته وعقلاء زمانه، ونسّاک عصره وفضلاء أوانه، وکان من رؤساء الشيعة، وذکر في جملة عبّاد أهل الکوفة، وقال ابن‏عمّار عنه: إنّه رافضي، وهو ثقة. من هذا العرض لترجمته تظهر لنا شخصية هذا الرجل الثقة، وما کان يتمتع به من مؤهلات قلّما اجتمعت في غيره من الأعاظم. وفي مجال الحديث، فقد قالت عنه مصادر الترجمة: بأنّه روي عن جماعة کان في مقدمتهم أميرالمؤمنين وابن‏مسعود. وقد نُقلت عنه وصايا عديدة أملاها عليه أميرالمؤمنين عليه‏السلام. روايته للدعاء: ذکر السيد ابن‏طاووس في الإقبال عن دعاء کميل ما يلي: «وما رويناه بإسنادنا إلي جدّي أبي‏جعفر الطوسي رضي الله عنه قال: روي أنّ کميل بن زياد النخعي، رأي أميرالمؤمنين عليه‏السلام ساجداً وهو يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان. قال السيد ابن‏طاووس: أقول: ووجدت في رواية اُخري ما هذا لفظها: قال کميل بن زياد: کنت جالساً مع مولاي أميرالمؤمنين عليه‏السلام في مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه، فقال بعضهم: ما معني قول اللَّه عزّ وجلّ: « فِيهَا يفرق کُلُّ أَمْرٍ حَکِيمٍ» (الدخان/4)؟ قال عليه‏السلام: ليلة النصف من شعبان، والذي نفس علي بيده أنه ما من عبدٍ إلّا وجميع ما يجري عليه من خير وشر، مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلي آخر السنة في مثل تلک الليلة المقبلة، وما من عبدٍ يحييها ويدعو بدعاء الخضر عليه‏السلام إلّا اُجيب له، فلما انصرف طرقته ليلاً، فقال عليه‏السلام: ما جاء بک يا کميل؟ قلت: يا أميرالمؤمنين دعاء الخضر. فقال: اجلس يا کميل، إذا حفظت هذا الدعاء فادعو به کلّ ليلة جمعة، أو في الشهر مرّة، أو في السنة مرّة، أو في عمرک مرّة، تکف وتنصر، وترزق، ولن تعدم المغفرة. يا کميل أوجب لک طول الصحبة أن نجود لک بما سألت، ثمّ قال عليه‏السلام: اکتب «اللّهمّ اني أسألک برحمتک التي وسعت کلّ شي‏ء» إلي آخر الدعاء. ولنا أن نقف مع نسبة الإمام عليه‏السلام لهذا الدعاء إلي الخضر عليه‏السلام وهو نبيّ من أنبياء اللَّه فما هو المقصود؟ فهل أنّ الدعاء بنصوصه وألفاظه کان من إملاء الخضر وبيانه وقد حفظه الإمام عليه‏السلام منه؟ أمّا کيف حفظه، وکيف وصل إليه، فهذا أمر من الاُمور الغيبية وأملاه علي کميل، أو أنّ مضامين الدعاء کان يدعو بها الخضر فاستحسنه الإمام عليه‏السلام وصاغه ببيانه وفصاحته الباهرة، فجاء بهذه النصوص. ولعلّ هذا أقرب من الاحتمال السابق؛ لأنّ هذا الاُسلوب من البيان، وهذه الرقة في التعبير هما من مميزات آل بيت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وفي مقدمتهم الإمام أميرالمؤمنين عليه‏السلام حيث نجد في مناجاتهم مع اللَّه من رقة التعبير ورصانة الترکيز ما لا نجده في کثير من أدعية غيرهم... ».