الدعاء في الإستسقاء















الدعاء في الإستسقاء



1/1487- عن علي رضي الله عنه:

اللّهمّ خرجنا إليک حين اعتکرت علينا حدائر السنين، وأخلفتنا مخايل الجَود،

[صفحه 390]

فکنت الرجاء للمستيئس، والبلاغ للملتمس، ندعوک حين قنط الأنام، ومنع الغمام، وهلک السوام، فانشر علينا رحمتک بالسحاب المنبعق والربيع المغدق، والنبات المونق.

اللّهمّ سقياً منک تعشب بها نجادنا، وتجري بها وهادنا، وأنزل علينا سماء مخضلة مدراراً، بدافع الورق، و يحفز القطر منها القطر.[1].

2/1488- أخبرنا حمزة بن عبداللَّه، قال: أخبرنا الحسين بن خالويه، قال: حدّثنا ابن‏دريد، قال: حدّثنا السَکَن بن سعيد، عن محمّد بن عبّاد الکلبي، عن أبيه، قال: حدّثنا حوثَرة بن الهِرماس وکان شيخاً هِمّاً، وذکر وفود بني دارم الي أميرالمؤمنين علي- صلوات اللَّه عليه-، وذکر حديث الإستسقاء بطوله، وقال فيه: فقام إليه منّا رجل من حسلٍ فقال: يا أميرالمؤمنين جادَتکَ الأنواء وضفا لديک البلاء، وتُمِمّت بک الآلاء، وکُشِفَت بيُمنک اللأواء، أتتک عمائم من أفناء دارِم، تطوي إليک سُهُوبَ الأملاء، بالحراجيج الأبلاء، تبثک أزّباتِ اللؤواء ولزبات الشَهباء، تَزدَلِفُ بک وتستمطِر بغرتک، وتستدفعُ البلوي بسُننک.

وقام إليه أبوسرادق فتکلّم بکلامٍ قال في آخره: أنت ربيع الأيام، وعصرة الأنام، ومصباح الظلام وغاية المِعدام، والسيد الهمام والإمام القمقام، لا معتصر عنک ولا معتصم دونک، فقال أميرالمؤمنين- صلوات اللَّه عليه-:

الحمد للَّه والصلاة علي خير خلق اللَّه وسلام علي المصطفين من عباد اللَّه، يا قنبر نادِ الصلاة جامعة، ثمّ نهض مضجراً بنصيفٍ مزبزق، کأنما غرته البدر لتمه يکاد يعش الناظرين يؤم المسجد، فصلي ثمّ دنا من القبر فتمتم بکلمات لم أوجزهنّ ثمّ قام قانتاً فقال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: اللّهمّ ربّ السبع الطباق والرقع الوثاق، خالق الخلق وباسط الرزق، عالم الخفيّات وکاشف الکربات ومجيب الدعوات وقابل الحسنات

[صفحه 391]

وغافر السيّئات ومقيل العثرات ومنزل البرکات من فوق سبع سماوات بعلمک من خزائن رحمتک وأکناف کرامتک، علي شاکر آلائک وکافر نعمائک من عبادک وقطان بلادک رأفة منک لهم ونعمة عليهم.

أنت غاية الطالبين وملاذ الهاربين أتاک ملأ من عبيدک بازاء قبر نبيّک نزدلف إليک بعبدک ونشکوا ما أنت أعلم به، اللّهمّ فإنّا نسألک بک فلا شي‏ء أعظم منک وبما استقلّ به عرشک من عظمتک التي وسعت کلّ شي‏ء السماء والأرض وملئت البر والبحر أنّ تصلّي علي محمّد خاتم النبيّين وسيّد الأوّلين والآخرين، اللّهمّ کاشف الضرّ ومزيل الأزل، أزل عن عبادک ما قد غشيهم من آياتک وبرّح بهم من عقابک، إنّه لا يکشف إلّا أنت إنّک رؤوف رحيم.[2].


صفحه 390، 391.








  1. ربيع الأبرار للزمخشري 150:1؛ وذکره أبوالنصر في کتابه (علي بن أبي‏طالب):278.
  2. دستور معالم الحِکَم ومأثور مکارم الشِيَم، للقاضي أبي‏عبداللَّه محمّد بن سلامة القضاعي:179.