الوصية بالتقوي، والسير في الديار والاثار
وَالْإِعْتِصامِ[2] بِحَبْلِهِ، وَأَيُّ سَبَبٍ أَوْثَقُ مِنْ سَبَبٍ بَيْنَکَ وَبَيْنَ اللّهِ إِنْ أَنتَ أَخَذْتَ بِهِ؟! أَحْيِ قَلْبَکَ بِآلْمَوْعِظَةِ، وَأَمِتْهُ بِالزَّهادَةِ،[3] وَقَوِّهِ[4] بِآلْيَقِينِ، (وَنَوِّرْهُ بِآلْحِکْمَةِ) وَذَلِّلْهُ بِذِکْرِ الْمَوْتِ... وَاعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبارَ الْماضِينَ، وَذَکِّرْهُ بِما أَصابَ مَنْ کانَ قَبْلَکَ مِنَ الأَوَّلَينَ. وَسِرْفِي دِيارِهِمْ وَاثارِهِمْ، فَانَظُرْ فِيما فَعَلُوا، وَعَمَّا انتَقَلُوا (وَأَيْنَ حَلُّوا وَنَزَلُوا فَإِنَّکَ تَجِدُهُمْ قَدِ انتَقَلُوا عَنِ الْأَحِبَّةِ، وَحَلُّوا دارَالْغُرَبَةِ، وَکَأَنَّکَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ کَأَحَدِهِمْ. فَأَصْلِحْ مَثْواکَ، وَلاتَبِعْ اخِرَتَکَ بِدُنْياکَ.
فَإِنِّي أوُصِيکَ بِتَقْوَي اللّهِ- أَيْ بُنَيَّ- وَلُزُومِ أَمْرِهِ، وَعِمارَةِ قَلْبِکَ[1] بِذِکْرِهِ.