بادر الفرصة...
وَمَرارَةُ الْيَأْسِ خَيٌر مِنَ الطَّلَبِ إِلَي النّاسِ، وَالْحِرْفَةُ مَعَ الْعِفَّةِ خَيْرٌ مِنَ الْغِني مَعَ الْفُجُورِ. وَالْمَرْءُ أَحْفَظُ لِسِرِّهِ،[5] وَرُبَّ ساعِ فِيما يَضُرُّهُ، مَنْ أکْثَرَ أَهْجَرَ،[6] وَمَنْ تَفَکَّرَ أَبْصَرَ.[7]. قارِنْ أَهْلَ الْخَيْرِ تَکُنْ مِنْهُمْ، وَبايِنْ أَهْلَ الشَّرِّتَبِنْ عَنْهُمْ، بِئْسَ الطَّعامُ الْحَرامُ، وَظُلْمُ الضَّعِيفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ، إِذا کانَ الرِّفْقُ خُرْقاً[8] کانَ الْخُرْقُ رِفْقاً. رُبَّما کانَ الدَّواءُ داءً و الدّاءُ دَواءً، و رُبَّما نَصَحَ غَيْرُ النّاصِحِ وَغَشَّ المُسْتَنْصَحُ،[9]. [صفحه 106] وَإِيّاکَ وَالْإتِّکالَ عَلَي الْمُني[10] فَإِنَّها بَضائِعُ النَّوکي.[11]. وَالْعَقْلُ حِفْظُ التَّج ارِبِ، وَخَيْرُما جَرَّبْتَ ما وَعَظَکَ، بادِرِ الْفُرْصَةَ قَبْلَ أَنْ تَکُونَ غُصَّةً، لَيْسَ کُلُّ طالِبٍ يُصِيبُ، وَلا کُلُّ غائِبٍ يَؤُوبُ، وَمِنََ الْفَسادِ إٍضاعَةُ الزّادِ وَمَفْسَدَةُ الْمَعادِ، وَلِکُلِّ أَمْرٍ عاقِبَةٌ، سَوْفَ يَأْتِيکَ ما قُدِّرَلَکَ. التّاجِرُ مُخاطِرٌ، وَرُبَّ يَسيِرٍ أَنْمي مِنْ کِثَيرٍ، وَلا خَيْرَ فِي مُعِينٍ مَهِينٍ،[12] وَلا فِي صَدِيقٍ ظَنِينٍ،[13] ساهِلِ[14] الدَّهْرَ ما ذَلَّ لَکَ قَعُودُهُ،[15] وَلا تُخاطِرْ بِشَيْءٍ رَجاءَ أَکْثَرَ مِنْهُ، وَإيّاکَ أَنْ تَجْمَحَ بِکَ مَطِيَّةُ[16] اللَّجاجِ.[17].
وَتَلافِيکَ[1] ما فَرَّطَ[2] مِنْ صَمْتِکَ أَيْسَرُ مِنْ إِدْراکِک[3] مافاتَ مِنْ مَنْطِقِکَ، وَحِفْظُ ما فِي الْوِعاءِ بِشَدِّ الْوِکاءِ،[4] وَحِفْظُ مافِي يَدَيْکَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَلَبِ ما فِي يَدي غَيْرِکَ.
صفحه 106.