حقوق الأخوان











حقوق الأخوان‏



إحْمِلْ نَفْسَکَ مِنْ أَخِيکَ عِنْدَ صَرمْهِ[1] عَليَ الصِّلَةِ،[2] وَعِنْدَ صُدُودِهِ[3] عَلَي

[صفحه 107]

اللَّطَفِ[4] وَالْمُقارَبَةِ، وَعِنْدَ جُمُودِهِ[5] عَليَ الْبَذْلِ،[6] وَعِنْدَ تَباعُدِهِ عَلَي الدُّنُوِّ، وَعِنْدَ شِدَّتِهِ عَلي اللِّينِ، وَعِنْدَ جُرْمِهِ عَلَي الْعُذْرِ، حَتّي کَأَنِّکَ لَهُ عَبْدٌ وَکَأَنَّهُ ذُوِ نعْمَةٍ عَلَيْکَ، وَإِيَّاکَ أَنْ تَضَعَ ذلِکَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ، أَوْ أَنْ تَفْعَلَهُ بِغَيْرِ أَهْلِهِ.

لا تَتَّخِذَنَّ عَدُوَّ صَدِيقِکَ صَدِيقاً فَتُعادِيَ صَدِيقَکَ، وَامْحَضْ أَخاکَ النَّصِيحَةَ حَسَنَةً کانَتْ أَوْ قَبِيحَةً.

وَتَجَرَّعِ الْغَيْظَ،[7] فَإِنِّي لَمْ أَرَ جُرْعَةً أَحْلي مِنْها عاقِبَةً وَلا أَلَذَّ مَغَبَّةً،[8] وَلِنْ[9] لِمَنْ غالَظَکَ[10] فَإِنَّهُ يُوشِکُ أَنْ يَلِينَ لَکَ، وَخُذْ عَلي عَدُوِّکَ بِالْفَضْلِ فَإِنَّهُ أَحْلَي الظَّفَريْنِ.

وَإِنْ أَرَدْتَ قَطِيعَةَ أَخِيکَ فَاسْتَبْقِ لَهُ مِنْ نَفسِکَ بَقِيَّةً يَرْجِعُ إِلَيْها إِنْ بَدالَهُ ذلِکَ يَوْماًما.

وَمَنْ ظَنَّ بِکَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ، ولا تضيّعن حق اخيک اتکالاً علي ما بينک وبينه فانّه ليس لک باخ من اضعت حقه.[11].

ولا يکن اهلک أشقي الخلق بک، ولا ترغبن فيمن زهد عنک، ولا يکونن اخوک أقوي علي قطيعتک منک علي صلته، ولا تکونن علي الإساءة أقوي منک علي الاحسان.

ولا يکبرنّ عليک ظلم من ظلمک فانه يسعي في مضرته ونفعک، وليس جزاء من سرّک أن تسوؤه.[12].

[صفحه 108]


صفحه 107، 108.








  1. صَرْمِهِ: قطيعته.
  2. الصّلَة: الوصال، وهو ضدّ القطيعة.
  3. الصُدود: الهجر.
  4. اللطف- بفتح اللام والطاء-: الاسم من ألطفه بکذا أي برّه به.
  5. جموده: بخله.
  6. البَذل: العطاء.
  7. الغيظ: الغضب الشديد.
  8. المغبّة- بفتحتين ثمّ باء مشدّدة- بمعني العاقبة.
  9. لن: أمر من اللّين ضدّ الغلظ والخشونة.
  10. غالظک: عاملک بغلط وخشونة.
  11. الرسالة: «31«- الرسائل: للشيخ الکليني- الزواجر والمواعظ: لحسن بن عبداللَّه بن سعيد العسکري.
  12. الرسالة: «31«- تحف العقول: ص 52.