ادعية السِرّ















ادعية السِرّ



1/1537- رواية عن أبي‏جعفر الباقر عليه‏السلام، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال:

کان لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله سِرٌ لا يعلمه إلّا قليل، فلمّا عثر عليه کان يقول، وأنا أقول: لعنة اللَّه وملائکته وأنبيائه ورسله وصالح خلقه علي مفشي سِرّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي غير ثقة، فاکتموا سرّ رسول اللَّه، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: يا علي إني واللَّه ما اُحدّثک إلّا ما سمعته اُذناي ووعاه قلبي ونظره بصري، إن لم يکن من اللَّه فمن رسوله- يعني جبرئيل عليه‏السلام- فإيّاک يا علي أن تضيّع سرّي هذا فإني قد دعوت اللَّه تعالي أن يذيق من أضاع سرّي هذا جراثيم جهنّم.

اعلم أنّ کثيراً من الناس وإن قلّ تعبّدهم إذا علموا ما أقول لک، کانوا في أشدّ العبادة وأفضل الاجتهاد، ولولا طغاة هذه الاُمّة لبثثت هذا السرّ، ولکن قد علمت أنّ الدين إذاً يضيع، وأحببت أن لا ينتهي ذلک إلّا لثقة.

إني لمّا اُسري بي إلي السماء، فانتهيت إلي السماء السابعة، فتح لي بصري إلي فرجة في العرش تفور کفور القدر، فلمّا أردت الانصراف اُقعدتُ عند تلک الفرجة، ثمّ نوديت: يا محمّد إنّ ربّک يقرأ عليک السلام ويقول: أنت أکرم خلقه عليه، وعنده علم قد زواه عن جميع الأنبياء وجميع اُممهم غيرک وغير اُمّتک لمن ارتضيت للَّه منهم أن ينشروه لمن بعدهم لمن ارتضوا للَّه منهم أنّه لا يضرّهم بعدما أقول لک ذنب کان قبله، ولا مخافة تأتي من بعده، ولذلک أمرت بکتمانه لئلّا يقول العالمون: حسبنا هذا من الطاعة.

[صفحه 414]

يا محمّد قل لمن عمل کبيرة من اُمّتک فأراد محوها والطهارة منها، فليطهّر لي بدنه وثيابه، ثم ليخرج إلي بريّة أرضي، فليستقبل وجهي- يعني القبلة- حيث لا يراه أحد، ثمّ ليرفع يديه إليّ فإنّه ليس بيني وبينه حائل وليقل:

يا واسعاً بحسن عائدته، ويا ملبسنا فضل رحمته، ويا مهيباً لشدّة سلطانه، ويا راحماً بکل مکان ضريراً أصابه الضرّ فخرج إليک مستغيثاً بک آئباً إليک هائباً لک، يقول عملت سوءاً وظلمت نفسي ولمغفرتک خرجت إليک، أستجير بک في خروجي من النار، وبعزّ جلالک تجاوزت، فتجاوز يا کريم.

وباسمک الذي تسمّيت به وجعلته في کل عظمتک ومع کل قدرتک وفي کل سلطانک، وصيّرته في قبضتک ونوّرته بکتابک، وألبسته وقاراً منک يا اللَّه يا اللَّه أطلب أن تمحو عنّي ما أتيتک به، وانزع بدني عن مثله فإنّي بک لا إله إلّا أنت وباسمک الذي فيه تفصيل الاُمور کلّها مؤمن، هذا اعترافي لک فلا تخذلني، وهب لي عافية وانجني من الذنب العظيم هلکت فتلافني بحقّ حقوقک کلها يا کريم.

فإنّه لم يرد بما أمرتک به غيري، خلّصته من کبيرته تلک حتّي أغفرها له وأطهّره الي الأبد منها، لأني قد علمتک أسماء اُجيب بها الداعي.

يا محمّد ومن کثرت ذنوبه من اُمّتک فيما دون الکبائر حتّي يشهر بکثرتها ويمقت علي أتباعها، فليعتمدني عند طلوع الفجر، أو قبل اُفول الشفق، ولينصب وجهه إليّ وليقل:

يا ربّ يا ربّ فلان بن فلان عبدک شديد حياؤه منک لتعرّضه لرحمتک، لإصراره علي ما نهيت عنه من الذنب العظيم، يا عظيم إنّ عظيم ما أتيت به لا يعلمه غيرک، قد شمت بي فيه القريب والبعيد،

[صفحه 415]

وأسلمني فيه العدوّ والحبيب، وألقيت بيدي إليک طمعاً لأمر واحد، وطمعي ذلک في رحمتک، فارحمني يا ذا الرحمة الواسعة، وتلافني بالمغفرة والعصمة من الذنوب إني إليک متضرّع.

أسألک باسمک الذي يزيل أقدام حملة عرشک ذکره، وترعد لسماعه أرکان العرش إلي أسفل التخوم، إني أسألک بعزّ ذلک الاسم الذي ملأ کلّ شي‏ء دونک، إلّا رحمتني باستجارتي إليک باسمک هذا يا عظيم أتيتک لکذا وکذا - ويسمّي الأمر الذي أتي به- فاغفر لي تبعته وعافني من اشاعته بعد مقامي هذا يا رحيم.

فإنّه إذا قال ذلک بدّلت ذنوبه إحساناً، ورفعت دعاءه مستجاباً وغلبت له هواه.

