دعاء قبل رفع المصاحف يوم صفين















دعاء قبل رفع المصاحف يوم صفين



1/1542- ابن‏طاووس، ذکر سعد بن عبداللَّه أنّ هذا الدعاء، دعا به عليّ عليه‏السلام قبل رفع المصاحف الشريفة، ثمّ قال ما معناه: إنّ إبليس صرخ صرخة سمعها بعض العسکر، يشير علي معاوية وأصحابه برفع المصاحف للحيلة، فأجابه الخوارج لمعاوية إلي شبهاته فرفعوها، فاختلف أصحاب أميرالمؤمنين علي عليه‏السلام کما اختلفوا في طاعة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في حياته، فدعا عليه‏السلام فقال:

اللّهمّ إني أسألک العافية من جهد البلاء ومن شماتة الأعداء، اللّهمّ اغفر لي ذنبي وزَکّ عملي، واغسل خطاياي فإني ضعيف إلّا ما قويت، واقسم لي حلماً تسدّ به باب الجهل، وعلماً تفرّج به الجهلات، ويقيناً تذهب به الشکّ عنّي، وفهماً تخرجني به من الفتن المعضلات، ونوراً أمشي به في الناس وأهتدي به في الظلمات، اللّهمّ أصلح سمعي وبصري وشعري وبشري وقلبي صلاحاً باقياً، تصلح بها ما بقي من جسدي، أسألک الراحة عند الموت والعفو عند الحساب.

اللّهمّ إني أسألک أيّ عمل کان أحبّ إليک وأقرب لديک أن تستعملني فيه أبداً، ثمّ لقنّي أشرف الأعمال عندک، وآتني فيه قوّة وصدقاً وجدّاً وعزماً منک ونشاطاً، ثمّ اجعلني أعمل ابتغاء وجهک ومعاشه فيما آتيت صالحي عبادک، ثمّ اجعلني لا أشتري به ثمناً قليلاً ولا أبتغي به بدلاً، ولا تغيّره في سرّاء ولا ضرّاء، ولا کسلاً ولا نسياناً ولا رياء ولا سمعة، حتّي تتوفّاني عليه، وارزقني أشرف القتل في سبيلک، أنصرک وأنصر رسولک، اشتري الحياة الباقية بالدنيا، وأغنني بمرضاة من عندک.

اللّهمّ وأسألک قلباً سليماً ثابتاً حفيظاً منيباً يعرف المعروف فيتّبعه وينکر المنکر فيجتنبه، لا فاجراً ولا شقياً ولا مرتاباً، يا باسط اليدين بالرحمة، يا من

[صفحه 442]

سبقت رحمته غضبه، أسألک أن تجعل حياتي زيادةً لي في کلّ خير، واجعل الوفاة نجاة لي من کلّ شر، واختم لي عملي بالشهادة، يا عدّتي في کربتي ويا صاحبي في حاجتي ووليّي في نعمتي، أسألک أن ترزقني شکر نعمتک، وصبراً علي بليّتک، ورضي بقدرک وتصديقاً بوعدک وحفظاً لوصيّتک، وورعاً عن محارمک وتوکلاً عليک واعتصاماً بحبلک، وتمسکاً بکتابک ومعرفة بحقک، وقوّة في عبادتک، ونشاطاً لذکرک، ما استعمرتني في أرضک، فإذا کان ما لابدّ منه الموت فاجعل ميتتي قتلاً في سبيلک بيد شرّ خلقک، واجعل مصيري في الأحياء المرزوقين عندک في دار الحيوان.

اللّهمّ اجعل النور في بصري واليقين في قلبي وخوفک في نفسي وذکرک علي لساني، اللّهمّ اجعل رغبتي في مسألتي إيّاک رغبة أوليائک في مسائلهم، واجعل رهبتي إيّاک في استجارتي من عذابک رهبة أوليائک.

