واما اسباب الفقر عند الامام علي











واما اسباب الفقر عند الامام علي‏



إنَّ اللّهَ سُبْحانَهُ فَرَضَ في أَمْوَالِ الأغْنِياءِ أقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ

1- ما جاعَ فَقِيرٌ إلّا بِما مَنَعَ بِهِ غَنِيٌّ، واللّهُ تعالي جَدّهُ سائِلُهُمْ عَنْ ذَلِکَ.[1].

2- ثُمَّ إِنَّ لِلْوالِي خاصَّةً وَبِطانَةً فِيهِمُ اسْتِئْثارٌ وَتَطاوُلٌ، وَقِلَّةُ إِنْصافٍ فِي مُعامَلَةٍ، فَاحْسِمْ‏مادَّةَ أُوْلئِکَ بِقَطْعِ أَسْبابِ تِلْکَ الْأَحْوالِ، وَلا تُقْطِعَنَّ لِأَحَدٍ مِنْ حاشِيَتِکَ وَحامَّتِکَ قَطِيعَةً، وَلا يَطْمَعَنَّ مِنْکَ فِي اعْتِقادِ عُقْدَةٍ تَضُرُّ بِمَنْ يَلِيها مِنَ النّاسِ فِي شِرْبٍ أَوْ عَمَلٍ مُشْتَرَکٍ يَحْمِلُونَ مَؤُونَتَهُ عَلي غَيْرِهِمْ، فَيَکُونَ‏مَهْنَأُ ذلِکَ لَهُمْ دُونَکَ، وَعَيْبُهُ عَلَيْکَ فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ.[2].

3- وَإِنَّما يُؤْتي خَرابُ الْأَرْضِ مِنْ إِعْوازِ أَهْلِها، وَإِنَّما يُعْوِزُ أَهْلُها لِإِشْرافِ أَنْفُسِ الْوُلاةِ عَلَي الْجَمْعِ، وَسُوءِ ظَنَّهِمْ بِالْبَقاءِ، وَقِلَّةِ انْتِفاعِهِمْ بِالْعِبَرِ.[3].

...فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْکَ أَمْرٌ إِنْ کُنتَ فَعَلْتهُ فَقَدْ أَسْخَطْتَ رَبَّکَ، وَعَصَيْتَ إِمامَکَ، وَأَخْزَيْتَ أَمانَتَکَ، بَلَغَنِي أَنَّکَ جَرَّدْتَ الْأَرْضَ فَأَخَذْتَ ما تَحْتَ قَدَمَيْکَ، وَاَکَلْتَ ما تَحْتَ يَدَيْکَ، فَارْفَعْ إِلَيَّ حِسابَکَ، وَاعْلَمْ أَنَّ حِسابَ اللّهِ أَعْظَمُ مِنْ حِسابِ النّاسِ...[4].

[صفحه 121]

...أَأقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقالَ هذا أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ وَلا أُشارِکّهُمْ فِي مَکارِهِ الدَّهْرِ أَوْ أَکُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ، فَما خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَکْلُ الطَّيِّباتِ کَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّها عَلَفُها، أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغْلُها تَقَمُّمُها، تَکْتَرِشُ مِنْ أَعْلافِها، وَتَلْهُو عَمّايُرادُبِها، أَوْ أُتْرَکَ سُديً، أَوْ أُهْمَلَ عابِثاً، أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلالَةِ، أَوْ أَعْتَسِفَ طَرِيقَ الْمَتاهَةِ.[5].

4- لکلّ نعمة مفتاح ومغلاق. فمفتاحها الصَبر، ومغلاقها الکسل.-[6] اياکم والکسل. فانّه من کسل لم يؤدّ للَّه حقّاً.[7].

- انّ الأشياء لمّا ازدوجت ازدوج الکسل والعجز فنتج الفقر.[8].

5- عَجِبْتُ لِلْبَخِيلِ يَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ الَّذِي مِنْهُ هَرَبَ، وَيَفُوتُهُ الْغِنَي الَّذِي إِيّاهُ طَلَبَ، فَيَعِيشُ فِي الدُّنْيا عَيْشَ الْفُقَراءِ، وَيُحاسَبُ فِي الْاخِرَةِ حِسابَ الْأَغْنِياءِ...[9].