يا محمّد ومن کان کافراً وأراد التوبة والايمان فليطّهر لي بدنه وثيابه، ثمّ ليستقبل قبلتي، وليضع حرّ جبينه لي بالسجود فإنّه ليس بيني وبينه حائل وليقل:

يا من تغشّي لباس النور الساطع الذي استضاء به أهل سماواته وأرضه، ويا من خزن رؤيته عن کلّ من هو دونه، وکذلک ينبغي لوجهه الذي عنت وجوه الملائکة المقرّبين له، إنّ الذي کنت لک فيه من عظمتک جاحداً أشدّ من کلّ نفاق، فاغفر لي جحودي، فإنّي أتيتک تائباً وها أنا ذا أعترف لک علي نفسي بالفِرية عليک فإذا أمهلت لي في الکفر ثمّ خلّصتني منه، فطوّقني حبّ الايمان الذي أطلبه منک، بحقّ ما لک من الأسماء التي منعت من دونک علمها لعظم شأنها وشدّة جلالها، وبالاسم الواحد الذي لا يبلغ أحد صفة کُنههِ، وبحقّها کلها أجرني أن أعود إلي الکفر بک، سبحانک لا إله إلّا أنت غفرانک إنّي کنت من الظالمين.

[صفحه 416]

فإنّه إذا قال ذلک لم يرفع رأسه إلّا عن رضًي منّي، وهذا له قبول.

يا محمّد ومن کثرت همومه من اُمّتک فليدعني سرّاً وليقل:

يا جالي الأحزان، ويا موسّع الضيق، ويا أولي بخلقه من أنفسهم، ويا فاطر تلک النفوس وملهمها فجورها وتقويها، نزل بي يا فارج الهمّ همّ ضقت به ذرعاً وصدراً حتّي خشيت أن أکون غرض فتنة، يا اللَّه وبذکرک تطمئنّ القلوب، يا مقلّب القلوب قلّب قلبي من الهموم إلي الرّوح والدعة، ولا تشغلني عن ذکرک بترکک ما بي من الهموم، إنّي إليک متضرّع.

أسألک باسمک الذي لا يوصف إلّا بالمعني لکتمانک هو في غيوبک ذات النور، أجلِ بحقّه أحزاني، واشرح صدري بکشوط ما بي من الهمّ يا کريم.

فإنّه إذا قال ذلک تولّيته فجلوت همومه فلن تعود إليه أبداً.

يا محمّد ومن نزلت به قارعة من فقر في دنياه فأحبّ العافية منها فلينزل بي فيها وليقل:

يا مُحلّ کنوز أهل الغني، ويا مغني أهل الفاقة من سعة تلک الکنوز بالعائدة إليهم والنظر لهم، يا اللَّه لا يسمّي غيرک إلهاً، إنّما الآلهة کلّها معبودة دونک بالفِرية والکذب، لا إله إلّا أنت، يا سادّ الفقر ويا جابر الضرّ، ويا عالم السرائر ارحم هربي إليک من فقري، أسألک باسمک الحال في غناک الذي لا يفتقر ذاکره أبداً، أن تُعيذني من لزوم فقرٍ أنسي به الدين، أو بسوء غنًي أفتتن به عن الطاعة، بحقّ نور أسمائک کلها، أطلب إليک من رزقک کفافاً للدنيا تعصم به الدين لا أجد لي

[صفحه 417]

غيرک، مقادير الأرزاق عندک، فانفعني من قدرتک فيها بما تنزعُ به ما نزل بي من الفقر، يا غنيّ.

فإنّه إذا قال ذلک نزعت الفقر من قلبه وغشيّته الغني وجعلته من أهل القناعة. يا محمّد ومن نزلت به مصيبة في نفسه أو دينه أو دنياه أو أهله أو ماله، فأحبّ فرجها فلينزلها بي وليقل:

يا مُمتنّاً علي أهل الصبر بتطوِيقکهم بالدعة التي أدخلتها عليهم بطاعتک، لا حول ولا قوّة إلّا بک، فَدَحتني مصيبةٌ قد فتنتني وأعيتني المسالک للخروج منها، واضطرّني إليک الطمع فيها مع حسن الرجاء لک فيها، فهربت إليک بنفسي وانقطعت إليک لضري ورجوتک لدعائي، قد هلکت فأغثني وأجبر مصيبتي بجلاء کربها، وإدخالک الصبر عليّ فيها، فإنّک إن خلّيت بيني وبين ما أنا فيه هلکت، فلا صبر لي، يا ذا الاسم الجامع فيه عظيم الشؤون کلّها بحقک، وأغثني بتفريج مصيبتي عنّي يا کريم.

فإنّه إذا قال ذلک ألهمته الصبر وطوّقته الشکر، وفرّجت عنه مصيبته بجبرانها.

يا محمّد ومن خاف شيئاً دوني من کيد الأعداء واللصوص، فليقل في المکان الذي يخاف فيه.

يا آخذاً بنواصي خلقه، والسافع بها إلي قدره، والمنفذ فيها حکمه، وخالقها وجاعل قضائه له غالباً وکلهم ضعيف عند غلبته، وثقت بک يا سيدي عند قوّتهم، إني مکيود لضعفي ولقوّتک علي من کادني، تعرّضت لک فسلّمني منهم، اللّهمّ فإن حلت بينهم وبيني فذلک أرجوه منک، وإن أسلمتني إليهم غيّروا ما بي من نعمک يا خير المنعمين، صلّ

[صفحه 418]

علي محمّدٍ وآل محمّد ولا تجعل تغيير نعمک علي يد أحد سواک، ولا تغيّرها أنت بي، فقد تري الذي يُراد بي، فحُل بيني وبين شرّهم بحقّ ما به تستجيب الدعاء، يا اللَّه يا رب العالمين.

فإنّه إذا قال ذلک نصرته علي أعدائه وحفظته.