اللّهمّ واستعملني في مرضاتک وطاعتک عملاً لا أترک شيئاً من مرضاتک وطاعتک، مخافة أحد من خلقک دونک.

اللّهمّ ما آتيتني من خير فاتني معه شکراً يحدث به لي ذکراً وأحسن لي به ذخراً، وما زويت ْعنّي من عطاء وآتيتني عنه غني، فاجعل لي فيه أجراً وآتني عليه صبراً.

اللّهمّ سدّ فقري في الدنيا ولا تلهني عن عبادتک ولا تنسني ذکرک، ولا تقصّر رغبتي فيما عندک.

اللّهمّ إني أعوذ بک من الغمّ والحزن والعجز والکسل والجبن والبخل وسوء الخلق، وضَلَع الدين وغلبة الرجال وغلبة العدوّ، وتوالي الأيام، ومن شرّ ما يعمل الظالمون في الأرض، وبليّة لا أستطيع عليها صبرَاً، وأعوذ بک من کلّ شي‏ء زحزح

[صفحه 443]

بيني وبينک أو باعد منک أو صرف عنّي وجهک أو نقص من حظي عندک، وأعوذ بک أن تحول خطاياي أو ظلمي أو إسرافي علي نفسي واتّباع هواي واستعمال شهوتي دون رحمتک وبرّک وفضلک وبرکاتک وموعودک علي نفسک.

اللّهمّ إني أعوذ بک من صاحب سوء في المغيب والمحضر، فإنّ قلبه يرعاني وعيناه تبصراني واُذناه تسمعاني، إن رأي حسنة أطفاها وإن رأي سيّئة أبداها، وأعوذ بک من طمع يؤدي (يُدني) إلي طبع، وأعوذ بک من ضلالة ترديني ومن فتنة تعرض لي، ومن خطيئة لا توبة معها، ومن منظر سوء في الأهل والمال والولد وعند غضاضة الموت، وأعوذ بک من الکفر والشک والبغي والحمية والغضب، وأعوذ بک من غنًي يطغيني ومن فقرٍ ينسيني ومن هوًي يرديني، ومن عملٍ يخزيني، ومن صاحبٍ يغويني.

اللّهمّ إني أعوذ بک من شرّ يوم أوّله فزع (وأوسطه وجع) وآخره جزع، تسودّ فيه الوجوه وتجفّ فيه الأکباد، وأعوذ بک أن أعمل ذنباً محبطاً لا تغفره أبداً، ومن ذنب يمنع خير الآخرة، ومن أمل يمنع خير العمل، ومن حياة تمنع خير الممات، وأعوذ بک من الجهل والهزل ومن شرّ القول والفعل، ومن سقمٍ يشغلني ومن صحة تلهيني، وأعوذ بک من التعب والنصب والوصب والضيق والضنک والضلالة والغائلة، والذلّة والمسکنة، والرياء والسمعة والندامة والحزن والخشوع والبغي والفتن، ومن جميع الآفات والسيّئات وبلاء الدنيا والآخرة، وأعوذ بک من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأعوذ بک من وسوسة الأنفس مما لا تحبّ من القول والفعل والعمل.

اللّهمّ إني أعوذ بک من الجن والانس والحسّ واللبس، ومن طوارق الليل والنهار، وأنفس الجن وأعين الإنس، اللّهمّ إني أعوذ بک من شرّ نفسي ومن شرّ

[صفحه 444]

لساني ومن شرّ سمعي ومن شرّ بصري، وأعوذ بک من بطنٍ لا يشبع ومن قلبٍ لا يخشع ومن دعاءٍ لا يُسمع وصلاةٍ لا تُرفع، اللّهمّ لا تجعلني في شي‏ء من عذابک ولا تردّني في ضلالة، اللّهمّ إني أعوذ بک بشدّة ملکک وعزّة قدرتک وعظمة سلطانک، من شرّ خلقک أجمعين.[1].


صفحه 442، 443، 444.








  1. مهج الدعوات:99؛ البحار 238:94.