6- وَاللَّهِ لا أَطُورُ بِهِ ما سَمَرَ سَمِيرٌ، وَما أَمَّ نَجْمٌ في السَّماءِ نَجْماً!، وَلَوْ کانَ الْمالُ لِي لَسَّوَيْتُ بَيْنَهُمْ فَکَيْفَ وَإنَّمَا الْمالُ مالُ اللَّهِ! أَلا وَإنَّ إعْطاءَ الْمالِ في غَيْرِ حَقِّهِ تَبْذِيرٌ وَإسْرافٌ، وَهُوَ يَرْفَعُ صاحِبَهُ في الدُّنْيا، وَيَضَعُهُ في الْأخِرَةِ، وَيُکْرِمُهُ في النّاسِ، وَيُهِينُهُ عِندَ اللَّهِ، وَلَمْ يَضَعِ امْرُوٌ مالَهُ في غَيْرِ حَقِّهِ وَعِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ إلاّ حَرَمَهُ اللَّهُ شُکْرَهُمْ، وَکانَ لِغَيْرِهِ وُدُّهُمْ...[10].

[صفحه 122]

- فَدَعِ الاِْسْرافَ مُقْتَصِداً، وَاذْکُرْ فِي الْيَوْمِ غَدًا، وَأَمْسِکْ مِنَ الْمالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِکَ، وَقَدِّمِ الْفَضْلَ لِيَوْمِ حاجَتِکَ.

أَتَرْجُو أَنْ يُعْطِيَکَ اللّهُ أَجْرَ الْمُتَواضِعِينَ وَأَنْتَ عِنْدَهُ مِنَ الْمُتَکَبِّرِينَ؟ وَتَطْمَعُ- وَأَنْتَ مُتَمَرِّغٌ فِي النَّعِيمِ تَمْنَعُهُ الضَّعِيفَ وَالْأَرْمَلَةَ- أَنْ يُوجِبَ لَکَ ثَوابَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَإِنَّمَا الْمَرْءُ مَجْزِيٌّ بِما سَلَفَ وَقادِمٌ عَلي ما قَدَّمَ...[11].

7-... وَاعْلَمْ- مَعَ ذلِکَ- أَنَّ فِي کَثِيرٍ مِّنْهُمْ‏ضِيقاً فاحِشاً، وَشُحَاً قَبِيحاً،وَاحْتِکاراً لِلْمَنافِع، وَتَحَکُّماً فِي الْبِياعاتِ، وَذلِکَ بابُ مَضَرَّةِ لِلْعامَّةِ، وَعَيْبٌ عَلَي الْوُلاةِ. فَامْنَعْ مِنَ الْإِحْتِکارِ، فَإِنَّ رَسُولَ‏اللّهِ صلي الله عليه و آله مَنَعَ مِنْهُ...[12].

8-... يا عُدَيَّ نَفْسِهِ لَقَدِ اسْتَهامَ بِکَ الْخَبِيثُ، أَمارَحِمْتَ أَهْلَکَ وَوَلَدَکَ؟ أَتَرَيَ اللّهَ أَحَلَّ لَکَ الطَّيِّباتِ وَهُوَ يَکْرَهُ أَن تَأخُذَها؟ أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَي اللّهِ مِن ذلِکَ...[13].

[صفحه 123]


صفحه 121، 122، 123.








  1. قصار الحکم: «328»، هذا هو السبب الأوّل للفقر وهو تمرکز الثروة عند الأغنياء.
  2. کتابه الي مالک الأشتر: رقم «53» وهو السبب الثاني وهو حصر مصادر الثروة بطبقة خاصة من الناس.
  3. وهذا هو السبب الثالث وهو استئثار الحاکم، بالأموال. «المصدر السابق».
  4. الرساله: «40»- العقد الفريد: 297:2 و 355:4.
  5. الحاکم الصادق هو الّذي يشارک شعبه في محنته ويعيش عيشة أضعف النّاس فيهم (الرسالة «45»).
  6. هذا هو السبب الرّابع للفقر، وهو البطالة والکسل. «من الکلمات المنسوبة إلي الإمام»، راجع ابن أبي‏الحديد: 322:20 رقم «692«.
  7. المصدر السابق: 263:20 رقم «80».
  8. تحف العقول: ص 154.
  9. هذا هو السبب الخامس للفقر وهو حبس المال. (قصار الحکم: «126»).
  10. هذا هو السبب السادس للفقر وهو هدر الأموال. (الخطة: «126»).
  11. الرسالة: «21«- أنساب الأشراف: 169:2- جمهرة رسائل العرب: 582:1 لأحمد زکي صفوت.
  12. هذا هو السبب السابع للفقر وهو حبس المنافع «الإحتکار» (الرسالة: «53»).
  13. هذا هو السبب الثامن للفقر وهو الرهبنة. (قاله عليه‏السلام لعاصم بن زياد لما لبس العباءة وتخلّي عن الدنيا، قصار الحکم (209)).