يا محمّد ومن خاف شيئاً ممّا في الأرض من سبع أو هامة، فليقل في المکان الذي يخاف ذلک فيه:

يا ذارئ ما في الأرض کلها بعلمه، بعلمک يکون ما يکون مما ذرأت، لک السلطان علي ما ذرأت، ولک السلطان القاهر علي کلّ شي‏ء دونک، يا عزيز يا منيع إني أعوذ بک وبقدرتک علي کلّ شي‏ء من کلّ شي‏ء يضرّ من سبع أو هامة أو عارض من سائر الدواب، يا خالقها بفطرته، ادرأها عنّي واحجزها ولا تسلّطها عليّ، وعافني من شرّها وبأسها يا اللَّه ذا العلم العظيم حُطني بحفظک من مخاوفي يا رحيم.

فإنّه إذا قال ذلک، لم تضرّه دوابّ الأرض التي تُري والتي لا تُري.

يا محمّد ومن خاف مما في الأرض جانّاً أو شيطاناً، فليقل حين يدخله الروع:

يا اللَّه الإله الأکبر القاهر بقدرته جميع عباده، والمطاع لعظمته عند کلّ خليقته، الممضي مشيّته لسابق قدرته، أنت تکلاء ما خلقت بالليل والنهار ولا يمتنع من أردت به سوءاً بشي‏ء دونک من ذلک السوء، ولا يحول أحد دونک بين أحد وما تريد به من الخير، کل ما يري وما لا يري في قبضتک، وجعلت قبائل الجنّ والشياطين يروننا ولا نراهم، وأنّا لکيدهم خائف، فآمنّي من شرّهم وبأسهم بحقّ سلطانک العزيز، يا عزيز.

[صفحه 419]

فإنّه إذا قال ذلک لم يصل إليه من الجنّ والشياطين سوء أبداً.

يا محمّد ومن خاف سلطاناً أو أراد إليه طلب حاجة، فليقل حين يدخل عليه:

يا ممکّن هذا مما في يديه، ومسلّطه علي کلّ من دونه، ومعرّضه في ذلک لامتحان دينه علي کلّ من دونه، إنّه يسطو بمرحه فيما آتيته من الملک، ويجور فينا ويتجبّر بافتخاره بالذي ابتليته به من العظيم عند عبادک، أسألک أن تسلبه ما هو فيه أنت بقوّة لا امتناع منها عند إرادتک فيها، إني أمتنع من شرّ هذا بخيرک، وأعوذ من قوّته بقدرتک، اللّهمّ ادفعه عنّي وآمنّي من حذاري منه بحقّ وجهک وعظمتک يا عظيم.

يا محمّد فليقل إذا أراد طلب حاجة إليه:

يا مَن هو أولي بهذا من نفسه، ويا أقرب إليه من قلبه، ويا أعلم به من غيره، ويا رازقه ممّا هو في يديه مما احتاج إليه، إليک أطلب وبک أتشفّع لنجاح حاجتي، فخذ لي حين اُکلّمه بقلبه فأغلبه لي حتّي أبتزّ منه حوائجي کلها بلا امتناع منه، ولا مَنّ ولا ردّ ولا فظاظة، يا حيّاً في غني لا تموت ولا تبلي، أمِت قلبه عن ردّي بلا قضاء الحاجة، واقضِ لي طلبتي في الذي قبله، وخذه لي في ذلک أخذ عزيز مقتدر، بحقّ قدرتک التي غلبت بها العالمين.

فإنّه إذا قال ذلک قضيت حاجته ولو کانت في نفس المطلوب إليه.

يا محمّد ومن همّ بأمرين فأحبّ أن أختار أرضاهما إليّ فألزمه إيّاه، وليقل حين يريد ذلک:

اللّهمّ اختر لي بعلمک ووفّقني بعلمک لرضاک ومحبّتک، اللّهمّ اختر لي بقدرتک وجنّبني بعزّتک مَقتِک وسخطک، اللّهمّ اختر لي فيما اُريد من

[صفحه 420]

هذين الأمرين- وتسمّيهما- أحبّهما إليک وأرضاهما لک وأقربهما منک، اللّهمّ إني أسألک بالقدرة التي زويت بها علم الأشياء عن جميع خلقک أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد، وأغلب بالي وهواي وسريرتي وعلانيتي بأخذک، واسفع بناصيتي إلي ما تراه لک رضًي ولي صلاحاً فيما أستخيرک فيه حتّي تلزمني من ذلک أمراً أرضي فيه بحکمک، وأتّکل فيه علي قضاءک، واکتفي فيه بقدرتک، ولا تقلبني وهواي لهواک مخالف، ولا ما اُريد لما تُريد لي مجانب، أغلب بقدرتک التي تقضي بها ما أحببت بهواک هواي، ويسّرني لليسري التي ترضي بها عن صاحبها، ولا تخذلني بعد تفويضي إليک أمري، برحمتک التي وسعت کلّ شي‏ء، اللّهمّ أوقع خيرتک في قلبي وافتح قلبي للزومها يا کريم آمين.

فإنّه إذا قال ذلک اخترت له منافعه في العاجل والآجل.

