امسك لسانك











امسک لسانک‏



طُوبي لِمَنْ ذَلَّ فِي نَفْسِهِ، وَطابَ کَسْبُهُ، وَصَلَحَتْ سَرِيرَتُهُ، وَحَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ،[1] وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مالِهِ، وَأَمْسَکَ الْفَضْلَ مِنْ لِسانِهِ، وَعَزَلَ عَنِ النّاسِ شَرَّهُ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَلَمْ‏يُنسَبْ إِلي البِدْعَةٍ.[2].

[صفحه 110]

مَنْ نَظَرَ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ، وَمَنْ سَلِّ سَيْفَ الْبَغْيِ قُتِلَ بِهِ، وَمَنْ کابَدَ[3] الْأُمُورَ عَطِبَ،[4] وَمَنْ اقْتَحَمَ اللُّجَجَ غَرِقَ، وَمَنْ دَخَل مَدَاخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ.

وَمَنْ کَثُرَ کَلاَمُهُ کَثُرَ خَطَؤُهُ، وَمَنْ کَثُرَ خَطَؤُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ، وَمَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ، ومَنْ ماتَ قَلبُه دَخَلَ النَّارَ.

وَمَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ فَأَنْکَرَهَا ثُمَّ رَضِيَهَا لِنَفْسِهِ فَذَلِکَ الْأَحْمَقُ بِعَيْنِهِ (وَالْقَنَاعَةُ مَالٌ لَا يَنْفَدُ) وَمَنْ أَکْثَرَ مِنْ ذِکْرِ المَوْتِ رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِالْيَسيِر، وَمَنْ عَلِمَ أَنَّ کَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ کَلَامُهُ إِلَّا فِيَما يَعْنِيهِ.[5].


صفحه 110.








  1. الخليقة: الخلق والطبيعة.
  2. قصار الحکم: «123».
  3. کابَدَها: قاساها (اي عالجها) بلا إعداد اسبابها فکأنه کاذبها وتطارده.
  4. عَطب: هلک وانکسر، والمراد خَسِرَ.
  5. قصار الحکم:«349».