يا محمّد ومَن أصابه معاريض بلاء من مرض فلينزل بي فيه وليقل:

يا مصحّ أبدان ملائکته، ويا مفرّغ تلک الأبدان لطاعته، ويا خالق الآدميين صحيحاً ومبتلي، ويا معرّض أهل السقم وأهل الصحّة للأجر والبليّة، ويا مداوي المرضي وشافيهم بطبّه، ويا مفرّج عن أهل البلاء بلاياهم وبجليل رحمته، قد نزل بي من الأمر ما رفضني فيه أقاربي وأهلي والصديق والبعيد، وما شمت بي فيه أعدائي، حتّي صِرت مذکوراً ببلائي في أفواه المخلوقين وأعيتني أقاويل أهل الأرض لقلّة علمهم بدواء دائي وطبّ دوائي في علمک عندک مثبت، صلّ علي محمّد وآل محمّد وانفعني بطبّک فلا طبيب أرجي عندي

[صفحه 421]

منک، ولا حميم أشدّ تعطّفاً منک عليّ، قد غيّرت بليّتک نعمک عليّ فحوّل ذلک عني إلي الفرج والرخاء فإنّک إن لم تفعل لم أرجه من غيرک فانفعني بطبّک وداوني بدوائک يا رحيم.

فإنّه إذا قال ذلک صرفت عنه ضرّه وعافيته منه.

يا محمّد ومَن نزل به القحط من اُمّتک، فإني إنّما أبتلي بالقحط أهل الذنوب فليجأروا إليّ جميعاً، أو ليجأرَ إليّ جائرهم، وليقل:

يا معيننا علي ديننا باحيائه أنفسنا بالذي نشر علينا من رزقه، نزل بنا أمر عظيم لا يقدر علي تفريجه عنّا غير منزله، يا منزله عجز العباد عن فرجه، فقد أشرفت الأبدان علي الهلاک، وإذا هلکت الأبدان هلک الدين، يا ديّان العباد ومدبّر اُمورهم بتقدير أرزاقهم، لا تحولنّ بيننا وبين رزقک، و هنّئنا ما أصبحنا فيه من کرامتک لک متعرّضين، قد اُصيب من لا ذنب له من خلقک بذنوبنا، فارحمنا بمن جعلته أهلاً لذلک حين تُسأل به يا رحيم لا تحبس عن أهل الأرض ما في السماء، وانشر علينا رحمتک وابسط علينا کنفک وعد علينا بقبولک، وعافنا من الفتنة في الدين والدنيا، وشماتة القوم الکافرين، يا ذا النفع والضرّ إنّک إن أنجيتنا فبلا تقديم منّا لأعمال حسنة ولکن لإتمام ما بنا من الرحمة، وإن رددتنا فبلا ظلم منک لنا ولکن بجنايتنا، فاعفُ عنّا قبل انصرافنا واقلبنا بانجاح الحاجة يا عظيم.

فإنّه إن لم يُرد ممّا أمرتک أحداً غيري، حوّلت لأهل تلک البلدة بالشدة رخاء وبالخوف أمناً، وبالعسر يسراً، وذلک لأني قد علّمتک دعاء عظيماً.

يا محمّد ومَن أراد الخروج من أهله لحاجة أو سفر، فأحبّ أن أودّيه سالماً مع

[صفحه 422]

قضائي له الحاجة، فليقل حين يخرج من بيته:

بسم اللَّه مخرجي وبإذنه خرجت، وقد علم قبل أن أخرج خروجي، وقد أحصي علمه ما في مخرجي ومرجعي، توکّلت علي الإله الأکبر توکّل مفوّض إليه أمره ومستعين به علي شؤنه، مستزيد من فضله، مبرئ نفسه من کلّ حول ومن کلّ قوّة إلّا به، خروج ضرير خرج بضرّه إلي من يکشفه، وخروج فقير خرج بفقره إلي من يسدّه، وخروج عائل خرج بعيلته إلي من يغنيها، وخروج من ربّه أکبر ثقته وأعظم رجائه وأفضل اُمنيّته، اللَّه ثقتي في جميع اُموري کلّها به فيها جميعاً أستعين، ولا شي‏ء إلّا ما شاء اللَّه في علمه، أسأل اللَّه خير المخرج والمدخل لا إله إلّا هو إليه المصير.

فإنّه إذا قال ذلک وجّهت له في مدخله ومخرجه السرور، وأدّيته سالماً.

يا محمّد ومَن أراد من اُمّتک ألّا يحول بين دعائه وبيني حائل، وأن اُجيبه لأيّ أمر شاء، عظيماً کان أو صغيراً في السرّ والعلانية، إليّ أو إلي غيري فليقل آخر دعائه:

يا اللَّه المانع بقدرته خلقه، والمالک بها سلطانه، والمتسلّط بما في يديه کلّ مرجوّ دونک يخيب رجاء راجيه وراجيک مسرور لا يخيب، أسألک بکلّ رضًي لک من کلّ شي‏ء أنت فيه، وبکلّ شي‏ء تحب أن تذکر فيه، وبک يا اللَّه فليس يعدلک شي‏ء أن تصلّي علي محمّد وآله، وأن تحوطني ووالديّ وولدي وإخواني وأخواتي ومالي بحفظک، وأن تقضي حاجتي في کذا وکذا.

فإنّه إذا قال ذلک قضيت حاجته قبل أن يزول من مکانه.

[صفحه 423]

يا محمّد ومن أراد طلب شي‏ء من الخير الذي يتقرّب به العباد إليّ، وأن أفتح له به کائناً ما کان، فليقل حين يريد ذلک:

يا دالّنا علي المنافع لأنفسنا من لزوم طاعته، ويا هادينا لعبادته التي جعلها سبيلاً إلي درک رضاه، إنّما يفتح الخير وليّه، يا وليّ الخير قد أردت منک کذا وکذا- ويسمّي ذلک الأمر- ولم أجد إليه باب سبيل مفتوحاً ولا ناهج طريق واضح ولا تهيئة سبب تيسر، أعيتني فيه جميع أموري کلها في الموارد والمصادر، وأنت وليّ الفتح لي بذلک؛ لأنّک دللتني عليه فلا تحظره عنّي ولا تجبهني عنه بردٍ، فليس يقدر عليه أحد غيرک، وليس عند أحد إلّا عندک، أسألک بمفاتح غيوبک کلها وجلال علمک کله، وعظيم شؤنک کلها، إقرار عيني وإفراح قلبي، وتهنيتک إيّاي بإسباغ نعمک عليّ، تيسير قضاء حوائجي ونسخکها في حوائج من نخست حاجته مقضيّة، لا تقلبني بحقک عن اعتمادي لک إلّا بها، فإنّک أنت الفتّاح بالخيرات، وأنت علي کلّ شي‏ءٍ قدير، فيا فتّاح يا مدبّر هيّئ لي تيسير سببها وسهّل عليّ باب طريقها، وافتح لي من غناک باب مدخلها، ولينفعني جاري بک فيها يا رحيم. فإنّه إذا قال ذلک فتحت له باب الخير برضاي عنه وجعلته لي وليّاً.

يا محمّد ومن أراد من اُمّتک أن اُعافيه من الغلّ والحسد والرياء والفجور، فليقل حين يسمع تأذين السحر:

يا مطفئ الأنوار بنوره، ويا مانع الأبصار من رؤيته، ويا محيّر القلوب في شأنه إنّک طاهر مطهّر يطهر بطهرتک من طهّرته بها، وليس من دونک أحد أحوج إلي تطهيرک إيّاه منّي لديني وبدني وقلبي، فأيّة

[صفحه 424]

حال کنت فيها مجانباً لک في الطاعة والهدي، فالزمني وإن کرهت حبّ طاعتک، بحقّ محل جلالک منک حتي أنال فضيلة الطُهرة منک لجميع شؤني، ربّ واجعل ما ظهر من طهرتک علي بدني طهرة خير حتّي تطهّر به منّي ما اُکِنّ في صدري واُخفيه في نفسي، واجعلني علي ذلک أحببت أم أکرهت واجعل محبّتي تابعةً لمحبّتک، واشغلني بنفسي عن کلّ من دونک شغلاً يدوم فيه العمل بطاعتک، واشغل غيري عنّي للمعافاة من نفسي ومن جميع المخلوقين.

فإنّه إذا قال ذلک ألزمته حبّ أوليائي وبغض أعدائي، وکفيته کلّ الذي أکفي عبادي الصالحين.

يا محمّد ومن کانت له حاجة سرّاً، بالغة ما بلغت إليّ أو إلي غيري، فليدعني في جوف الليل خالياً، وليقل وهو علي طهر:

يا اللَّه ما أجد أحداً إلّا وأنت رجاؤه ومن أرجي خلقک لک أنا يا اللَّه، وليس شي‏ء من خلقک إلّا وهو واثق ومن أوثق خلقک بک أنا يا اللَّه، وليس أحد من خلقک إلّا وهو لک في حاجته معتمد وفي طلبته سائل، ومِن الحفهم سؤالاً لک أنا، ومن أشدّهم اعتماداً لک أنا؛ لأني أمسيت شديداً ثقتي في طلبتي إليک وهي کذا وکذا- وسمّها- فإنّک إن قضيتها قُضيت، وإن لم تقضها فلا تُقضي أبداً، وقد لزمني من الأمر ما لابدّ لي منه، فلذلک طلبت إليک يا منفّذ أحکامه بإمضائها، امض قضاء حاجتي هذه بإثباتکها في غيوب الاجابة حتّي تقلبني بها منجحاً حيث کانت تغلب لي فيها أهواء جميع عبادک، وامنن عليّ بإمضائها وتيسيرها ونجاحها، فيسّرها لي فإنّي مضطرّ إلي قضائها،

[صفحه 425]

وقد علمت ذلک فاکشف ما بي من الضرّ بحقّک الذي تقضي به ما تريد.

فإنّه إذا قال ذلک قضيت حاجته قبل أن يزول، فليطب بذلک نفسه.

يا محمّد إنّ لي علماً أبلغ به من علمه رضاي مع طاعتي، وأغلب له هواه إلي محبّتي، فمن أراد ذلک فليقل:

يا مزيل قلوب المخلوقين عن هواهم إلي هواه، ويا قاصر أفئدة العباد لإمضاء القضاء بنفاذ القدر، ثبّت قلبي علي طاعتک ومعرفتک وربوبيّتک، وأثبت في قضاءک وقدرک البرکة في نفسي وأهلي ومالي في لوح الحفظ المحفوظ بحفظک يا حفيظ الحافظ حفظه، احفظني بالحفظ الذي جلعت من حفظته به محفوظاً، وصيّر شؤني کلها بمشيّتک في الطاعة لک منّي مؤاتية، وحبّب إليّ حبّ ما تحب من محبّتک إليّ في الدين والدنيا، أحيني علي ذلک وتوفّني عليه واجعلني من أهله علي کلّ حال أحببت أم کرهت يا رحيم.

فإنّه إذا قال ذلک لم أرِهِ في دينه فتنة، ولم اُکره إليه طاعتي ومرضاتي أبداً.

يا محمّد ومَن أحبّ من اُمّتک رحمتي وبرکاتي ورضواني وتعطّفي وقبولي وولايتي وإجابتي، فليقل حين تزول الشمس أو يزول الليل:

اللّهمّ ربّنا لک الحمد کلّه جملته وتفصيله، کما استحمدت به إلي أهله الذين خلقتهم له، اللّهمّ ربّنا لک الحمد کلّه جملته وتفصيله کما استحمدت به إلي أهله الذين خلقتهم له، اللّهمّ ربّنا لک الحمد حمداً کما يحمدک من بالحمد رضيت عنه لشکر ما به من نعمک، اللّهمّ ربّنا لک الحمد کما رضيت به لنفسک وقضيت به علي عبادک، حمداً مرغوباً فيه عند أهل الخوف منک لمهابتک، ومرهوباً عند أهل العزّة بک

[صفحه 426]

لسطواتک، ومشهوداً عند أهل الإنعام منک لإنعامک، سبحانک متکّبراً في منزلة تذبذبت أبصار الناظرين وتحيّرت عقولهم عن بلوغ علم جلالها، تبارکت في منازلک کلّها، وتقدّست في الآلاء التي أنت فيها أهل الکبرياء، لا إله إلّا أنت الکبير الأکبر، للفناء خلقتنا وأنت الکائن للبقاء فلا تفني ولا نبقي، وأنت العالم بنا ونحن أهل الغرّةِ بک والغفلة عن شأنک، وأنت الذي لا تغفل بسنة ولا نوم، بحقک يا سيدي أجرني من تحويل ما أنعمت عليّ به في الدين والدنيا في أيام الدنيا يا کريم.

فإنّه إذا قال ذلک کفيته کلّ الذي أکفي عبادي الصالحين الحامدين الشاکرين.

يا محمّد ومن أراد من اُمّتک حفظي وکلائتي ومعونتي، فليقل عند صباحه ومسائه ونومه:

آمنت بربّي، وهو اللَّه الذي لا إله إلّا هو إله کلّ شي‏ء ومنتهي کلّ علم ووارثه، وربّ کل ربّ، واُشهد اللَّه علي نفسي بالعبوديّة والذل والصغار، وأعترف بحسن صنائع اللَّه إليّ، وأبوء علي نفسي بقلّة الشکر، وأسأل اللَّه في يومي هذا وفي ليلتي هذه بحقّ ما يراه له حقاً علي ما يراه منّي له رضاً وإيماناً وإخلاصاً ورزقاً واسعاً ويقيناً خالصاً، بلا شکٍ ولا ارتياب، حسبي إلهي من کلّ من هو دونه، واللَّه وکيلي من کلّ من سواه، آمنت بسرّ علم اللَّه کلّه وعلانيته، وأعوذ بما في علم اللَّه کلّه من کلّ سوء ومن کلّ شرٍّ، سبحان العالم بما خلق اللطيف فيه المحصي له القادر عليه، ما شاء اللَّه لا قوّة إلّا باللَّه أستغفر اللَّه وإليه المصير.

[صفحه 427]

فإنّه إذا قال ذلک جعلت له في خلقي جهة وعطفت عليه قلوبهم وجعلته في دينه محفوظاً.

يا محمّد إنّ السحر لم يزل قديماً وليس يضرّ شيئاً إلّا بإذني، فمن أحبّ أن يکون من أهل عافيتي من السحر فليقل:

اللّهمّ ربّ موسي وخاصّه بکلامه، وهازم من کاده بسحره بعصاه، ومعيدها بعد العود ثعباناً وملقفها إفک أهل الإفک، ومفسد عمل الساحرين ومبطل کيد أهل الفساد، من کادني بسحر أو بضرّ عامداً أو غير عامد، أعلمه أو لا أعلمه أخافه أو لا أخافه، فاقطع من أسباب السماوات عمله حتّي ترجعه عنّي غير نافذ ولا ضائر لي ولا شامت بي، إني أدرء بعظمتک في نحور الأعداء، فکن لي منهم مدافعاً أحسن مدافعة وأتمّها يا کريم.

فإنّه إذا قال ذلک لم يضرّه سحر ساحر، جنّي ولا إنسيّ أبداً.

يا محمّد ومن أراد من اُمّتک تُقبل الفرائض والنوافل منه، فليقل خلف کلّ فريضة أو تطوّع:

يا شارعاً لملائکته الدين القيّم ديناً راضياً به منهم لنفسه، ويا خالق من سِوي الملائکة من خلقه للابتلاء بدينه، ويا مستخصّاً من خلقه لدينه رسلاً بدينه إلي من دونهم، ويا مجازي أهل الدين بما عملوا في الدين، اجعلني بحق اسمک الذي کل شي‏ء من الخيرات منسوب إليه من أهل دينک المؤثر به بإلزامکهم حقّهُ، وتفريغک قلوبهم للرغبة في أداء حقّک فيه إليک، لا تجعل بحقّ اسمک الذي فيه تفصيل الاُمور کلّها شيئاً سوي دينک عندي أبين فضلاً، ولا إليّ أشدّ تحبباً ولا بي لاصقاً،

[صفحه 428]

ولا أنا إليه منقطعاً، واغلب بالي وهواي وسريرتي وعلانيتي، واسفع بناصيتي إلي کلّ ما تراه لک منّي رضي من طاعتک في الدين.

فإنّه إذا قال ذلک تقبّلت منه النوافل والفرائض، وعصمته فيها من العُجب وحبّبت إليه طاعتي وذکري.

يا محمّد ومَن ملاءه هَمَّ دين من اُمّتک فلينزل بي وليقل:

يا مبتلي الفريقين أهل الفقر وأهل الغني، وجازيهم بالصبر في الذي ابتليتهم به، ويا مزيّن حبّ المال عند عباده ومُلهِم الأنفس الشحّ والسخاء، ويا فاطر الخلق علي الفظاظة واللين، غمّني دين فلان بن فلان، وفضحني بمنّه عليّ به، وأعياني باب طلبته إلّا منک، يا خير مطلوب إليه الحوائج، يا مفرّج الأهاويل فرّج همّي وأهاويلي في الذي لزمني من دين فلان بتيسيرکه لي من رزقک، فاقضه يا قدير ولا تهني بتأخير أدائه ولا بتضييقه عليّ، ويسّر لي أداءه فإنّي به مسترقّ، فافکک رقّي من سعتک التي لا تبيد ولا تغيض أبداً.

فإنّه إذا قال ذلک صرفت عنه صاحب الدين وأدّيته إليه عنه.

يا محمّد ومن أصابه بر وايع فأحبّ أن أتمّ عليه النعمة واُهنّئه الکرامة وأجعله وجيهاً عندي فليقل:

يا حاشي العزّ قلوب أهل التقوي، ويا متولّيهم بحسن سرائرهم، ويا مؤمّنهم بحسن تعبّدهم، أسألک بکلّ ما قد أبرمته إحصاء من کلّ شي‏ء قد أتقنته علماً، أن تستجيب لي بتثبيت قلبي علي الطمأنينة والايمان، وأن تولّيني من قبولک ما تبلغني به شدّة الرغبة في طاعتک حتّي لا اُبالي أحداً سواک ولا أخاف شيئاً من دونک يا رحيم.

[صفحه 429]

فإنّه إذا قال ذلک آمنته من روايع الحدثان في نفسه ودينه ونعمه.

يا محمّد قل للّذين يريدون التقرّب إليّ: اعلموا علم يقين أن هذا الکلام أفضل ما أنتم متقرّبون به إليّ بعد الفرائض، وذلک أن تقول:

اللّهمّ إنّه لم يمس أحد من خلقک أنت أحسن إليه صنيعاً، ولا له أدوم کرامة ولا عليه أبين فضلاً، ولا به أشدّ ترفّقاً، ولا عليه أشدّ حيطة، ولا عليه أشدّ تعطّفاً منک عليّ، وإن کان جميع المخلوقين يعدّون من ذلک مثل تعديدي، فاشهد يا کافي الشهادة، بأني أشهدک بنيّة صدق بأنّ لک الفضل والطول في إنعامک عليّ مع قلّة شکري لک فيها، يا فاعل کلّ إرادته صلّ علي محمّد وآله وطوّقني أماناً من حلول السخط فيه لقلّة الشکر، وأوجب لي زيادة من اتمام النعمة بسعة المغفرة، أنظرني خيرک، وصلّ علي محمّد وآله ولا تقايسني بسريرتي، وامتحن قلبي لرضاک واجعل ما تقرّبت به إليک في دينک لک خالصاً ولا تجعله للزوم شبهة أو فخر أو رياء أو کبر يا کريم.

فإنّه إذا قال ذلک أحبّه أهل سماواتي وسمّوه الشکور.

يا محمّد ومن أراد من اُمّتک ألّا يکون لأحد عليه سلطان بکفايتي إيّاه الشرور فليقل:

يا قابضاً علي الملک لما دونه، ومانعاً من دونه نيل شي‏ء من ملکه، يا مغني أهل التقوي باماطته الأذي في جميع الاُمور عنهم، لا تجعل ولايتي في الدين والدنيا إلي أحدٍ سواک، واسفع بنواصي أهل الخير کلّهم إليّ حتّي أنال من خيرهم خيره، وکن لي عليهم في ذلک معيناً، وخُذ لي بنواصي أهل الشرّ کلهم، وکن لي منهم في ذلک حافظاً وعنّي

[صفحه 430]

مدافعاً ولي مانعاً حتّي أکون آمناً بأمانک لي بولايتک لي من شرّ من لا يؤمَن شره إلّا بأمانک يا أرحم الراحمين.

فإنّه إذا قال ذلک لم يضرّه کيد کائد أبداً.

يا محمّد ومَن أراد من اُمّتک أن تربح تجارته، فليقل حين يبتدئ بها:

يا مربّي نفقات أهل التقوي ومضاعفها، ويا سائق الأرزاق شحاً إلي المخلوقين، ويا مفضّلنا بالأرزاق بعضنا علي بعض، سقني ووجهني في تجارتي هذه إلي وجه غني عاصم شکور آخذه بحسن شکر لتنفعني به وتنفع به مني، يا مربح تجارات العالمين بطاعته، سق لي في تجارتي هذه رزقاً ترزقني فيه حسن الصنع فيما ابتلتني به، وتمنعني فيه من الطغيان والقنوط، يا خير ناشرٍ رزقه لا تشمت بي عدوّي بردّک دعائي بالخسران لي، وأسعدني بطلبتي منک وبدعائي إيّاک يا أرحم الراحمين.

فإنّه إذا قال ذلک أربحت تجارته وأربيتها له.

يا محمّد ومَن أراد من اُمّتک الأمان من بليّتي والإستجابة لدعوتي، فليقل حين يسمع تأذين المغرب:

يا مسلّط نقمه علي أعدائه بالخذلان لهم في الدنيا والعذاب لهم في الآخرة، ويا موسعاً علي أوليائه بعصمته إيّاهم في الدنيا وحسن عائدته، يا شديد النکال بالإنتقام، ويا حسن المجازات بالثواب ويا بارئ خلق الجنّة والنار وملزم أهلهما عملهما والعالم بمن يصير إلي جنّته وناره، يا هادي يا مضلّ يا کافي يا معافي يا معاقب، اهدني

[صفحه 431]

بهداک وعافني بمعافاتک من سکني جهنم مع الشياطين، وارحمني فإنّک إن لم ترحمني کنت من الخاسرين، وأعذني من الخسران بدخول النار وحرمان الجنّة، بحقّ لا إله إلّا أنت يا ذا الفضل العظيم. فإنّه إذا قال ذلک تغمّدته في ذلک المقام الذي يقول فيه برحمتي.

يا محمّد ومن کان غائباً فأحبّ أن اُؤدّيه سالماً مع قضائي له الحاجة فليقل في غربته:

يا جامعاً بين أهل الجنة علي تألّف من القلوب، وشدّة تواجد في المحبّة، ويا جامعاً بين طاعته وبين من خلقه لها، ويا مفرّجاً عن کلّ محزون، ويا موئل کل غريب، ويا راحمي في غربتي بحسن الحفظ والکلاءة والمعونة لي، ويا مفرّج ما بي من الضيق والحزن بالجمع بيني وبين أحبّتي، ويا مؤلّفاً بين الأحباب، لا تفجعني بانقطاع أوبة أهلي وولدي عنّي، ولا تفجع أهلي بانقطاع أوبتي عنهم، بکلّ مسائلک أدعوک فاستجب لي، فذلک دعائي إيّاک فارحمني يا أرحم الراحمين.

فإنّه إذا قال ذلک آنسته في غربته وحفظته في الأهل وأدّيته سالماً مع قضائي له الحاجة.

يا محمّد ومَن أراد من اُمّتک أن أرفع صلاته مضاعفة، فليقل خلف کلّ صلاة افترضت عليه، وهو رافع يديه آخر کلّ شي‏ء:

يا مبدئ الأسرار ومبيّن الکتمان، وشارع الأحکام وذارئ الأنعام وخالق الأنام وفارض الطاعة وملزم الدين وموجب التعبّد، أسألک بحقّ تزکية کلّ صلاة زکّيتها، وبحقّ من زکّيتها له، وبحقّ من زکّيتها به

[صفحه 342]

أن تجعل صلاتي هذه زاکية متقبّلة بتقبلکها ورفعکها وتصييرک بها ديني زاکياً، وإلهامک قلبي حسن المحافظة عليها حتّي تجعلني من أهلها الذين ذکرتهم بالخشوع فيها، أنت وليّ الحمد کلّه، فلا إله إلّا أنت، فلک الحمد کلّه بکلّ حمدٍ أنت له وليّ وأنت وليّ التوحيد کلّه، فلا إله إلّا أنت فلک التوحيد کلّه بکلّ توحيد أنت له وليّ، وأنت وليّ التهليل کلّه فلا إله إلّا أنت فلک التهليل کلّه بکلّ تهليل أنت له وليّ، وأنت وليّ التسبيح کله فلا إله إلّا أنت فلک التسبيح کلّه بکلّ تسبيح أنت له وليّ، وأنت وليّ التکبير کلّه، فلا إله إلّا أنت فلک التکبير کلّه بکلّ تکبير أنت له وليّ، ربّ عُد عليّ في صلاتي هذه برفعکها زاکية متقبّلة إنّک أنت السميع العليم.

فإنّه إذا قال ذلک رفعت له صلاته مضاعفة في اللوح المحفوظ.[1].

قال العلّامة المجلسي رحمه الله أقول: وجدتُ في بعض کتب الاجازات إسناداً لأدعية السِرّ، وهو هذا: من خطّ السيد نظام الدين أحمد الشيرازي الفقير إلي اللَّه الغني المغني أحمد ابن‏الحسن بن إبراهيم الحسني الحسيني، يروي عن عمّه ومخدومه عبد الملّة والدين إسماعيل، عن والده ومخدومه شرف الإسلام وعزّ المسلمين إبراهيم، عن شيخ شيوخ المحدّثين صدر الحق والدين إبراهيم بن محمّد بن المؤيّد، عن الشيخ السديد يوسف بن عليّ بن مطهّر الحلي، عن الشيخ الإمام مهذّب الدين أبي‏عبداللَّه الحسين بن الفرج النيلي، عن الشيخ المفيد أبي‏علي الحسن بن محمّد الطوسي، عن الشيخ الإمام أبي‏جعفر محمّد بن الحسن ابن‏عليّ الطوسي، عن الشيخ الإمام صدر الدين أيضاً، عن الإمام بدر الدين

[صفحه 433]

محمّد بن أبي‏الکرم عبدالرزاق بن أبي‏بکر بن حيدر، عن القاضي فخر الدين محمّد بن خالد الأبهري، عن السيد الإمام ضياء الدين أبي‏الرضا فضل اللَّه بن علي الراوندي، قال: أخبرنا السيد الإمام أبوالصمصام ذو الفقار بن محمّد بن معبد الحسني، قال: أخبرنا الشيخ أبوجعفر محمّد ابن‏الحسن الطوسي، قال: حدّثنا أبوعبداللَّه الحسين بن عبيد اللَّه بن إبراهيم الغضائري، عن أبي‏محمّد هارون بن موسي التلعکبري، قال: حدّثني أبوعلي محمّد بن همّام، قال: حدّثني الحسن بن زکريّا البصري، قال: حدّثني صهيب بن عبّاد بن صهيب، عن أبيه عبّاد، عن أبي‏عبداللَّه جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن آبائه، عن مولانا أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب صلوات اللَّه عليه قال: کان لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله سِرٌّ فلما عثر عليه... إلي آخر أدعية السرّ.

أقول: وهناک سند آخر للسيد الأجل عليّ بن طاووس، في کتاب فتح الأبواب في الاستخارات، لم نتعرّض له اکتفاءاً بهذا السند.


صفحه 414، 415، 416، 417، 418، 419، 420، 421، 422، 423، 424، 425، 426، 427، 428، 429، 430، 431، 342، 433.








  1. البلد الأمين، أدعية السرّ:515-504؛ البحار 306:95.